"يبحثون عن مذنب في شخص الرئيس الإيراني"، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول وضع الرئيس الإيراني الحرج في ظل أزمة الجمهورية الإسلامية على خلفية العقوبات الأمريكية.
وجاء في المقال: أمس، اضطر الرئيس الإيراني حسن روحاني لأول مرة إلى تقديم تقرير إلى برلمان البلاد عن عمل الحكومة. منذ ديسمبر، لم تنحسر الاحتجاجات في المدن الإيرانية بسبب ارتفاع الأسعار والبطالة. ساءت الحالة بشكل حاد بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية)، وعودة العقوبات الأمريكية ضد إيران. وفي الوقت نفسه، تنوي واشنطن تشديد العقوبات، آملة إما في خضوع نظام آيات الله أو سقوطه.
في حديثه أمام البرلمان أمس، تعهد روحاني بأن تحل إيران جميع المشاكل التي نشأت عن العقوبات الأمريكية. في الوقت نفسه، أشار إلى أهمية أن يرى الشعب الإيراني وحدة قيادة البلاد، فقال: "الناس ليسوا خائفين من الولايات المتحدة، إنما يخافون من خلافاتنا. اذا رأوا اننا متحدون، فسيؤمنون بأن المشاكل ستحل".
إلا أن كلمات الرئيس لم تقنع البرلمانيين. فقد وافقوا فقط على إجابته بأن الحكومة لا تستطيع التأثير على العقوبات الدولية ضد البنوك الإيرانية.
وفي الصدد، قالت الباحثة في المدرسة العليا للاقتصاد، يوليا سفيشنيكوفا، لـ"كوميرسانت": " يبحث نواب المجلس عن مذنبين أمام ناخبيهم. لكن كل من يعرف النظام السياسي الإيراني يدرك أن تغيير شخصية الرئيس لن يحل المشاكل في الاقتصاد".
ووفقا لها، إيران على شفا الانهيار الاقتصادي، فقد أوصلت الأزمة سكان البلاد إلى الحافة: لا مال ولا عمل. وأشارت سفشنيكوفا إلى أن الجمهورية الإسلامية بحاجة إلى إصلاحات هيكلية جادة، بينما لا يدرك البعض في الدوائر المحافظة التي تؤثر بالفعل على حياة البلاد حجم الكارثة ويعتقدون أن كل شيء سيكون كما كان من قبل. وشددت على أنه "لا يزال من الصعب القول ما إذا كانت أحلام ترامب بقيام ثورة في إيران سوف تتحقق أم لا...فالآن ينزل إلى الشارع أولئك الذين ليس لديهم ما يخسرونه. ما زالت الطبقة الوسطى تفكر في الفرار من البلاد. ولكن، كما يقولون في إيران، إذا لم يكن هناك خبز غدا، ستكون هناك ثورة".