بين دعوة تيّار المستقبل حزب الله إلى عدم «اللعب بالعدالة» في معرض الرد على دعوة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله إلى عدم «اللعب بالنار» لمناسبة ربط بعض الأطراف بين المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتشكيل الحكومة، والعرض الذي قدمه رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسيه، من أن بلاده مستعدة «للمساعدة في تسهيل النقاشات في اللامركزية والحياد»، معلناً ان بلاده «تحيي الكرم اللبناني في استضافة اللاجئين ودعم لبنان في هذه المرحلة، مع توفير الدعم الدولي للمبادرة الروسية لتصبح قابلة للتنفيذ»، معرباً عن أمله في «الافضل لتأليف الحكومة للاستجابة للتحديات التي يواجهها لبنان»، لم تغب مسألة تأليف الحكومة عن استئناف النشاط السياسي، في أوّل يوم عمل في الأسبوع الأخير من آب، سواء على لسان الرئيس ميشال عون، الذي دعا الرئيس المكلف إلى المبادرة، وتأليف الحكومة وفقاً لمعايير محددة تراعي نتائج الانتخابات، وصحة التمثيل، وعدم استبعاد أي مكون، معلناً انه وضع الزائر السويسري في أجواء المشاورات، والورشة المتوقعة التي تنتظر لبنان، «لجهة وضع الخطة الاقتصادية الوطنية»، وما أقره مؤتمر «سيدر» موضع التنفيذ، ومحاربة الفساد، أو في عين التينة حيث حط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يرافقه رئيس كتلة الحزب النيابية تيمور جنبلاط، وأعلن بعد لقاء الرئيس نبيه بري «أنه لا بدّ من الإسراع والخروج من مأزق الحكومة لأن الوضع الاقتصادي والنقدي لا يتحمل، وفقاً «للمؤشرات المخيفة» التي كشفها وزير المال علي حسن خليل، الذي شارك في الاجتماع، مشيراً إلى ان المحكمة الدولية شكلت وموجودة والحكومة اللبنانية تمولها، وادانت اشخاصاً، ولا يستطيع التاريخ ان يقف عند هؤلاء الأشخاص.
ونقل زوّار عين التينة عن الرئيس برّي ان حرصه لا يقل عن حرص الرئيسين عون وسعد الحريري للوصول إلى حكومة بأسرع وقت ممكن.
وغرَّد النائب تيمور جنبلاط: الرئيس نبيه برّي ممن يعرفون المحافظة على مصلحة الوطن. صمّام أمان حقيقي في المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني والمالي وهو مساهم دائم في حل عقد تشكيل الحكومة أو التصدّي للأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وبعد اجتماع كتلة «المستقبل» اليوم، من المتوقع ان يجيب الرئيس المكلف على أسئلة الصحافيين حول تطورات ملف التشكيل، من زاوية انه هو معني مباشرة بما يسمعه من الرئيس عون مباشرة، وفقا لمصادره، التي تضيف ان لا أحد يملي عليه أية صيغة للحكومة، وان لاءاته ما تزال هي هي: لا اعتذار، ولا حكومة أكثرية، ولا اقصاء لأية جهة لها وضعية تمثيلية جرّاء الانتخابات النيابية.
واليوم يبدأ الرئيس المكلف مروحة اتصالات جديدة توقعت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة عبر اللواء ان يحمل الرئيس المكلف حصيلة مشاوراته الى القصر الجمهوري فور الانتهاء منها دون ان تجزم ما اذا كانت هناك من صيغة حكومية ام لا. ولفتت الى انه لا يمكن التكهن منذ الان باي نتائج لكن قالت ان المهم هو عودة محركات الاتصالات التي غابت في اجازة . واشارت الى ان اي تصور يرفع الى الرئيس عون يطلع عليه وعند الموافقة يوقع على المرسوم .
وكان الرئيس الحريري استقبل وزير الإعلام ملحم الرياشي، لدقائق، سلمه خلالها دعوة لحضور القدّاس الذي تقيمه القوات لانفس شهدائها في 9 أيلول. ورداً على سؤال حول جديد الوضع الحكومي? قال: لا شيء جديدا. لكني اعتقد ان الرئيس الحريري قد يقدم صيغة حكومية وفق قناعاته بعدما سمع من الكثيرين ومنهم الدكتور سمير جعجع في اللقاء الاخير بينهما بوجوب تقديم  تشكيلة حكومية وفق ما يرتأيه مناسبا.
وغرد جعجع انه من الحرام ان يستمر البعض في عرقلة تشكيل الحكومة ومصالح البلاد والعباد وليس لسبب الا لمحاولة تحجيم «القوات».
عودة النازحين
وبالنسبة لعودة النازحين السوريين، رفض الرئيس عون في اجتماعه مع نظيره السويسري ربط العودة بالحل السياسي، نظراً للتجاذبات الحاصلة، وإمكان تأخرها، في ضوء التهديدات الأميركية والغربية بضربات جديدة ضد النظام، على خلفية الاتهام باستخدام الأسلحة الكيماوية.
الى ذلك اشار الرئيس بيرسيه الى متابعته السياسة اللبنانية متوقفا عند فكرة النأي بالنفس وعلى ماذا تستند فشرح الرئيس عون موقف لبنان منها وقدم أمثلة على بعض القضايا مؤكدا انه يجب تقديم المصلحة اللبنانية على اي مصلحة اخرى ثم تحدث في هذا السياق عن ضرورة انسياب الانتاج الزراعي اللبناني.
وعلم انه جرى نقاش وتم التوافق على تشكيل فرق عمل سويسري - لبناني لمتابعة النقاط التي اثيرت في الاجتماع ولا سيما التعاون في ملف النازحين حيث اعاد الجانب اللبناني التأكيد على اهمية ان تكون العودة آمنة ومشرفة ومتدرجة وعدم ربطها بالحل السياسي . من جهته شدد الرئيس السويسري على اهمية التداول والتشاور لضمان عودة آمنة للنازحين وتوفير الشروط الإيجابية لذلك على ان اي نجاح لعملية العودة يتطلب استقرارا في سوريا .
وكشفت المصادر ذاتها ان الرئيس عون يريد مساعدة سويسرا كي تصبح السياسة الدولية وسياسة منظمات الامم المتحدة اقرب الى خيار تشجيع العودة لأنه حتى الان يحصل العكس كما ان المطلوب ضمان تمويل العودة لافتا الى ان من بين الضمانات عودة تواكبها مصالحات. وفي هذا السياق وشدد بيرسيه على ان سويسرا ستقف الى جانب لبنان .