العمل على تأطير الحراك الاعتراضي في بعلبك الهرمل بدأ ياخذ صيغته التنفيذية، ولهذه الغاية تم تشكيل لجنة تحضيرية لإطلاق تجمع أهلي – مدني تحت اسم “لبنان للجميع”، تتولى متابعة الإجراءات المطلوبة ميدانيا وقانونيا لتشكيل الهيئة التأسيسية ووضع أهداف هذا التجمع ونظامه والاتفاق على برنامج تنفيذي واستكمال الشروط المطلوبة للحصول على العلم والخبر.

المبادر إلى هذه الخطوة، كان الشيخ رفعت المصري، وهي كانت حصيلة سلسلة من الاجتماعات والاتصالات جرت في منزله على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية، وتم التوافق فيها على المبادىء الرئيسية لإنجاح هذا العمل، وتسمية أعضاء اللجنة التحضيرية وهم إلى المصري، طانيوس وهبي، إبراهيم العاقوري، علي سلمان ومرحب حمية.

ولدى سؤال المصري عما إذا كانت اللجنة التحضيرية هي نفسها الهيئة التأسيسية للتجمع، شدّد، على “أن مهمة اللجنة هي حاليا التواصل مع الفعاليات والناشطين في المنطقة، ومباحثتهم في مبادرتنا والاستماع إلى آرائهم وإشراك من يرغب منهم في تشكيل الهيئة التاسيسية سواء باشتراكه شخصيا فيها أو ترشيح من يراه مناسبا على أن لا يتجاوز العدد الحد القانوني، وبعد التوافق على اسماء الهيئة التأسيسية تنتهي مهمة اللجنة التحضيرية”.

ويؤكد المصري أن “التجمع” هو منصة لطرح مطالب المنطقة ومشاكلها وقضاياها الانمائية والاجتماعية والاقتصادية، وكون هناك ترابط ما بين المسائل المذكورة والسياسة، سيكون التسييس على قدر ما تقتضيه هذه المسائل، ف”التجمع”  بالهوية، هو حركة إنمائية ومطلبية، وأية إضافة على هذه الهوية سياسية أو غيرها ستكون مقبولة شرط توظيفها لمصلحة الأهداف المتوخاة من تأسيس هذا التجمع.

وهل هناك تحديد نهائي لأهداف “التجمع”؟ أجاب المصري “إن مشاكل المنطقة ومطالبها باتت معروفة وهي موضع إجماع الأهالي، فهذه لن تشكل مسألة خلافية، ونحن في اجتماعاتنا قمنا بتحديد هذه المشاكل والمطالب وتعدادها، ولم نرسم أولويات، فهذه متروكة للهيئة التأسيسية التي يعود إليها اعتماد برنامج تحركها”.

وردا على سؤال، يوضح المصري، “ليس كل عمل منظم معارض في مناطق الثنائي الشيعي، هو بالضرورة ضد حزب الله وأمل، قد تكون هناك معارضة متخصصة في معارضتهما، غير أن “التجمع” بخطابه المطلبي وتحركه سيتوجه إلى الدولة التي هي مرجعه ومرجع كل المواطن، وهي المسؤولة عن حل مشاكل الناس وتقديم الخدمات لهم، فالخلاف أو التوافق مع الثنائي الشيعي سيكون من معبر الدولة، نحن لسنا معارضة مسبقة لحزب الله وأمل، فهذا رهن موقفهما من القضايا التي نطرحها، باعتبارهما من أحزاب السلطة ويملكان تأثيرا فاعلا على قرارات الدولة وخططها الإنمائية والخدماتية”.

لكن السيد نصرالله والرئيس بري أعلنا عن خطط إنمائية لمنطقة بعلبك الهرمل، ألا يسقط مبرارات إنشاء “تجمع” مطلبي، سألناه؟ قال المصري: ” لا اعتقد أن أحدا يعارض اي مبادرة تحمل الخير للمنطقة، لكن هذه الخطط خرجت من الميكروفانات ولم تحط بعد على الأرض، ومنها ما زال حبرا على ورق، وبعضها لا نعلم منه سوى عناوين، نحن في الاجتماعات التمهيدية واللجنة التحضيرية ناقشنا هذه الوعود، لكن لا نملك اي تفصيل عنها، وعندما تخرج هذه الخطط من الأدراج، نستطيع تقييمها، والوقوف على مدى استجابتها لمطالب أهلنا والشرائح الشعبية التي ستستفيد منها، وما هي اثمان هذه الاستفادة، وهل ستستخدم لتعويم الشعبية الحزبية أم لنهوض المنطقة واهلها، هذه أمور ما زلنا نجهلها”.

اضاف: ” بعض الوعود لا أراه متناسبا مع يحكى عن دولة مفلسة ومقبلة على انهيار اقتصادي، وهي تقوم بشق النفس في تأمين نفقاتها الجارية والعادية، فكيف تكون بهذا الغنى في بعلبك وبذاك الفقر في أماكن أخرى”.

هل من جهة سياسية تدعم “التجمع”؟ رد المصري: “قرار تأسيس التجمع هو ذاتي، اي من تلقاء أنفسنا، نحن تنادينا للقيام بهذه الخطوة التي نطمح إلى استكمالها مع غيرنا، بعد أن لاحظنا أن غياب التنظيم والارتجالية في طرح المطالب وموسمية التحرك وحصره بزمن الانتخابات، كله يضعف المنطقة، ويشجع المسؤولين على عدم الاكتراث بحاجاتها، فالفكرة انطلقت من هنا ولا أحد وراءها”.

عن نشاطات التجمع في هذه الفترة، يقول: ” في هذا الوقت ولفترة لا تتجاوز الشهر أو أكثر بقليل، سيكون الجهد منصبا على التواصل مع الناشطين والفعاليات، واللجنة التحضيرية ليست مقفلة على الاسماء التي ذكرتها، فأبوابها مفتوحة لكل مهموم بقضايا المنطقة ومستعد للعمل من أجلها، نظام التاسيس لم يتم إقراره بانتظار من سيشارك معنا”.

وماذا يقصد بتعريف “التجمع” بأنه أهلي – مدني ويوضح المصري:” المجتمع البعلبكي هو خليط من العلاقات الأهلية المستمدة من العادات والتقاليد العائلية والعشائرية والعلاقات المدنية المستمدة من المجتمع المدني بنقاباته وجمعياته، فأي “إطار” تنظيمي حتى يكون فاعلا في استقطاب الناس يجب أن يشتمل على الفريقين، وبالنهاية المسائل الإنمائية والحياتية للمنطقة تعني الجميع”.

وأخيرا، سألناه ماذا عن الأسم، قال المصري: “الاسم واضح، لبنان بنهج السلطة الحالي، ليس لكل اللبنانيين، وليس لكل مناطقه، سياسة التمييز واضحة، نحن نريد دولة تكون بمتناول الجميع”.