إستفزّت جريمة قتل محمد الدهيبي، في برج اليهوديّة في المنية، الرأي العامّ اللّبنانيّ بوحشيتها حيثُ أصبحت حديث الساعة.
في التفاصيل، بدأت الحادثة داخل سوبرماركت في بلدة النبي يوشع، في قضاء المنية، بين إبن البلدة م.ع. الدهيبي والشيخ خ. الدهيبي من بلدة دير عمار، وبالرغم من أنّهما من العائلة ذاتها إلّا أنّهما ينتميان إلى بلدتين في المحافظة والقضاء ذاته لكنّ لا تربط بينهما أيّ صلة عائليّة. وبينما كان يقوم الضحيّة بالتسوّق، تجادل مع صاحب السوبرماركت ليختتم جداله بعبارة "حلّ عن ربِّي"، في وقتٍ صودِف فيه وجود شخص أو أكثر من آل الدهيبي فاقترب منه أحدهم وقال له:"ألا تعرف أن هذه الكلمة التي قلتها تُعتبر كفرًا؟"، فردّ عليه فورًا:"وما دخلك أنتَ إذا كانت كفرًا أوّ لا"، وإنتهى الجدال على هذا الحدّ.
وعند خروجه من السوبرماركت وجد أن الشيخ خ. الدهيبي برفقة أشقائه قد حضروا إلى برج اليهوديّة قاطعين الطريق على محمد، وكان الشيخ شاهرًا سكينًا بينما يحمل أحد أشقائه ساطورًا، فعاجل الشيخ الضحيّة بأكثر من طعنة بينما قام شقيقه بشقّ صدر القتيل بالساطور، قبل الإقدام على قطع أكعابه.
وتُسيطرُ على أبناء المنية حالةً من الدهشة والصدمة، خصوصًا أنّ ما إقترفه الشيوخ باسم الدين لا علاقة له بأيّ طائفة أوّ بأيّ مرجع، فنهج تنظيم "داعش" المتطرّف، لم يكن يوماً مرجعًا في لبنان، فـَ محمد وقع ضحيّة التكفير والتطرّف الذي يُعدُّ أخطر أنواع الإرهاب بايديولوجيّته.
من جانبها، وضعت قوى الأمن الداخلي حدّاً للتحليلات والإتهامات والشائعات حيثُ أوردت بيانًا جاء فيه:" بتاريخ 25/08/2018 وفي بلدة برج اليهودية، حصل إشكال وتلاسن بين (م. د.، مواليد عام 1974، لبناني) من جهة وبين الشيخ (خ. د.، مواليد عام 1986، لبناني) داخل أحد محال السوبر ماركت، على خلفية قيام الأول بإهانة الشيخ وشتم العزة الالهية، مما أثار اعتراضه وامتعاضه فحصل تلاسن بينهما، وتطور الإشكال فيما بعد على أطراف بلدتيّ دير عمار وبرج اليهودية بعد تدخل من شقيقيّ الشيخ وهما: ع. د. ، (مواليد 1992، لبناني) و ع. د. (مواليد 1994، لبناني) حيث حصل تضارب بالسكاكين نتج عنه إصابة (م. د.) بعدة طعنات أدت إلى وفاته".
وأضافت في بيانها:"بتاريخ 26/08/2018، أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أحد الأشقاء في المستشفى بسبب إصابته بجروح، فيما سلم الآخران نفسيهما إلى هذه الشعبة، مع العلم أنهما أصيبا أيضاً بطعنات سكين، والتحقيق جار بإشراف القضاء المختص".
في المُقابل، خرج الشيخ محمد أسوم، ابن المنية، عن صمته من خلال تدوينة نشرها عبر صفحته الخاصّة على موقع "فايسبوك" جاء فيها:" لا بد وأن نقف جميعا ضد الجريمة النكراء البشعة التي ارتكبها عدد من المفتقدين للفقه والعلم سواء كانت تحت ستار الغضب لله حسبما نقل من معلومات على ذمة الناقلين ...او كان ذلك غضبا للنفس او دفاعا عن النفس".
وأوضح أسوم في بيانه أنّ الفقهاء "نعم أجمعوا على أن من يشتم الله ويشتم الرسول فإن حكمه القتل عقابا له... نحن لا نخجل من هذا الحكم بل نعتز به ونتمسك به"، مستدركاً بأنّ "ما نص عليه الفقهاء في زمن الاسلام والقوة والعزة لا يجوز أن نعمل به في زمن الضعف والمعصية والهوان ..".
وطالب الشعب اللّبنانيّ المعنيّين، بإنزال أشدّ أنواع العقوبات على الجناة، كي يكونوا عبرةً لغيرهم، ولدفن الأفكار الداعشيّة التي تتغلغلُ في أذهان البعض ونزع فتيل الفتنة الذي من المُمكن أن يشتعل في أيّ لحظة ضمن العائلة الواحدة.
في الختام، ننتظرُ تحرّكًا سريعًا من جانب الدّولة والمرجعيّات الدينيّة والروحيّة، لطمس فظاعة الجريمة ومنع إرتكابها مرّة أخرى ساعيين على العمل لـِ ضمانة حماية الأديان والإنسان.