تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول حاجة روسيا إلى الامتثال لشروط طهران للحفاظ على الصداقة مع الجمهورية الإسلامية.
وجاء في المقال: من الناحية الدبلوماسية، نجحت روسيا أكثر من الجميع في سوريا. فكم تساوي خطتها لإنشاء مناطق خفض تصعيد. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت روسيا من بناء نموذج للسلوك، جعل جميع المشاركين الأجانب، تقريبا، في الصراع السوري يوافقون على تصرفاتها. بشكل عام، ناورت موسكو بمهارة وحققت النجاح.
ولكن، على ما يبدو، سوف ينتهي ذلك قريبا. لقد سئم الإيرانيون من التضحية بمصالحهم الخاصة من أجل نجاح روسيا. وهكذا فمن أيام، زار سوريا وزير الدفاع الإيراني أمير خاتمي. لم يحمل خاتمي إلى دمشق اتفاقا حول التعاون العسكري - التقني فحسب، إنما وملحقا سريا معه. تطالب إيران بأن يضمن حلفاؤها مساعدتها في الدفاع ضد الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل على منشآتها في سوريا. فإذا ما تخلت موسكو ودمشق عن ذلك، فسوف يسحب الفرس حراس ثورتهم الإسلامية، وكذلك الجماعات الموالية لإيران من سوريا. على أية حال، لن تشارك هذه القوات في العملية القادمة لتحرير إدلب.
وفي الصدد، التقت "سفوبودنايا بريسا" المستشرقة الروسية كارينيه غيفورغيان، فقالت للصحيفة:
لا أحسب أن الإيرانيين سيتحدثون بقسوة. لكنني أعتقد أن هذه المشكلة يجب أن تكون موضوعا لمفاوضات.
إذا كان لا يزال لديهم مثل هذه الخطط ، فما هي فرصتهم للدفع بهذا المشروع؟
يمكنهم بالفعل سحب قواتهم. لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي قد يدفع طهران لإعادة قواتها. فمسودة العقوبات الأمريكية ضد روسيا وإيران وتركيا، في رأيي، مقدمة لخطوات أكثر جدية من قبل واشنطن. أعتقد أن سبتمبر القادم، يمكن أن يشهد مشاركة نشطة للأمريكيين في تسخين الصراعات في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى. بالطبع، سيضع هذا الأمر كلا من إيران وروسيا أمام مسألة تعزيز وسائل ضمان أمنها القومي. بعبارة أخرى، سيكون على طهران تكريس مزيد من الجهد لأمن حدودها، فضلاً عن الحيلولة دون انتقال عدم الاستقرار من البلدان المجاورة إليها. لذا، فإن انسحاب الوحدة الإيرانية ممكن لعدة أسباب. لكن أحدا لن يتخلى بصورة مفاجئة عن سوريا، خاصة وأن إيران أمضت سبع سنوات بالفعل، إن لم يكن أكثر، لتعزيز مشاريعها في هذا البلد.