أربعون عاماً والسيد موسى الصدر لا زال في المساحة الإفتراضية من هذا الوجود، فلا هو ميت لنترحم عليه ولا هو بالحي لإنتظار مقدمه.
والوطن وحده هو من افتقد السيد موسى الصدر في لعبة قذرة تحولت مع مرور الوقت إلى لغز أحيط بعالم من الأحجيات والطلاسم عصي على الفهم وعلى فك شيفرته المعقدة.
إقرأ أيضًا: الإمام موسى الصدر: رواية أم مؤامرة!
السيد موسى الصدر لم يكن مذهبباً ولا طائفياً ولا فئوياً ولا قومياً بل كان وبكل وضوح وبالفم الملآن وطنياً وصاحب الباع الطويل في الدعوة إلى العيش المشترك من خلال البحث عن أفضل الصيغ لهذا العيش، ولأنه كذلك فقد امتدت اليد الآثمة لتغييبه عن ساحة جهاده الوطنية.
فالوطن اليوم وأكثر من أي وقت مضى يفتقدك يا سيدي وهو بأمس الحاجة إلى فكرك وعلمك ووطنيتك وإخلاصك في لحظة وطنية استغلها الصبية في بلدي للتسلّل إلى مفاصل السلطة وعاثوا فيه فساداً وإفساداً وحوّلوه إلى سلعة تجارية معروضة للبيع في أسواق المزايدات الإقليمية والدولية.
موسى الصدر كم نحن بحاجة إليك في زمن غابت فيه الرجال.