تُعتبر أزمات الأسواق الناشئة المالية كلاسيكية وتشبه تأثير الدومينو. فما أن يسقط بلد حتى تتداعى باقي البلدان، وهذا ما حدث عام 1997، وقد يتجدّد السيناريو نفسُه.
تبدو الأسواق الناشئة شديدة الهشاشة في المرحلة الراهنة، حيث تنزلق دولة تلو الأخرى في أزمة مالية قاسية. وهي ليست مجرد أحداث عابرة. ورغم أنّ البلدان النامية عادة ما تكون متقلّبة، لكنّ الوضع الآن قد يكون بداية لشيء أكثر جدية. علماً أنه قد سجّل أخيراً العديد من الاشارات السلبية جداً مثل:
• ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، وهو أمر سيّئ بالنسبة للعالم النامي. إضافة إلى تصاعد الصراع التجاري العالمي المضر بشكل كبير بالاسواق الناشئة، كما وخطورة هيمنة اسهم التكنولوجيا على العديد من مؤشرات الأسهم في هذه الأسواق.
• تدهور الاقتصاد الأرجنتيني، الدي شهد تطورات قاسية، ليس اخطرها رفع الفائدة وانخفاض قيمة العملة المحلية.
• انخفاض الليرة التركية والريال الايراني إلى مستوى قياسي مقابل الدولار.
• تذبذب الروبل الروسي، وتدهور الاوضاع في فنزويلا.
• سحب الصناديق العالمية مليارات الدولارات من أسواق الديون في البلدان الناشئة مند أوائل أيار الماضي، وانخفاض مؤشرات الأسهم بشكل حاد.
تعرّضت أسهم الأسواق الناشئة وعملاتها لضغوط جراء مخاوف متعلقة بالتضخم في تركيا وبعد أن أظهرت بيانات أنّ جنوب أفريقيا دخلت في كساد خلال الربع الثاني. وعلماً انّ أزمة الأسواق الناشئة كلاسيكية وتشبه كثيراً تأثير الدومينو، ما أن يسقط بلد حتى تتداعى باقي البلدان، وهذا ما حدث عام 1997، عندما اندلعت الأزمة المالية الآسيوية في تايلاند ثم امتدت إلى دول المنطقة، لذا قد يتجدّد السيناريو نفسه.
البورصة المحلّية
جرى امس تداول 108969 سهماً في اليورصة المحلية قيمتها 0.85 مليون دولار مع غلبة الاتجاه الانخفاضي لاسعار الاسهم المتداولة. وذلك من خلال 41 عملية بيع وشراء لثمانية انواع من الاسهم. تراجعت منها 4 اسهم واستقرت 4 أسهم اخرى. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.18% الى9.843 مليارات دولار. اما انشط الاسهم فكانت على التوالي:
1) اسهم بنك بلوم التي استقرت على 9.20 دولارات مع تبادل 56300 سهم.
2) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي تراجعت 1.06 % الى 6.50 دولارات مع تبادل 23456 سهماً.
3) اسهم شركة سوليدير الفئة ب التي تراجعت 0.3 % الى 6.53 دولارات مع تبادل 14275 سهماً.
4) اسهم بنك بيبلوس التي استقرت على 1.40 دولار مع تبادل 10278 سهماً.
5) اسهم بنك عودة التي استقرت على 5.05 دولارات مع تبادل 2500 سهم.
أسواق العملات
ضرب زلزال مالي جديد إيران حيث هبط الريال الإيراني لمستوى قياسي عند نحو 146 ألف ريال للدولار، وذلك بعد يومين من الانهيار السريع، الأمر الذي يعكس مدى الأزمة التي وصلت إليها البلاد.
وقالت مواقع إلكترونية معنية بأسعار الصرف، إنّ الريال الإيراني واصل هبوطه ليسجل مستوىً قياسياً منخفضاً عند نحو 146 ألف ريال للدولار، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران.
وذكر موقع «بونباست.كوم»، الذي يرصد أسعار الصرف في السوق غير الرسمية، أنه جرى عرض الدولار بسعر 146 ألفاً و500 ريال، مقارنة مع نحو 138 ألف ريال، أمس الثلثاء. أما موقع «بازار360.كوم» فقد أشار إلى أنّ سعر الريال بلغ 146 ألفاً و500 مقابل الدولار، بينما كشف موقع إلكتروني آخر أنّ سعر العملة الإيرانية وصل إلى 144 ألفاً. وكان الريال الإيراني وصل، الثلثاء، إلى 138 ألفاً مقابل الدولار الأميركي، بعد أن كان قد تمّ تبادله، بعد ظهر الاثنين في السوق الحرة، بواقع دولار واحد مقابل 130 ألف ريال. وصعد الدولار على نطاق واسع امس الأربعاء مع تنامي المخاوف من أن يصعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب التجارية مع بكين قريباً عن طريق فرض رسوم على المزيد من الواردات الصينية.
وقد يفرض ترامب رسوماً جمركية على سلع صينية جديدة قيمتها 200 مليار دولار بعد انقضاء الفترة المحددة لتلقي الآراء العامة بشأن الرسوم الجديدة غداً الخميس، لكن لم يتّضح بعد متى قد يحدث ذلك.
وتلقى الدولار المزيد من الدعم من مؤشرات أميركية قوية تعزّز المبرّرات لزيادات جديدة في أسعار الفائدة الأميركية. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلّة عملات، بنسبة 0.2% إلى 95.662، ليقترب من أعلى مستوى في أسبوعين البالغ 95.737 الذي سجّله في الجلسة السابقة.
ومنذ أمس الاول الثلثاء، زاد الدولار أكثر من 2% مقابل الراند الجنوب أفريقي والبيزو الأرجنتيني وأكثر من 1% مقابل البيزو المكسيكي والكولومبي. وزاد الدولار في 2018 مقابل جميع العملات الرئيسة ما عدا البيزو المكسيكي والين الياباني.
الأسهم العالمية
انخفضت الأسهم الأوروبية عند الفتح امس الأربعاء، حيث أدّى استمرار التوترات التجارية ومخاوف بشأن عملات أسواق ناشئة إلى تراجع الإقبال على الأصول المحفوفة بالمخاطر لدى المستثمرين.
نزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 بالمئة مع تفشي الخسائر في قطاعات الصناعة ومراكز التداول. وأحدثت مجموعة من إعلانات الشركات تقلبات شديدة لا سيما سهم شركة بيوميريو الفرنسية.
وكان سهم شركة صناعة الأدوية الفرنسية الأفضل أداءً على المؤشر حيث قفز 8.3 بالمئة بعد نتائج أعمال قوية ورفع الشركة توقعاتها لعام 2018. وفي القطاع نفسه، نزل سهم باير ثلاثة بالمئة بعد الإعلان عن زيادة مخيّبة للتوقعات بنسبة 3.9 بالمئة في الأرباح الفصلية الأساسية. وتراجع سهم ماتش السويدية لصناعة السيجار والنشوق 5.2 بالمئة بعدما باع مستثمر مؤسسي حصة 4.3 ملايين سهم بخصم.
تراجعت الأسهم اليابانية يوم امس الأربعاء بفعل مخاوف من تصاعد حرب رسوم تجارية بين الصين والولايات المتحدة بما يؤثر على المعنويات، بينما أدّى القلق من تراجع نسب تسوّق السائحين بعدما أغرقت مياه السيول المصاحبة لإعصار جيبي أحد المطارات الرئيسة إلى انخفاض أسهم قطاع مستحضرات التجميل.
وتراجع المؤشر نيكي 0.5 بالمئة ليغلق عند 22581 نقطة مواصلاً انخفاضه للجلسة الرابعة على التوالي بعد موجة ارتفاع دامت ثمانية أيام متتالية. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.77 بالمئة ليغلق عند 1705 نقاط. ولولا ارتفاع بنسبة 3.1 بالمئة في سهم فاست ريتيلنج بعد بيانات مبيعات شهرية قوية، لكانت خسارة المؤشر نيكي أكبر. ويتخوّف أيضاً من تصاعد النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث يتّجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب صوب فرض رسوم تجارية بنسبة 25 بالمئة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار بعد انتهاء فترة المراجعة اليوم الخميس.
الذهب
ارتفع الذهب امس الأربعاء بدعم من شراء فنّي وسط مخاوف بشأن التضخم في الأسواق الناشئة، لكنّ المكاسب كانت محدودة مع ارتفاع الدولار على نطاق واسع بفعل المخاوف من الصراعات التجارية الدولية. وارتفع الذهب 0.2 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 1193.24 دولاراً للأونصة. وفي الجلسة السابقة، بلغ الذهب 1189.20 دولاراً، وهو أقل مستوى له في أكثر من أسبوع. وبشكل عام تعزّز مخاوف التضخم الذهب الذي ينظر إليه على أنه ملاذ آمن في مواجهة ارتفاع الأسعار.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة إلى 14.13 في التعاملات الفورية دولار للأونصة بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني 2016 عند 13.97 دولاراً في الجلسة السابقة.
النفط
إنخفضت أسعار النفط مع وصول عاصفة مدارية إلى الساحل الأميركي المطلّ على خليج المكسيك مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة، لكنّ تأثيرها على الإنتاج لم يكن قوياً مثلما كان متوقعاً في البداية. وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 69.31 دولاراً للبرميل، منخفضا 56 سنتاً أو 0.8% عن التسوية السابقة. وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 37 سنتاً أو 0.5% إلى 77.80 دولاراً للبرميل.
كانت الأسعار قفزت الجلسة السابقة مع إغلاق العشرات من منصات النفط والغاز الأميركية في خليج المكسيك تحسّباً لأيّ أضرار من العاصفة المدارية جوردون. غير أّن العاصفة غيّرت اتّجاهها نحو الشرق امس الأربعاء ما قلّل من مخاطرها على المنتجين في الجانب الغربي من الخليج.
ما زالت آفاق أسعار الخام تشير لصعودها، وهو ما يرجع في جزء كبير منه إلى العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني ويبدأ سريانها في تشرين الثاني.