"السوريون الباقون"، عنوان مقال يفغيني بودوفكين وأنجيليكا باسيسيني، في صحيفة "آر بي كا"، حول عدم نية الاتحاد الأوروبي مساعدة دمشق لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وجاء في المقال: الاتحاد الأوروبي غير مستعد لإجراء حوار جوهري مع روسيا بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
حجر العثرة في الحوار بين روسيا والاتحاد الأوروبي هو عزم الأوروبيين الثابت على ربط إعادة إعمار البلاد بمسار المفاوضات السياسية. يصر الاتحاد الأوروبي على أنه لا يمكن تقديم مساعدة إضافية لسوريا إلا بعد التوصل إلى اتفاقات بشأن مستقبلها السياسي. وينبغي أن تكون الاتفاقات "شاملة وذات طابع كلي" وأن تتم الموافقة عليهم من قبل أطراف النزاع، وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 2254، كما قال ممثل الاتحاد الأوروبي لصحيفة "آر بي كا".
تعتبر روسيا النهج الأوروبي غير صحيح. وكما قال النائب الأول لممثل روسيا في الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، في يوليو، فإن الغرب، في الوقت الذي يفرض فيه شروطًا إضافية لبدء مساعدة سوريا، يضر بالاقتصاد وسكان البلاد.
وفي الصدد، قال رئيس قسم أبحاث النزاعات في الشرق الأوسط بمعهد التنمية الابتكارية، أنطون مارداسوف: "يمكن لأوروبا أن تستثمر في مناطق سوريا "البديلة" (المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، بما في ذلك القوات الكردية، شرقي نهر الفرات)، ولكن في نهاية المطاف سوف يتم دمج هذه الأراضي مع دمشق، وبالتالي فلا أفق خاصا لتنفيذ الاقتراح الروسي بالنسبة للأوروبيين لإعادة إعمار سوريا".
وقال كيريل سيمينوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، إن نقص التمويل لإعادة إعمار البلاد يمكن أن يحوّل الأسد الذي كسب الحرب إلى خاسر للسلام. وحذر من أنه "من دون تمويل البلاد، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن ينتهي كل شيء بانهيار جديد وانفجار اجتماعي جديد".
إلا أن الاستثمارات الأوروبية من شأنها أن تقوي النظام السوري، وفقا لمارداسوف.