عندما تقترب السيدات من سنّ اليأس (عند عمر الـ50 سنة تقريباً)، تبدأ الدورة الشهرية بالانقطاع تدريجاً. وتصبح الهبّات الباردة والساخنة ترافق السيدة خلال أيّامها. أمّا على الصعيد الصحي، فترقّق العظام والمشكلات القلبية ونوبات ضيق النفس... تكون في الغالب من نصيب السيدات اللواتي وصلن إلى سنّ اليأس. وتهرع السيدات عند الأطباء الذين يعالجون تلك الأعراض ويخفّفون من حدّة «سنّ اليأس» عبر إعطاء الهرمون المناسب كدواء فعّال. ولكنّ الحالة النفسيّة للمرأة في سنّ اليأس تتدهور والثقة بالنفس تنخفض وحالات الإكتئاب تظهر... فما هي العوارض النفسية التي يمكن أن تظهر؟ وكيف يمكن أن تصل المرأة إلى هذه المرحلة التي لا مفرّ منها بدون «مشكلات» نفسيّة؟ وكيف يمكن لها أن تساعد نفسها خلال سنّ اليأس؟
عندما تبلغ المرأة العقد الخامس من عمرها، تظهر عندها عوارض سن اليأس. فتنخفض في جسمها مستويات هرمون الإستروجين والبروجيسترون، وبالتالي يتوقف المبيض (تدريجاً) عن إطلاق البويضات. ويمكن اعتبار أنّ المراة دخلت سن اليأس عندما تتوّقف العادة الشهرية كلياً عندها.
وفي مخيّلة معظم النساء، أنّ سن اليأس مقرون بنوبات بكاء من دون سبب معيّن أو نوبات متلاحقة للهبّات الساخنة، وطبعاً عوارض أخرى تجعل المرأة «مصدومة» وخائفة من هذه المرحلة. ولكنّ الحقيقة هي أنّ نساءً كثيرات (بحسب دراسة في جامعة كولومبيا الأميركية) أي حوالى 51% منهنّ يتخطّين هذه المرحلة بلا أعراض. لذا ليس القلق والخوف المسبق واعتبار تلك المرحلة «مرحلة مؤلمة» للسيدات سوى من نسج الخيال.
حقيقة سنّ اليأس
يعود سبب «سن اليأس» إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين فتزداد احتمالات إصابة المرأة بالآفات القلبية لذا يُطلب منها التوقف عن التدخين أو الإقلاع عنه نهائياً. كما تعاني المرأة من ترقق العظام فيطلب الطبيب من كلّ مرأة أن تأكل منتجات الألبان وطبعاً ممارسة الرياضة الخفيفة كالركض والمشي.
هناك حقيقة أخرى عن سن اليأس ألا وهي الهبّات الساخنة التي تشعر بها 60% من النساء، وتظهر هذه الهبّات يومياً، وفي بعض الأحيان كلّ ساعة تقريباً، إضافة إلى الجفاف المهبلي وسلس البول لا سيّما بسبب الانفعال أو الإرهاق أو حتى الضحك أو السعال أو خلال ممارسة الرياضة.
الاكتئاب والبكاء وسنّ اليأس
أكّدت دراسات في معهد «نيو أنكلاند» أن لا علاقة مباشرة ما بين الاكتئاب ونوبات البكاء واقتراب السيدات من سن اليأس. فمن أين يظهر هذا الشعور الكئيب؟
• القلق الذي تعيشه المرأة بسبب «الخرافات» التي يتكلّم عنها الناس عن سن اليأس.
• الخوف من التقدم في السن، ويكون هذا الخوف عادةً في الّـ»لا وعي» أي لا تفكّر فيه المرأة ولكن تشعر به.
• التغييرات الجسدية وخوفها من خسارة أنوثتها.
وما هو دور الزوج؟
قد يصعب على الزوج تفهّم كل هذه التقلبات التي تعيشها زوجته بسبب سن اليأس والتي لا تظهر بعض الأحيان بشكل علني. ولكن لا يجب أن ينسى الزوج أنّها بحاجة له ولدعمه وحبّه وتفهّمه. فالإستماع لها بصدق ومودّة وإحترام والردّ عليها بعاطفة واهتمام يساعدها على تخطّي معاناتها. كما أنّ الاطمئنان عليها مرّات عدّة في اليوم والاتّصال بها، يرفع من معنوياتها ويدعمها في محنتها.
يستطيع الزوج فعل الكثير للتخفيف من حزن زوجته خلال مرحلة سن اليأس، فهو يجب أن يكون السند الأساسي لها وللعائلة بأجمعها. ومن أهمّ مهام الزوج:
• الابتعاد عن كلمات اللوم والشجار، بل يجب أن يشجّع زوجته من خلال كلمات نابعة من قلبه وغير مصطنعة.
• مساعدة المرأة على التكلم عن مخاوفها وقلقها، فمناقشة الأمور الحياتية وتبادل الحديث بين الزوج والزوجة وتفهّمه لمشاعرها قد يزيل عبئاً كبيراً عن قلبها.
• حثّ الزوجة على التحدّث عن حالتها مع الطبيب الذي سيقوم طبعاً بواجباته الطبية لمساعدتها.
• طلب المساعدة من أحد الأقارب أو الأصدقاء يخفّف من آلامها النفسية. وإذا استمرّ هذا الاكتئاب من المهم إستشارة طبيب نفسي أو أخصّائي نفسي.
• ممارسة الأب والأم الرياضة، فالرياضة اليومية تنشّط الجسد وتعالج النفس والجسد على حدّ سواء كما تقلّل من الضغط النفسي. ومشاركة الزوجة في هذا النوع من النشاطات، يقرّب الثنائي الذي أصبح مسؤولاً عن طفل صغير بحاجة لأمّه وأبيه طوال الوقت.
• مساعدة الأب لزوجته في الأعمال المنزلية. وهذا يتطلّب تضحيةً من قبله بالطبع، خصوصاً بعد يوم عمل طويل.
• خلال نهاية الأسبوع، الإستراحة مع بعضهما والاسترخاء وترك كلّ المسؤوليات على حدة من خلال التمدّد على السرير مثلاً والاستمتاع بكلّ لحظة من هذه اللحظات الثمينة. كما يمكن للأب أن يحضّر مفاجأة للزوجة، سفرة أو هدية بحسب قدرته المالية أو حتى يمكن لـ»وردة حمراء» أن تكفي.
• مشاهدة فيلم كوميدي معاً والقيام بنشاطات ترفيهيّة.