نقاش مستفيض دار بالأمس بيني وبين الكاتب السياسي الصديق العزيز المخضرم أحمد مطر، عن أي الأوراق التي ستلعبها إيران بحسب الترتيب الزمني المنسجم مع حالة التوتر التصاعدي مع أميركا.
أصريت أنا على موقفي، بأن ورقة الحوثي باليمن، تأتي في مقدمة ما يمكن أن تفكر فيه قيادة الحرس الثوري وذلك لعدة أسباب أولها أن خسارة هذه الورقة لا يشكل للإيراني خسارة قاتلة بالخصوص أن وضع الحوثيين لم يصل بعد إلى المكانة التي وصل إليها حزب الله.
فالحوثيون ليس هم إلا قوة عسكرية وذراع عسكري لم يتمكنوا حتى اللحظة من بلورة مشروع سياسي يضمن لهم الإستمرار والبقاء، وبالتالي فلم يحصلوا على شرعية معترف بها حتى يمنياً كما هي حال حزب الله في لبنان أو حتى الحشد الشعبي في العراق.
إقرأ أيضًا: لماذا لا يُعلن بري عن وفاة الإمام الصدر ؟
يُضاف إلى ذلك أن جغرافيا باب المندب وما له من تأثير جيوإقتصادي يمتد بتأثيره حتى إلى "رفاهية العالم" (التعبير للأستاذ أحمد) هو أكثر ما تحتاجه إيران بهذه المرحلة الحسّاسة، مع الأخذ بعين الإعتبار الخطورة التي قد تشكله اللعب بهذا الممر المائي الدولي، إلا أنه يمكن إبتكار حل وسط يُفضي بسعي الحرس لإستعماله كصندوقة بريد من دون الذهاب إلى مرحلة الإقفال، بل محاولات إزعاج الملاحة البحرية ومرور ناقلات النفط.
كذلك ، فأنا أدّعي بأن حزب الله وصل إلى مراحل متقدمة بالعلاقة العضوية مع إيران، بحيث لم يعد الحزب مجرد ذراع إيراني بالمنطقة، وإنما تحوّل إلى شريك حقيقي في القرار الإيراني وله هو الآخر أذرع ومراكز قوى، والحوثيون في اليمن كما الجهاد في فلسطين والتيار الوطني الحر في لبنان هي أدوات تتبع لحزب الله مباشرة وبالتالي من الطبيعي أن يستعملها قبل دخوله المباشر في معركة الدفاع عن النظام الإيراني.
كل هذه النقاط وغيرها الكثير طرحت بالنقاش الذي استمر لأكثر من ساعتين ونيف لكنها لم تقنع صديقي وأصرّ هو أن فتح جبهة الجنوب هي الورقة التي سوف تستعملها إيران في المستقبل القريب، فهي وحدها التي قد تشكل ورقة ضغط فاعلة على الأميركي، لأن أمن إسرائيل يشكل وحده اليد التي يمكن أن تُوجع الأميركي!
إنتهى النقاش بكتابة ما جاء بالحوار بين الفريقين، فريق أول (أنا) يقول بأن إيران سوف تستعمل ورقة باب المندب، وفريق ثاني (أحمد مطر) يقول ورقة مارون الراس على أن نترك للأيام القليلة القادمة حسم من سوف يربح الشرط.