أفاد مصدر مواكب لمجريات كواليس تأليف الحكومة انّ "القوات تمكنت من الظهور بمظهر من يقدم التسهيلات والتنازلات لتسهيل تشكيل الحكومة في مواجهة تشدد التيار الوطني الحر وتمسكه بمطالبه"، مشيراً الى ان "اي مراقب لسلوك رئيس حزب القوات سمير جعجع يلاحظ انه اعتمد سياسة الكرّ والفرّ، تبعاً لما يقتضيه كلّ ظرف تفاوضي".
ولفت المصدر الى ان" جعجع أدار هذه المرة المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بحنكة واعتمد دبلوماسية السهل الممتنع التي تنطوي على الاستعداد لتقديم تنازلات موضعية مقابل قضم مكاسب استراتيجية، بحيث انّه لم يجد مانعاً على سبيل المثال في ان يبيع نيابة رئاسة الحكومة لعون، والوزير الخامس الذي كان يطالب به للحريري، والحقيبة السيادية لبري، إذا كان سيعوّض عن هذه المواقع بحصة وزارية وازنة".
ونوه الى ان "جعجع طلب رسمياً خلال اللقاء الأخير مع الحريري منح القوات حقيبة الطاقة، قائلاً للرئيس المكلّف، نحن نريد الطاقة، وإذا كان هناك قبول بأن نحصل عليها، ما بتفرق معنا عندها طبيعة الوزارات الـ3 الأخرى"، مشيراً الى أنه "وذهب جعجع في طرحه بعيداً، مؤكداً للحريري انّ القوات تلتزم في حال منحها الطاقة بأن تعيد الكهرباء 24/24 الى كلّ لبنان خلال 6 أشهر من تاريخ استلامها لهذه الحقيبة، وكذلك تلتزم بأن تبني معامل الانتاج التي يحتاج اليها لبنان خلال سنة ونصف السنة، وأضاف جعجع مخاطباً الحريري، أنا مستعدّ ان أشارط على هذا الأمر، ومعنا شاهدان على الشرط هما ملحم رياشي وغطاس خوري".
واوضح انه "ردّ الحريري بانّه سيجرّب اقناع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بالتخلي عن الطاقة، لكن رئيس التيار اعترض بشدّة على هذا الاقتراح، مؤكداً انّه من غير الوارد الاستغناء عنها".