أولاً: تصريحات مُثيرة للشيخ نعيم قاسم...
بعد أن كانت قد شاعت في الآونة الأخيرة بعض الأخبار والتّوقُّعات بابتعاد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن دوائر القرار في الحزب ، وذهب البعض إلى توقُّع تقديم استقالته من منصبه الحزبي، أطلّ الشيخ أول أمس بتصريحٍ لافت مُوجّهاً تحذيراً حازماً للوزير جبران باسيل (دون أن يُسمّيه وبتورية مقصودة)، باعتباره المعرقل البارز لقيام حكومة جديدة بطرح مطالبه التّعجيزية والتي لا تكاد تنتهي، وإذ أفصح الشيخ عن مخاطر فتح باب المعركة الرئاسية من قبل بعض الحالمين (وفي مقدمهم باسيل) في حين يتخبّط البلد بلا حكومة فاعلة، كان لا بدّ من توجيه إنذار أخير لمعرقلي قيام الحكومة، ذلك أنّ حزب الله بات المتضرر البارز من حال المراوحة التي مرّ عليها أكثر من مائة يوم.
إقرأ أيضا : ماذا يجري بين حزب الله وجبران باسيل ؟
ثانياً: التصريح آتى أُكُله..باسيل في بيت الوسط...
أثار تصريح الشيخ قاسم استياء بعض معارضي تيار المقاومة والممانعة، واعتُبر استفزازاً صريحاً بادّعائه احتكار قرار تعيين الرؤساء وكبار المسؤولين، ممّا اضطرّ النائب السابق الدكتور فارس سعيد للرّد بقوّةٍ وحزم رافضاً إرادة الهيمنة هذه من قائدٍ بارز في حزب الله، أمّا من جانب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فيبدو أنّ تصريح الشيخ قد آتى أُكله، فقد سارع اليوم الوزير باسيل لزيارة رئيس الحكومة المكلّف قبل انتقال الأخير لمقابلة رئيس الجمهورية، علّه يفتح باب الفرج أمام الحكومة العتيدة، بعد أن قدّمت القوات اللبنانية أقصى ما تستطيعه من تنازلات، فقبلت بأربع مقاعد وزارية، وتخلّت عن منصب نيابة رئاسة الحكومة، مع تخلّيها عن حقيبة سيادية، وباتت الكرة في ملعب الوزير باسيل الذي استهدفتهُ تصريحات الشيخ قاسم باملاءات حزبية عُليا مرتبطة بالصراعات الإقليمية.