لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في تصريح له من قصر بعبدا، عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى "أنّنا استمعنا من الرئيس عون للصعوبات الّتي تواجه تشكيل الحكومة، وسمعنا منه أنّه سيتلقّى في اليومين المقبلين تشكيلة حكومية من رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، ونحن دائمًا متفائلون".
وأوضح "أنّنا تحدّثنا عن الأمور الإقتصادية، وأخبرنا الرئيس عن المشاريع الإنمائية الّتي تُحضّر للمناطق"، مبيّنًا "أنّنا حملنا للرئيس هموم الناس وقرارات شورى الدولة الّتي لا تطبّق، وهذا شيء غير مقبول"، كاشفًا "أنّني أطلعت الرئيس عون أيضًا على تفاصيل سفري للمشاركة في السينودس الخاص بالشبيبة في روما".
وأشار الراعي إلى أنّ "الرئيس كان واضحاً لجهة أنّ الحريري هو من يؤلّف الحكومة، وشعرت أنّه متفائل لجهة ما سيحمله الحريري بشأن تشكيل الحكومة"، منوّهًا إلى أنّ "رئيس الجمهورية متفائل وصبور".
كما أكّد من جهة أخرى أنّ "حق السوريين والعراقيين العودة إلى أوطانهم. عليهم أوّلًا أن يعودوا ومن ثمّ نبحث في الحلول السياسية".
بالمقابل , استبعدت مصادر مطّلعة على الاتّصالات لجريدة الجمهورية ، أن تؤدي المشاورات ولاسيّما منها الأخيرة، إلى خرق في جدار التأليف الحكومي المسدود. وقالت لـ«الجمهورية»: «انّ المناخ الإقليميّ لم ينضج بعد تسهيلاً لقيام حكومة لبنان، انظروا الى العراق، وحكومة العراق، والنفوذ الإيراني - الأميركي - السعودي بين العراق وسوريا، إذ لم تتضح بعد معالم توزيعه، ما يعني انّ لبنان ما يزال على سلّم الانتظار». وأضافت: «سيكون على عاتق الرئيس المكلّف في هذه المرحلة التمهيد وتهيئة الأجواء من خلال فكفكة العقد». وقالت: «العقدة الدرزية حلّها لم يعد صعباً بعدما لاحت ملامح تسوية دخل الرئيس برّي على خطّها، عبر اختيار وزير درزي ثالث بينه وبين رئيس «الحزب التقدّمي الاشتراكيّ» النائب السابق وليد جنبلاط».
أمّا العقدة «القوّاتية»، فكشفت المصادر عن طرح لدى الحريري في شأنها يُنتظر ان يكون قد عرضه مع جعجع خلال لقائهما مساء أمس «فإذا ما قبل جعجع به يعني انّ التشكيلة الحكومية تكون قد انتقلت الى الضوء الأصفر، أمّا اذا رفضه فمعناه ان لا حلّ قريباً».
ودعت هذه المصادر «الى عدم الاستخفاف بالعقدة السنّية التي لم تكن في الواجهة على الرغم من انّ العقدتين الدرزية والمسيحية سرقتا الأضواء». ونقلت عن مرجع كبير معني بتشكيل الحكومة قوله انّ «من غير المقبول ان يُختصر كلّ التمثيل السني بتيار «المستقبل»، فلا بد للمستقلين من ان يتمثلوا في مفهوم حكومة الوحدة الوطنية». وقلّلت المصادر من أهمية تأثير المحكمة الدولية على مسار التأليف الحكومي، وقالت: «انّ هذا الموضوع منفصل تماماً ولن يكون له تأثير مباشر على ولادة الحكومة، فهو موضوع قديم والمواقف حوله معلنة». وذكّرت «انه في خضم أزمة المحكمة الدوليّة لم يكن لها تأثير على الوضع السياسيّ الداخلي».
وأكدت المصادر إيّاها «انّ الحريري سيرفع تشكيلة وزارية الى رئيس الجمهورية خلال الساعات الـ24 المقبلة، لكن ليس بالضرورة ان تكون هذه التشكيلة هي الحلّ، فلن تكون سوى مسودة حلّ لأن الفترة هي فترة فكفكة عقد في انتظار الضوء الأخضر الإقليميّ الذي يفتح طريق ولادة الحكومة».
من جهة أخرى , اعتبر عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أن "العلاقة بين محور الممانعة وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وتيار المستقبل ملتبسة بكل ما للكلمة من معنى. فمن جهة لا يستطيع هذا المحور الحكم دون الحريري، ومن جهة اخرى لا يريده في الحكم".
وفي حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، أشار علوش الى ان "هذا المحور يدرك ان لبنان سيصاب بالانهيار على كافة المستويات، في حال لم تكن قناة التعاون الدولية موجودة والتي تتمثل الآن بالحريري".
ولفت الى أنه "في السابق ظن بعض جهات هذا المحور ان بامكانهم التعامل مع الحريري من موقع القوة والفرض، وخاصة وانهم يعتبرون ان هناك انتصارا اقليميا الى جانب الانتصار المحلي في الانتخابات"، مشيراً الى أنه "لا شك ان الموقف الذي عبر عنه الحريري بالامس قد يكون مفاجئا للجميع"، مؤكداً أن "الحريري اليوم هو شخصية مختلفة عما كان سابقا لاسيما وانه تعلم من التجارب ومن ردات الفعل وبات يدرك كيف يتعاطى افضل مع السياسة اللبنانية".
وردا على سؤال، رأى علوش أنه "مخطئ من يعتقد ان هناك من يعمل بشكل انتحاري دون ان يؤمن سندا لظهره، معتبرا ان "كل الجهات في لبنان تتصرف على اساس انها مترابطة مع وضع اقليمي ودولي"، مشيراً الى أن "الدليل ان قوى الممانعة لولا وجود الدعم الايراني لها، لما كانت موجودة".
وأكد أنه "كذلك الجانب الآخر يلقى دعما اقليميا من السعودية الى جانب دعم من الدول الغربية ومن ضمنها ايضا التفاهمات الاميركية – الروسية حول عدد من الملفات".
وشدد على أنه "انطلاقا من هذا الواقع، فان الحريري لا يغامر، بل يمارس السياسة انطلاقا من المعطيات الموجودة بين يديه، التي تساعده على ان يكون في هذه الصلابة في التعاطي مع الملف الحكومي".
و قالت النائب بولا يعقوبيان عبر "تويتر": "يفخر المواطنون والمواطنات حين يشهدون على قيام بعض المسؤولين بمهماتهم بإتقان وتميز".
وأضافت أن "ما قام به المدير العام للأحوال الشخصية العميد الياس خوري لجهة حصول المرأة اللبنانية المطلقة على بيان قيد عائلي يتم فيه ذكر أسماء أولادها، عمل مميز ورائد ويعطي أملا".
فيما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنه تتناقل بعض وسائل الاعلام منذ يوم أمس خبراً حول توقيف أحد ضباط قوى الامن الداخلي.
وأوضحت أن ما يتم تداوله بهذا الشأن غير صحيح، وهذا الموضوع محض داخلي، وأن توقيف الضابط جرى بالتنسيق بين شعبة المعلومات ووحدة الشرطة القضائية للتحقيق معه، للإشتباه به بمسألة معينة والوقوف على حقيقتها.
وأضافت "منذ وقت غير قصير تتميز مؤسسة قوى الامن الداخلي في اتخاذ مثل هذه الاجراءات، وهي تجري وفق معايير أرقى المؤسسات الامنية في العالم".
و “علمت “الجريدة” من مصادر مطلعة أن البيت الأبيض يعتزم فرض عقوبات على لبنان بسبب “حزب الله”، فضلاً عن استياء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من تصرفات الرئيس ميشال عون ومواقفه. ووفقاً للمصادر، فإن مستشارَي ترامب؛ جيسون غرينبلات وغاريد كوشنير، رفعا توصية إلى البيت الأبيض “بضرورة فرض عقوبات تدريجية للضغط على لبنان، أولاً: من أجل تسليم سلاح الحزب ومنعه من أي مغامرة عسكرية تجاه إسرائيل، وثانياً: لتصعيد الضغوط الاقتصادية على إيران وخنق أذرعها المختلفة في الشرق الأوسط”.
وأفادت بأن كوشنير وغرينبلات اجتمعا برؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقدّما لهم معلومات ووثائق تتعلّق بالحزب وشركاته وعلاقاته الاقتصادية داخل لبنان وخارجه. على الصعيد ذاته، قال مصدر مسؤول لـ “الجريدة”، إن “العقوبات الأميركية ستفرض في البداية على مصارف وشركات خاصة وحكومية تتعامل مع حزب الله بشكل مباشر أو غيره”، مبيناً أن “وزارة المالية تعد قائمة بالشركات والشخصيات المتوقّع فرض عقوبات عليها”.
وأشار المصدر إلى أن واشنطن أطلعت رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على موقف إدارة ترامب المتبلور حالياً إزاء “حزب الله”، وأنها لا تفرّق بين جناحيه السياسي والعسكري، كما كان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وذكر أن الولايات المتحدة مستاءة من لقاءات المتمرّدين الحوثيين مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في بيروت قبل أيام، ورفعت شكوى بهذا الخصوص إلى الحكومة اللبنانية، مضيفاً أن الإدارة الأميركية لم تخفِ كذلك استياءها من تصرفات ومواقف الرئيس اللبناني ميشال عون، ونقلت إليه رسالة بهذا الخصوص مع وزير خارجيته جبران باسيل خلال زيارته الأخيرة لواشنطن”.
إقرأ أيضا : كيف امتص روحاني سخط البرلمان؟
عربيا وإقليميا :
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن "حكومته لن تتراجع عن منع إرساء وجود إيران العسكري في سوريا، كما أنها تعمل جاهدة ضد امتلاك إيران السلاح النووي".
وفي بيان له، أوضح نتانياهو أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل نشاطه "بحزم وقوة" ضد محاولات إيران نشر قواتها المدججة بالسلاح على الأراضي السورية"، مؤكدا أن "أي اتفاقات بين سوريا وإيران عاجزة عن منعنا من ذلك".
ولفت الى أن "تطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية ودولة إسرائيل القوية تجري مباشرة أمام عيوننا على نطاق كان من الصعب أن نتخيله في السابق".
ورأى نتانياهو أن "هذا التطبيع يبعث الأمل بأن يتحقق السلام في نهاية المطاف"، مشيرا إلى أن "لدى إسرائيل الكثير من الأعداء داخل العالم العربي وخارجه، وهم يدركون قدرات إسرائيل وسياستها، التي تكمن في أن أي واحد يحاول أن يؤذينا سنلحق الضرر به".
و أعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء، ان تقريراً أفاد بقيام مسؤولين أميركيين بزيارة إلى دمشق في حزيران للقاء مسؤولين سوريين ليس صحيحاً.
وقالت المتحدثة هيذر ناورت: "لا يُعبّر التقرير عن أي حقيقة نعلمها... بالتأكيد اطّلعنا على التقرير. لا يُعبّر عما تتّبعه الحكومة الأميركية في هذه المرحلة... لست على علم بأي اجتماع مثل هذا".
إقرأ أيضا : ما هي المصلحة من حصار الحريري؟
دوليا :
أكد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس أنه "لم يتم اتخاذ قرارات بشأن تعليق التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية"، مشيرا الى أن "وزارة الدفاع علقت ثلاثة تدريبات عسكرية لمنح الفرصة للدبلوماسيين للتفاوض على نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية في شكل يمكن التحقق منه ولا عودة عنه".
وشدد ماتيس في بيان على أنه "لم يتغير موقفنا العسكري منذ انتهاء قمة سنغافورة، ولم يتم اتخاذ قرارات حول تعليق أي تدريبات مستقبلية"، مشيرا الى "أننا اتخذنا خطوة تعليق العديد من أكبر التدريبات العسكرية كبادرة حسن نية، ولكننا لا نعتزم تعليقها بعد الآن".
وجزم أن "القوات الاميركية والكورية الجنوبية على أعلى درجات الاستعداد العسكري واليقظة للدعم الكامل للجهود الدبلوماسية لإحلال السلام والازدهار والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
و اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الصين، بـ"تعقيد الامور" في ملف كوريا الشمالية، في وقت تتعثر المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وقال الرئيس الاميركي إن "الصين تُعقّد الامور في شكل كبير على صعيد العلاقات مع كوريا الشمالية".
من جهة أخرى، رأى ترامب ان مسؤولين أميركيين وكنديين يتفاوضون على نسخة معدّلة من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، سيتوصّلون على الأرجح إلى اتفاق بحلول يوم الجمعة، وهو الموعد النهائي المحدّد.
وأبلغ ترامب الصحافيين في البيت الأبيض: "هم (الكنديون) يُريدون أن يكونوا جزءاً من الاتفاق، ولدينا مهلة حتى يوم الجمعة، وأظنّ أنّنا على الأرجح نمضي في المسار. سنرى ما سيحدث".