اعتبر النائب السابق ناجي غاريوس أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا سلبيا في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، لافتا الى أنها تمارس ضغوطا على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لمنعه من التشكيل باطار سعيها لترك لبنان في فراغ حكومي، مشددا على انه اذا استمر الحريري بالرضوخ لهذه الضغوط فان أحدا لن يسامحه، وبخاصة الأجيال القادمة في حال كان هناك اي تأثيرات دراماتيكية للوضع السياسي الحالي على وضع الليرة اللبنانية.
وأشار غاريوس في حديث لـ"النشرة" الى أنه "والى جانب العقدة السعوديّة الخارجية، هناك عقد داخلية باتت معروفة وأبرزها اصرار رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على الحصول على الحصة الوزارية الدرزية كاملة، علما ان المعيار الواحد الواجب اعتماده والذي يقول بحصول كل 4 نواب على وزير واحد، لا يعطيه الحق بالحصول الا على وزيرين في أفضل الأحوال". وقال: "من حق رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان أن يتمثل خاصة وأنه يرأس كتلة من 4 نواب خاضوا الانتخابات على انهم كتلة موحدة".
ولفت غاريوس الى ان احتكار جنبلاط التمثيل الدرزي من شأنه أن يطرح موضوع "الميثاقية" في حال قرر ممثلا الانسحاب من الحكومة، واضاف: "ها نحن المسيحيون نتوزع على كتل وقوى متنوعة، وبالتالي اذا استقالت احدى الكتل لا يُطرح موضوع الميثاقية". وتساءل غاريوس: "لماذا يصر ايضا رئيس الحكومة المكلف على احتكار التمثيل السنّي، علما انه يحق للسنة المستقلّين بالتمثل بوزير واحد او اثنين".
واستهجن غاريوس الحديث عن انطلاق معركة رئاسة الجمهورية المقبلة قبل 4 سنوات من موعدها، مشددا على ان "العهد لا يزال في مطلعه، والرئيس ميشال عون أنجز خلال سنتين ما لا يمكن انجازه خلال 20 عاما". واعتبر انه اذا كان رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يُعاند احيانا، فلأنه يُحصّل حقوقا مكتسبة ولا يتعدى على حقوق اي طرف آخر.
ووصف غاريوس دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لاحتساب كتلة رئيس الجمهورية الوزارية من ضمن كتلة "لبنان القوي"، بـ"الفزلكات السعوديّة"، معتبرا ان "جعجع بات المبشّر الاول للسعوديّة في لبنان، ويتعامل مع القوى السياسيّة على هذا الأساس وكأنه ملك أو أمير وعلى الجميع الرضوخ لما يقوله". وتوجه غاريوس الى جعجع قائلا: "بحسب نتائج الانتخابات، ووفقا للمعيار الموحد المعتمد، انت يحق لك بـ4 وزراء في الحكومة الجديدة من دون حقيبة سيادية، ونقطة عالسطر".
وشدد غاريوس على ان "حزب "القوات اللبنانية" هو الذي انقلب على اتفاق معراب الذي نص على دعم العهد ومساندته، فاذا بهم ينقلبون على ذلك تماما ويدعوننا للالتزام بباقي البنود". وقال: "رغم الخلافات السياسيّة التي ادت لتجميد العمل بالاتفاق، الا اننا نؤكد ان المصالحة المسيحيّة قائمة ولا يمكن ان تمسّ، فلم نعد نقبل اذا اختلف السياسيون ان ينعكس ذلك على القواعد الشعبية".
وتطرق غاريوس لملفّ التطبيع مع سوريا، فسأل: "من قال لهم اننا نريد ونسعى للتطبيع قبل تشكيل الحكومة. فليضع الحريري تشكيلته ومن بعدها لكل حادث حديث، وان كان الجميع يعي ان استعادة العلاقات اللبنانية–السورية مصلحة للبلدين، وللبنان بشكل خاص الذي سيستفيد كثيرا من فتح معبر نصيب". واستبعد غاريوس ان يشكل البيان الوزاري أزمة جديدة، معتبرا ان ايجاد مخارج مناسبة وتدوير الزوايا ليس صعبا، وقد اعتدناه خلال صياغة البيانات الوزارية للحكومات السابقة.