إنه خبر غير سار لكل سكان لبنان، إذ تبين أن أزمة النفايات لها أبعاد أعمق من الفساد والسياسة والاقتصاد وحتى البيئة، لأنها تصل إلى أعمق أعمال الدماغ: الذكاء والإدراك والمعرفة.
إذ أثبتت دراسة أجراها فريق علمي أميركي - صيني مشترك، أن التعرض المزمن للهـواء الملوّث، يضرب قدرات الدماغ في الادراك والمعرفة. ونشرت الدراسة في مجلة "سجلّات الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة" (تشتهر باسمها المختصر "بناس" PNAS). وأجريت الدراسة على عشرين ألف شخص في الصين، جرى قياس قدراتهم في الرياضيات والتواصل اللغوي على مدار أربع سنوات. وبرهنت النتائج على أن التعرّض للهـواء الملوث أدى إلى تدهور واضح في تلك القدرات، مع ملاحظة أن الأشخاص كانوا طبعيين ولا يعانون أمراضاً مؤثرة على الجهاز العصبي المركزي لديهم.
تأثير الهواء على القلب والدماغ
وأعرب الفريق الأميركي - الصيني عن قناعته بأن نتائج الدراسة تحمل دلالة للناس عموماً، خصوصاً مع تذكّر أن 80% من سكان الكرة الأرضية يتنشقون هواءً ملوثاً بنسب متفاوتة! وعمل الفريق الذي تكوّن من مختصين من جامعتي "يال" الأميركية و"بيجينغ" الصينية، على قياس نِسَبْ تلوث بثاني أوكسيد النتروجين، وثاني أوكسيد الكبريت، وجزئيات صغيرة يقل قطرها عن 10 ميكرومترات، وكل ميكرومتر هو جزء من مليون من المتر.
وفي دراسات حديثة، أقيم البرهان علمياً على تأثير تلوّث الهواء على القلب والجهاز الدوري أيضاً، حتى لو كان مستوى ذلك التلوث خفيضاً.
7 ملايين وفاة مبكرة
ووفق "منظمة الصحة العالمية"، يوصف تلوّث الهواء بالقاتل الخفي، ويتسبب في 7 ملايين وفاة مبكرة عالمياً سنوياً. ويعرف عن التلوث أيضاً انه يزيد خطورة أمراض تضرب الجهاز العصبي، خصوصاً "الألزهايمر".
ولم تشمل دراسة الفريق الأميركي - الصيني التدقيق في تأثير أول أوكسيد الكربون والأوزون والجزيئات الكبيرة الموجودة في الهواء الملوث. وشملت العينة التي درستها أشخاصاً من أعمار متنوعة [فوق سن العاشرة]، طلب منهم الإجابة عن 24 سؤالاً في الرياضيات و34 تمريناً على الكلمات.