شكّلت التعرفة الصادرة عن بلدية جونيه للمولدات الكهربائية صدمةً للأهالي، كونها تراوحت بين 32 ألف ل.ل و92 ألف عن الـ 5 أمبير في مختلف الأحياء داخل نطاق البلدية، وهي التسعيرة التي لم تأتِ على قدر التطلعات التي رسمها أهالي كسروان والجوار. 

فتتالت تعليقات العتب من الأهالي التي وصلت حد اتهام البلدية بالاتفاق مع أصحاب المولدات، واصفين التسعيرة "بالنصب والاحتيال" كون الكهرباء لم تنقطع عن احياء جونيه أكثر من ساعتين يومياً، وطالبوا البلدية يتقديم استفسار واضح يبرر التسعيرة التي لا تتوافق مع ساعات القطع، وتوازي بعض التسعيرات السابقة من قبل رسوّ الباخرة التركية الرابعة على ساحل الذوق.

فعندما رست "إسراء سلطان" أمام شواطئ كسروان ورُبطت بمعمل الذوق الحراري، بعد حروبٍ كاسرة، وُعد أهالي كسروان جميعاً وجزء من أهالي المتن "محطة بكفيا وضواحيها" وجبيل "محطة حقل الريس وضواحيها" بتغذية كهربائية تتراوح بين 22 و 24 ساعة يومياً، لكن ما جرى لم يكن على قدر التطلعات، وكذّبت ساعات التقنين وتسعيرات المولدات مروجي البواخر.

تؤكد كاتيا ابنة جونيه أن ساعات القطع لم تتجاوز الساعتين أو 3 ساعات كحد أقصى يوميا، وأنها دفعت عن الـ5 أمبير ما يقارب التسعيرة الحالية منذ شهرين "من دون جميلة الباخرة" متساءلةً عن الغاية التي جاءت بالباخرة إن كانت لم توفر على الأهالي الأموال التي يدفعونها لأصحاب المولدات.

يوضح نائب رئيس بلدية جونيه روجيه عضيمي لـ"ليبانون ديبايت" أن كل ما تقوم به البلدية هو مجرد عملية حسابية تعتمد التسعيرة الصادرة عن وزارة الطاقة (التي وصلت عن شهر آب إلى 335 ل.ل لساعة القطع الواحدة) وساعات القطع الموزعة على المخارج، وذلك لضبط تسعيرة المولدات في منطقة جونيه وتمنع التلاعب بها. 

ويؤكد عضيمي أن الاشكالية الحاصلة اليوم هي في تسعيرة المولدات عن الأحياء الواقعة ضمن مخرج "جونيه 2" والتي تشمل كل من غزير وحارة صخر وصربا وساحل علما، والتي وصلت إلى 92 الف ل.ل بينما تراوحت التسعيرات الأخرى بين 32 و40 و50 ألف "إلا أن المشكلة ليست لدى البلدية لكن لدى شركة الكهرباء، إذ أن هذا المخرج غير متصل بالباخرة، وبعد عدة مراجعات لم نحصل على مبرر واضح لذلك من المعنيين".

وبدوره يؤكد نائب تكتل "لبنان القوي" روجيه عازار أن الباخرة التركية تقدم حالياً 230 ميغا واط تُوزع بين 90 ميغا واط لكل من كسروان وجزء من المتن وجبيل، و 130 ميغا واط تُوزع على كل مناطق لبنان بالتساوي. 

ويلفت في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" الى أن التغذية حصلت في 95 في المئة من كسروان بين 22 و24 ساعة يومياً، إلا أن أحياء قليلة لم تستفد من التغذية الكهربائية الناتجة عن الباخرة، لأن هناك عطل في كابل في منطقة ذوق مكايل يحتاج لترميم، وكان إصلاح هذا الكابل ووصل الاحياء المتضررة محط نقاش جمع عازار ووزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، ورئيس بلدية ذوق، لإيجاد حل له.

لكن لا يبدو أن غزير وحارة صخر وصربا وساحل علما وحدها قد حُرمت من تغذية "إسراء سلطان" بل مناطق أخرى كسروانية أيضاً لم ينالها إلا "من الجمل إذنه" على حدّ تعبير مصادر محلية في منطقة الصفرا في كسروان، التي لم تتحسن فيها ساعات التغذية إلا "قليلاً" وبشكل غير ملموس، وتؤكد هذه المصادر أن البلدية لم تطالب بحقها بهذه التغذية كباقي مناطق كسروان لأسباب سياسية.

حتى ضبية المتنية الجارة الأقرب لكسروان لم تنَل من خيرات "إسراء" شيئاً واستمرت وتيرة التقنين على حالها، تصل إلى 8 ساعات قطع يومياً، وبلغت تسعيرة الـ 5 أمبير فيها عن شهر آب الماضي 100 ألف ليرة لبنانية تقريباً.

أما بكفيا التي يُفترض أن تأخذ حصتها من التغذية كونها تتغذى من محطة بكفيا، الموصولة على الباخرة، فتقول مصادر معنية بالكهرباء في بكفيا هازئةً من هذا الترويج "لولا الأخبار لما عرف أهالي بكفيا أن هناك باخرة قد تنقذهم من شبح التقنين القاسي، لأن التغذية لم تتحسن، بالكاد ساعة في اليوم".

واستمرت ساعات التقنين في بكفيا على حالها، تتراوح بين 8 و10 ساعات قطع يومياً، أما تسعيرة الـ5 أمبير فبلغت عن شهر آب 90 ألف ل.ل، وبلغت عن شهر تموز 115 ألف، الأمر الذي يؤكد أنه لم يحصل فرق يُذكر بساعات التغذية الكهربائية في بكفيا.