تصاعدت في الآونة الأخيرة مخاوف الكثيرين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الخصوصية، الأمر الذي بدأ يطرح علامات استفهام كبيرة في عالم المعلوماتية عن إمكانية استغلال البيانات الشخصية بشكل أفضل في المستقبل.
وقال المدافعة عن حقوق البيانات، بريتاني كايزر، الموظفة السابقة في شركة "كامبريدج أناليتيكا" ومقرها لندن، إن على المستخدمين ألا يستغنوا عن بيانتهم الشخصية للشركات الكبرى بدون مقابل.

وأضافت كايزر، التي كشفت عن بيع "كامبريدج أناليتيكا" بيانات ملايين المستخدمين في فيسبوك هذا العام، أن ثروة هذه الشركات قائمة على ما تجمعه من بيانات شخصية عن سلوك المستخدمين.

وخرجت كايز هذا العام للإدلاء بشهادتها، حول كيف تمكن صاحب العمل السابق، كامبريدج أناليتيكا، من جمع بيانات حول ملايين مستخدمي فيسبوك بشكل غير صحيح.

وأوضحت كايزر خلال قمة تنظمها شركة "بلومبرغ" في سنغافورة، إن شركات مثل فيسبوك، بإمكانها تحويل بيانات المستخدمين (2.2 مليار مستخدم) إلى أصول رقمية تدر عليها الملايين سنويا.

وقالت كايزر، إن "الخصوصية غير موجودة في العصر، وإن الأصول الرقمية التي تنتجها (الشركات) كل يوم، هي ذاتها القيمة البشرية الخاصة بك، وبالتحديد بياناتك الشخصية".

وأضافت أنه "يجب على المستخدمين أن يكونوا قادرين على امتلاك بياتهم تماما، ويجب أن يكونوا قادرين أيضا على تحقيق الدخل منها إن رغبوا في مشاركتها مع آخرين من خلال بيعها".

وشجعت كايزر المستخدمين على عدم الاستسلام لشبكات التواصل الاجتماعي، أو شركات أخرى في الإنترنت، تطلب البيانات الشخصية لهم، وتجنب فكرة عدم وجود بيانات آمنة.

وتحدثت في هذا الصدد عن لائحة حماية البيانات العامة للاتحاد الأوروبي، التي دخلت حيز التنفيذ في شهر مايو الماضي، وتركز على حماية البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت.

وبدأت شركات المعلوماتية تواجه الآن قواعد أكثر صرامة بشأن موافقة المستخدمين على شروطها، وكذلك غرامات كبيرة في حال خرق البيانات الشخصية للمستخدمين.