تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور كوزوفكوف، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول الاتفاقية العسكرية بين سوريا وإيران ووضع روسيا المحرج مع إسرائيل، التي تقول إن دمشق تجاوزت الخط الأحمر.
وجاء في المقال: لا يزال الوضع حول سوريا معقدًا للغاية ولا يمكن التنبؤ به... حتى لشهر واحد. على هذه الخلفية، بدت العلاقات الروسية الإسرائيلية كجزيرة استقرار غير متوقعة. وعلى خلفية هذا المشهد الروسي الإسرائيلي، تجري أحداث تضع على المحك العلاقات بين البلدين.
وقّع بشار الأسد ووزير الدفاع الإيراني، أمير خاتمي، اتفاقا حول التعاون العسكري بين سوريا وإيران. لسوء الحظ، نحن لا نعرف تفاصيله، لكن الجانب الإسرائيلي أبدى على الفور معارضته القوية لهذا الاتفاق.
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي إن بشار الأسد، بتوقيعه اتفاقية للتعاون العسكري بين سوريا وإيران، عبر "الخط الأحمر" الذي وضعته إسرائيل. كما لم يتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتهديد بضرب المواقع الحكومية السورية ومواقع الوحدات الإيرانية في سوريا.
إن احتمال قيام الأسد بالتوقيع على هذه الاتفاقية دون التشاور مع موسكو ضئيل جدا. فهو يدرك تماما أن أي مواجهة مع الكرملين تهدد بانسحاب القوات الروسية من سوريا.
أما موافقة موسكو فتعني أن هذا الاتفاق ليس قاتلاً بالنسبة لإسرائيل، أو أن القصص حول الانسجام القائم بين إسرائيل وموسكو مبالغ فيها كثيرا. الحالة الأولى، تعني أنه لا توجد نقاط حرجة بالنسبة لإسرائيل في الاتفاق- لا تواجد عسكري طويل الأمد، ولا قواعد عسكرية إيرانية هناك.
الخيار الثاني، أكثر إثارة للاهتمام. فهو يعني، على أقل تقدير، أن روسيا قررت أخيراً اختيار استراتيجية طويلة الأمد في مواجهة الغرب، وأن الشراكة الاستراتيجية مع إيران بالنسبة لموسكو أفضلية.
لكن لن نكون قادرين على التحديد قبل أن تنزل إسرائيل ضربتها. فإذا ضرب سلاح الجو الإسرائيلي بضعة أشياء ثانوية، لن يكون ممكنا استخلاص أي استنتاجات نهائية. إما إذا كانت الضربة قوية بما فيه الكفاية، وطاولت مواقع مهمة للجيش السوري والحكومة السورية، فيمكن التخلي عن الشكوك.
لذلك، فنحن ننتظر لنرى ما إذا كانت إسرائيل نفسها ستتجاوز "الخط الأحمر".