الواضح أن سركيس تعرّض للإحراج من أجل إصدار بيانه الثاني
لا يدع نواب التيار الوطني الحر فرصة لضرب الحريات إلا ويستغلونها لإخراس الأصوات المعارضة وإسكاتها وتشويهها ، بإتهامات لم يستطيعوا إقناع الرأي العام بها ، وهم يستخدمون سطوتهم للضغط على كل المخارج المتاحة للإعلاميين وأصحاب الرأي والكلمة.
هذا هو بالضبط ما يقوم به النائب الياس بوصعب في ملاحقة الصحافي سيمون أبي فاضل محاولاً تجاوز القضاء وليّ عنق الوقائع في الخلاف الناشب بينهما ، وذلك عن طريق الضغط على المرشح سركيس سركيس الذي كان قد أصدر يوم الجمعة 31 آب 2018 بياناً نشرته الوكالة الوطنية للإعلام بإسم مكتبه الإعلامي جاء فيه:
"بعد ما تم تداول اسمي مرارا في النزاع القضائي القائم بين النائب الياس بو صعب وناشر موقع "الكلمة اون لاين" الإعلامي سيمون ابو فاضل، يهمني ان أوضح النقاط الآتية:
استغرب ان تصل مسألة بسيطة الى هذا الحد الذي وصلت اليه في وقت يرزح المواطن تحت اعباء تحديات عدة اقتصادية واجتماعية.
انني سعيت مع ابو فاضل لارساء تعاون انتخابي بيننا وبين موقع الكلمة اون لاين على ما أجازت القوانين يومها، ولم أكن على اطلاع بان العلاقة بين بو صعب وابو فاضل كانت تشهد توترا.
ابلغني أبو فاضل لاحقا بضرورة طي صفحة العلاقة نظرا لاعتبارات مهنية تتعلق بسياسة الموقع المنفتحة على كل الأفرقاء.
ان البيان الذي اصدرته يوم الأربعاء في تاريخ 25 نيسان لا يؤكد اتهام بو صعب لابو فاضل لكنه يؤكد كلام بو صعب بأننا لم نختلف إبان الجولة المتنية للوزير جبران باسيل .
والبيان نفسه لم يكن يهدف للتصويب على أي من الصديقين بل كنت ولم أزل أسعى لحل الخلاف بينهما من موقعي الوسطي.
كنت سعيت ولا ازال لحل النزاع بين بو صعب وأبو فاضل وارساء مصالحة بينهما، لكن الجانبين يتمسكان بالدعاوى القضائية التي تقدما بها ضد بعضهما".
• بيان متناقض
وبعد هذا البيان المتوازن ، عاد سركيس وأصدر بياناً آخر يوم السبت 8 أيلول 2018 ، نشرته أيضاً الوكالة الوطنية للإعلام ، جاء فيه:
"صدر عن مكتب المرشح السابق للانتخابات سركيس سركيس البيان الاتي: "عطفا على البيانين الصادرين عني بتاريخ 25/4/2018 و31/8/2018 ورغبة مني في وضع حد نهائي للالتباس حول الخلاف بين النائب الياس بو صعب والاعلامي سيمون ابو فاضل الذي ينسب لي دور فيه، يهمني أن اوضح ما يلي:
1- في لقاء بيني وبين بو صعب خلال تحضيرات الحملة الإنتخابية للائحة التي كانت تجمعنا علمت منه بأن ابو فاضل، صاحب موقع الكلمة أون لاين يتعرض له على موقعه الالكتروني المذكور.
2- بحكم معرفتي بابي فاضل، استفسرت منه عن الموضوع ففهمت منه انه يريد مساعدة مادية عبارة عن مبلغ معين من بو صعب للموقع، فنقلت الكلام لأبو صعب الذي رفض الموضوع بتاتا.
3- لم ولن أكون طرفا في النزاع بين أبو صعب وأبو فاضل وسأحاول إصلاح ذات البين بينهما".
* خلاصة: لماذا إستباق القضاء وإستخدام الضغوط؟
من منطلق إهتمامنا بالحريات ورفضاً للقمع الفكري والسياسي ، تابعنا هذا الملف وفهمنا من خلال المتابعة أن المرشح السابق سركيس يتعرّض لضغوط متواصلة من بوصعب لتغيير موقفه المتوازن من هذه القضية ومحاولة تشويه صورة الزميل سيمون بوفاضل في محاولة لإستباق القضاء.
إذا كان الطرفان قد لجآ إلى القضاء ، فلماذا الإصرار على الإستمرار في الحرب الإعلامية ، وكيف يمكن فهم بيانين صادرين عن المرشح سركيس يناقضان بعضهما البعض؟!
الواضح أن سركيس تعرّض للإحراج من أجل إصدار بيانه الثاني ، لكنه رغم ذلك أبقى على عبارته في البيانين: إنه ليس طرفاً في النزاع وسيحاول الإصلاح بين الوزير بو صعب والزميل سيمون أبي فاضل.
ما يجري في هذا الملف نموذج عن ضيق الصدر والإستعمال المتمادي للسلطة في وجه الإعلام ، وتنفيس للحقد الشخصي بدل التعالي وفتح أبواب الحوار الهادئ ، خاصة أن مجمل نقاط الخلاف نابعة من الرؤية السياسية التي يجب أن تعتمد الإقناع وليس الإكراه سبيلا!