كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان دينامية جديدة، تحرك مشاورات تأليف الحكومة تنطلق بالتوازي بين المقرات الرئاسية:
1- فبعد الزيارة، اللافتة في موعدها لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى عين التينة، وما نقل عن لسان الرئيس نبيه برّي من ان على «الثنائي المسيحي» العمل على حل العقد العالقة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وتخفيض اسقف الشروط بين الطرفين، مما أوحى بأن العقدة الدرزية، في عهدة عين التينة، عندما يحين وقت التأليف..
والاهم في هذا السياق، ما كشفه نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي من ان «ترتيب اللقاء بين الرئيس نبيه برّي والرئيس السوري بشار الأسد وارد في كل لحظة».
ويأتي ما كشفه الفرزلي، في حديث «للميادين» ليل أمس، بعد زيارة قام بها إلى عين التينة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم أمس الأوّل، أعقبت زيارة جنبلاط، وسط تكهنات ان احتمال ذهاب الرئيس برّي إلى دمشق قد يسبق أو يلي المهرجان الخطابي الذي ستقيمه حركة «أمل» لمناسبة الذكرى الأربعين لاخفاء الامام السيّد موسى الصدر مؤسس الحركة عند الخامسة والنصف من مساء غد في بعلبك.
ولم يكتف النائب الفرزلي بما كشفه عن مساعٍ لزيارة الرئيس برّي إلى دمشق، بل لفت إلى ان قرار رئيس الجمهورية ميشال عون الاجتماع مع من يريد، بما في ذلك الأسد، هو قرار سيادي، مؤكدا أن «العلاقات بين الرئيسين عون والأسد لم تنقطع يوماً كما أن العلاقات بين لبنان وسوريا تاريخية ومفصلية».
وجزم الفرزلي «أننا لا نريد من العلاقة مع سوريا سوى مصلحة لبنان اولاً واخيراً، ولن تكون العلاقة اللبنانية- السورية شبيهة بالمرحلة السابقة بتاتاً»، لافتا الى أن «لبنان لا ممر ولا مقر للمؤآمرات على سوريا او منها باتجاه لبنان».
2- الزيارة التي قام بها ليل امس إلى بيت الوسط رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، واجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري، برفقة الوزير «المفوض» ملحم الرياشي والوزير المفوض كذلك غطاس خوري.
وهي الثانية في غضون أيام قليلة، ومن المؤكد ان البحث الأساسي تناول حصة «القوات» في الحكومة العتيدة، انطلاقاً من تطورين: الأوّل يتعلق بتنازل الحزب عن نائب رئيس مجلس الوزراء، والذي يتمسك به الرئيس عون، والتطور الثاني، إمكان التخلي عن الحقيبة السيادية، مقابل التعويض بحقيبة خامسة، فتصبح حصة «القوات» 5 وزراء بدل أربعة.
ووصفت مصادر «القوات» ان اللقاء تميز «بالايجابيات» وان حزب «القوات» يُبدي مرونة، ولكن ليس في وارد التنازل عن أي حق تمثيلي أفرزته الانتخابات.
وقالت ان المشكلة أصبحت محصورة بوزارتين: بين «القوات» و«التيار» والموقف الدرزي.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان ما من توقعات محددة في ملف تشكيل الحكومة فالهبات التي تلفح هذا الملف تتراوح بين البرودة والسخونة ولا معطيات نهائية بعد.
واكدت ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وماذا سيقدم عليه بعد المشاورات التي يجريها. وكشفت انه في الاتصال الهاتفي الاخير بينهما اكد الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية انه سيزوره بعد اتصالاته وان عون تمنى له التوفيق مؤكدا أهمية الاستعجال في هذا الملف.
واعلنت ان ما من تدخل في مهمة الرئيس المكلف كما ان لا معلومات حول تطورات المقاربة التي سيعتمدها. وكانت المصادر قد لفتت الى ان وقع بيان كتلة المستقبل ايجابي مكررة القول ان ما من خلاف بين الرئيسين عون والحريري. 
وبانتظار زيارة الحريري للرئيس عون بين يوم ويوم. قال عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب لـ«اللواء» اننا ننتظر اللقاء وما سيقدمه الرئيس المكلف. ليبنى على الشيء مقتضاه.
ونفى بو صعب ان يكون التكتل قد طلب حصة وزارية من 11 وزيراً أو أقل أو أكثر. وهو لم يطرح رقما ويتوقف عنده, لكنه طلب تحديد حصص الجميع بمعيار نتائج الانتخابات. واذا طلب غيرنا اكثر من حصته سنطلب 11 و12 وزيرا. 
وإذ توقفت أوساط مقربة من الرئيس المكلف ان تشكّل البداية الجديدة للمشاورات محاولة جديدة لخرق الجهود، قالت مصادر متابعة ان الرئيس الحريري سيواصل لقاءاته، لبلورة المسودة التي سيحملها إلى بعبدا.
وكشفت انه عل جدول اللقاءات في الأيام المقبلة استقبال النائب السابق جنبلاط، وايضاً رئيس التيار الوطني باسيل، مع العلم ان اللقاءات مع الثاني لم تنقطع في الأسابيع الماضية.
وقالت ان استقبالات اليوم، قد تكون مع موفدين لقوى أخرى.
واستبق هذه التطورات، ما كشفه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بعد زيارة بعبدا ان الرئيس المكلف سيقدم قريباً عرضاً إلى فخامة الرئيس في هذا السياق.
ورداً على سؤال قال: الرئيس عون أكّد ان الرئيس المكلف هو من يؤلف الحكومة، ومن ثم يقدم تشكيلته الحكومية إلى فخامة الرئيس الذي يوافق عليها، ومن ثم يوقعها، وان الرئيس الحريري سيقدم خلال اليومين إلى رئيس الحكومة تشكيلة حكومية، وهذا أمر جيد..
وكان البطريرك الراعي، التقى قبل ذهابه إلى بعبدا، الرئيس فؤاد السنيورة الذي وضعه في أجواء اجتماع رؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المكلف، وضرورة دعمه في هذه المرحلة، واحترام الصلاحيات الرئاسيةالتي نص عليها اتفاق الطائف.
لقاء الأربعاء
في سياق متصل، نقل نواب الأربعاء عن الرئيس برّي ان «بداية الحلول وجود حكومة وحدة وطنية تجيب عن كل الأسئلة وتعمل لمواجهة الاستحقاقات»، وأنه شدد على ان المجلس ذاهب الى التشريع وانه سيدعو الى جلسة تشريعية بعد ان تنتهي اللجان من درس مشاريع عديدة، خصوصا تلك المتعلقة بالوضع المالي.
ونقل احد النواب عن الرئيس بري قوله انه من الممكن الانطلاق من تركيبة الحكومة الحالية والبناء عليها لتأليف الحكومة الجديدة.
من جهة ثانية تترقب الاوساط السياسية والمالية بكثير من الاهتمام كلمة الرئيس بري في المهرجان الذي تقيمه حركة «امل» الخامسة والنصف عصر الجمعة المقبل في ساحة القسم في مدينة بعلبك في الذكرى الاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ حسن يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
وعلم ان الرئيس بري سيركز في كلمته على دقة المرحلة محليا واقليميا ووجوب التحصن لمواجهتها من خلال حكومة جامعة يفترض تشكيلها سريعا لمعالجة الملفات الساخنة التي تتهدد البلاد.
وسيلفت بري الى خطورة الاوضاع الاقتصادية والمالية والعمل على عودة السوريين الى سوريا التي تبقى المتنفس الطبيعي للبنان وتصدير انتاجه الزراعي والصناعي عبر معبر «نصيب» البوابة الوحيدة الى الخليج والدول العربية.
اعتراض على المحارق
وفي خطوة، أعادت الحراك المدني، إلى وسط بيروت، تجمع عشرات المواطنين بناءً لدعوة تجمع «حرقتو انفسنا خلص»، اعتراضاً على الاتجاه لاعتماد المحارق لمعالجة أزمة النفايات.
وكشف المتحدث باسم التجمع المحامي واصف الحركة، الذي ألقى كلمة امام بلدية بيروت ان المجلس البلدي يمكن بأي «لحظة» ان يُطلق دفتر الشروط ومن ثم ستنتشر المحارق في كل لبنان.
وقال: ان المحارق صنفت انها واحدة من مصادر التلوث المسرطنة، ووضعت ضوابط عليها في كل البلاد، مشرعة الي ان «مشكلة النفايات ليست حلول بل مسألة فساد وسياسة عندكم (موجهاً كلامه للطبقة السياسية). وأكبر ممنوع ان تمر المناقصة ونريد توقيف مناقصة المحارق».