لم تمرّ مناقصة تشغيل وصيانة معمل معالجة النفايات والطمر الصحي للنفايات في وادي الكفور على خير في الـ 24 من آب الجاري، يقول أحد أبناء الكفور "إنها لعنة النقمة الشعبية تلاحق هذه المناقصة والأيادي السوداء القيمة عليها".
فأكثر من 40 بلدية جنوبية ترى في استئناف العمل في معمل الكفور، أو كما يفضل أهالي الكفور تسميته "مكب الموت" حلاً لأزمة النفايات المندلعة في قضاء النبطية منذ أكثر من سنة. لكن ما عانته الكفور وأهلها على مدى خمس سنوات من تحويل قريتهم إلى مكب كبير لم يأخذ من المعالجة إلا اسمها، يجعل من إعادة افتتاح هذا المعمل استهدافاً للقرية وأهلها في صميم صحتهم وصحة أبنائهم.
وفي التفاصيل التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" لم يتوصل اتحاد بلديات الشقيف إلى فض العروض وحسم التلزيم كما كان مخططاً بشكل مسبق، إذ تقدمت للمناقصة كل من شركتي "معمار" المقربة من حزب الله، و"الجنوب للمقاولات" لصاحبها علي عياش، المقرب من حركة أمل. وحلت الأولى في المرتبة الأولى من حيث الشروط الفنية، أما الثانية فقدم صاحبها ثلاثة أسعار، وحصل خلاف على خلفية أن شركة "معمار" لم تكن على علم بإمكانية تقديم أكثر من سعر، ما أدى إلى اتهام الاتحاد المحسوب على "أمل" بتسهيل عملية إرساء المناقصة على شركة عياش.
وعلى اثر الخلاف أحالت رئاسة الاتحاد الملف إلى وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية، إلا أنه وبحسب مصادر مطلعة فإن عياش جهّز كل المعدات اللازمة للتشغيل وهو يعلم أن المناقصة سترسو عليه دون غيره لأسباب سياسية.
وفي المعلومات الخاصة، يتردد في الكفور أن رئيس البلدية خضر سعد يجاهر "شكلياً" بمحاربة إعادة افتتاح المعمل تحت عنوان الحرص على بيئة الكفور وصحة أهلها، إلا أن علامات استفهام تدور حول بعض تصرفاته الأخيرة، إذ يدأب عياش على زيارته في البلدية، ويتردد أن سعد يعمل في قطاع قريب من القطاع الذي يعمل فيه عياش وبالتالي له مصلحة في افتتاح المعمل عبر تلزيم شركة "الجنوب للمقاولات".
كما تشكك مصادر محلية بالوقفة الاحتجاجية التي دعي اليها من جهة مجهولة بوجود سعد خارج البلاد، عبر بيان ركيك كُتب على عجل ووزع قبل ساعة ونصف فقط من موعد الاحتجاج"، ما تسبب بفشل الوقفة الاحتجاجية التي كان من المفترض أن تحصل في 24 آب الجاري، الساعة 2:30 ظهراً، وهو الإفشال الذي تتخوف المصادر من استعماله فيما بعد، وافتتاح المعمل تحت ذريعة الضغوط السياسية.
وتتخوف المصادر من أن يتسبب إعادة افتتاح المعمل بأزمة بين الاهالي والبلدية، لا سيما أن الأهالي انتخبوا المجلس البلدي الحالي بناءاً على مشروعه الهادف إلى إقفال المكب، الذي كان قد افتتحه المجلس البلدي السابق، وصراع ما بين أعضاء البلدية نفسها المنقسمون حول إعادة افتتاح معمل الكفور، وذلك على أبواب إعادة طرح الثقة برئيس البلدية بعد 3 سنوات من انتخابه، سيما وان اجواءاً يرددها مقربين من عضو حاز على المركز الاول في عدد الاصوات، باتوا يجاهرون بان لهم الحق في تبوء المنصب!
كما يتردد أن الخلاف بين رئيس بلدية الكفور خضر سعد ورئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جابر، ليس سياسياً كما يوحي البعض، ولا إنمائياً على خلفية افتتاح المعمل، بل هو خلاف على منصب رئاسة الاتحاد، وحاول سعد التصويب على جابر والغمز إلى أنه ليس أهلاً لهذا المنصب في عدد من المناسبات. وتتساءل المصادر هنا إن كان رئيس بلدية الكفور سيرضخ للضغوط السياسية، ويفتتح المعمل ويحل أزمة النفايات في قضاء النبطية، وبالتالي يؤسس لعلاقة حسنة مع القوى السياسية الحاكمة للتمهيد لرئاسة الاتحاد في المستقبل وإن كان على حساب صحة الأهالي.
وبدوره ينفي عضو مجلس بلدية الكفور أحمد مطر ما سبق، ويؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن رئيس البلدية يسعى جهده لمنع إعادة افتتاح المعمل مرة ثانية وتحويل الكفور "لمزبلة"، ويشير إلى أن كل أعضاء المجلس هم ضد إعادة فتح المعمل، "فلا أحد يقبل جلب المرض لأهله". وعن زيارات عياش المتكررة لرئيس البلدية، يقول مطر "أبواب البلدية مفتوحة لكل الناس، وهذا سبب غير كافي لاستحضار نظرية المؤامرة".