تنشغل الأوساط الدولية في الفترة الحالية، بالتهديد الأميركي بضربة جديدة ضدّ دمشق بالشراكة مع بريطانيا وفرنسا، وفق ما تشير المعطيات، مع العلم أن الولايات المتحدة الأميركية لم تصرح عن التوقيت أو عن أي عمل هجومي ستقوم به، ولكن بدورها كشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، أنها "رصدت تعزيزات تقوم بها واشنطن لقواتها في الشرق الأوسط استعداداً لِما تخشى موسكو من أن تكون ضربة محتملة توجّهها لقوات (النظام السوري)".
وفي هذا السياق، قال مصدر ديبلوماسي روسي نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، انّ "موسكو تنظر بقلق بالغ إلى ما يحضّر له الأميركيون تجاه دمشق، وهي تملك معلومات اكيدة عن محاولة اميركية بالشراكة مع جهات غربية (ملمّحاً إلى بريطانيا بالدرجة الاولى وكذلك إلى فرنسا) لافتعال ذريعة لضربة عسكرية على خلفية هجوم كيميائي في إدلب"، قائلاً: "معلوماتنا الاكيدة انه تم إرسال مواد كيميائية إلى (الإرهابيين)".
واشار المصدر ذاته، إلى انّ "هذه الضربة تهدف إلى "نسف كل الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية للأزمة السورية".
أما لبنانياً، عَبّر مرجع سياسي كبير للصحيفة، عن قلقه من "الإندفاعة التصعيدية الأميركية الأخيرة في دمشق، اذ أنّ لبنان وكما هو معلوم تاريخياً هو ساحة تأثر مباشر بما يجري من حوله".
وقال المرجع: "واضح أنّ الأميركيين لن يسمحوا بانقلاب الوضع في دمشق لغير مصلحتهم، والروس يشدون في اتجاه الحسم لمصلحتهم، والطرفان يحشدان، والوضع خطير ومفتوح على شتى الاحتمالات، وهذه الصورة الخطيرة في المنطقة، والتي لا اعتقد أنّ لبنان سيبقى في منأى عن التأثر بها اذا ما انحدرت الأمور إلى الأسوأ، توجب الحد الأعلى من التحصين الداخلي، وأول خطوة إلى ذلك تكمن في تشكيل حكومة، وهذا مع الأسف لا يبدو قريب المنال".