يعقد كبار مسؤولي الدفاع والمسؤولين الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي في فيينا يوم الخميس المقبل اجتماعًا لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني المتداعي واستقرار الشرق الأوسط . وتتزامن الاجتماعات مع نشر التقرير الفصلي الذي تصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إيران والذي من المقرر صدوره يوم الجمعة ومن المرجح أن يثبت أن الجمهورية الإسلامية تواصل الوفاء بالتزاماتها النووية بموجب اتفاق أبرمه الرئيس دونالد ترامب في مايو الماضي.
إنّ القرار الأمريكي بتقليص خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والقوى العالمية يزيد الضغط على رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي ساعدت على إنهاء المفاوضات حول الاتفاقية وما زالت تنسق آليّة حلّ النزاع. أصبح الدبلوماسيون الكبار من فرنسا وألمانيا أكثر صراحة في دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسات لتفادي تهديدات العقوبات الأمريكية.
يقول ريتشارد دالتون، سفير المملكة المتحدة السابق في إيران والذي يشغل الآن منصب رئيس غرفة التجارة البريطانية الإيرانية: "أوروبا تقوم بالأمور الصحيحة، لكنها تفعل ذلك ببطء شديد".يقول دالتون، إنّ البنوك الأوروبيّة "تفرط في تطبيق العقوبات" لحماية الوصول إلى الأسواق الأمريكية، وحثّ المسؤولين في الاتحاد الأوروبي على التركيز لحماية الصادرات الزراعية والطبية المسموح بها إلى إيران.
إنّ محاولات الاتحاد الأوروبي المتواضعة للحفاظ على العلاقات مع إيران قد أثارت الإمتعاض الأمريكي. قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنّ رزمة بقيمة 18 مليون يورو (21 مليون دولار) من الاتحاد الأوروبي لتعزيز التجارة مع الشركات الإيرانية الصغيرة "ترسل رسالة خاطئة" من خلال دعم حكومة الجمهورية الإسلامية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء في واشنطن: "إنهم لا يزالون يشكلون أكبر عنصر مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط".
في الوقت الذي اعترف فيه المسؤولون الأمريكيون بأن إيران تواصل الوفاء بالتزاماتها النووية بموجب اتفاق يوليو 2015 الموقع في العاصمة النمساوية - والذي حد من قدرة وإنتاج المواد التي يمكن استخدامها في الأسلحة مقابل تخفيف العقوبات - يتهمون حكومة طهران تدخل في نزاعات الشرق الأوسط من سوريا إلى اليمن.
وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في لقاء مع الرئيس حسن روحاني وأعضاء حكومته "لا توجد مشكلة في استمرار العلاقات والمفاوضات مع أوروبا، لكن ينبغي التخلي عن الأمل فيما يتعلق بأمور مثل الاتفاق النووي" .
يأتي اجتماع الاتحاد الأوروبي في فيينا في وقت معقد للكتلة المكونة من 28 عضواً، حيث تنشط الدول الأعضاء في التحضير للخروج من الاتحاد الأوروبي والصدام مع إيطاليا حول الهجرة والإنفاق. سيشغل وزراء الخارجية يومين في العاصمة النمساوية حيث من المتوقع أن يناقشوا الوضع في كوريا الشمالية والعلاقات عبر الأطلسي والتوسع المحتمل للاتحاد الأوروبي في جنوب شرق أوروبا.
ترجمة وفاء العريضي
بقلم جوناثان تيرون نقلا عن بلومبرغ