لأن 31 آب مرحلة مهمة في تاريخ طائفة ومناسبة أساسية في تجربة حركة تصبح الكتابة ذات وجه دفاعي عن تحول في مسار الطائفة الشيعية وعن نتائج هذا التحول الذي أفضى الى نتائج نقلت الطائفة المحرومة الى مستوى سياسي تمثيلي أفضل مما كانت عليه قبل مجيء الإمام موسى الصدر إلى لبنان.
طبعاً ثمّة فداحة في التجربة المرّة وعلى المستويات كافة ولا يمكن حتى للضرير إلاّ مشاهدتها أو قراءتها إن لم يعان منها مباشرة في أكثر من محطة من محطات التشكيلات الشيعية لهذا لا تجاوز للأخطاء الفادحة لاعتراف الجميع بها من العاملين في أطر تشكيلات الإمام الصدر أو من هم خارج هذه الأطر خاصة بعد مسك حركة أمل لسلطة الشارع في مرحلة من المراحل ولسلطة الدولة بعد جهد وجهاد تاريخيين شغلهما المحرومون الشيعة بقيادة حامل الأمانة الأستاذ نبيه بري.
هناك من فتح باكراً معركة محاسبة حركة أمل سواء بإيعاز خارجي أو بوحي داخلي ضمن أدوار توزعت ذات اليمين وذات الشمال لحصار الرئيس بري بعد شعور مستفحل لدى حلفاء أمل وخصومها بوهن الحركة نتيجة نتائج الانتخابات النيابية التي جعلت من دور الحركة دوراً متراجعاً بعد أن كان الدور الأول والبارز والطليعي إبان مواجهة الاقطاع السياسي ودولة المزرعة والمشروع الفاشل للحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية ومن ثم في مقاومة الإحتلال الاسرائيلي ونتائج هذا الاحتلال.
إقرأ أيضًا: 31 آب الشيعة العرب يجددون البيعة لنبيه بري
من الطعون البارزة في موجات محاسبة الحركة كلام النائب جميل السيّد الذي فرّق فيه بين فرقتين شيعيتين واحدة متفرغة للمقاومة وواحدة متفرغة للسلطة وهذا ما جعل من أمل متهمة في ممارستها السياسية داخل الدولة من التوظيف السياسي المناطقي الى الشهرة في الفساد السياسي كما طنطن ويطنطن الكثيرون من حلفاء وخصوم الرئيس نبيه بري.
لا أحد يستطيع التصدي دفاعاً عن الفساد الحاصل أيّاً كان مسببه لأنها مهمة فاشلة في بلد وُضع على لائحة الدول الفاسدة عالمياً ولا إمكانية لتبرئة الطبقة السياسية مجتمعة من تهمة الفساد لذا لا أحد من الموضوعيين بإمكانه أن يكون أعمى القلب ولا يرى ما هو ظاهر للعميان من فساد لا ينافسه فيه سوى العراقيين الأشاوس من أهل السلطة.
لكن لا بُدّ من الوقوف أمام مهمة البعض المضنية لسلب الرئيس بري من أيّ علامة مضيئة في تجربة رجل هي من أفضل التجارب الشخصية من بين السياسيين الحاليين سواء كانوا في السلطة أو خارجها ممن وفدوا الى السياسة من باب الوراثة أو من نوافذ الظروف الغامضة أو من خلال التوظيف الخارجي ممن لا يحملون سجلاً سياسياً يكشف عن دورهم النضالي في المشروعات التحررية العربية.
في المقاربة و المقارنة بين الفرقتين الشيعيتين وفي إحدى النقاط المشتركة تأتي المقاومة التي دخلت السلطة وتلك التي لم تمارس السلطة ورغم أن هذه الدعوة تحتاج الى نقاش فعلي لتأكيد ذلك أو تبيان عكس ذلك، لا ضير من التسليم بهذا التمييز القائم بين دور كل من الفرقتين الشيعيتين على حدّ قول من قال بمنطق فرقتي المقاومة والسلطة.
وصل الرئيس بري الى السلطة على حصان 6شباط وعلى عربة المقاومة ضدّ المحتل الاسرائيلي ووصل الى العالم العربي و الغربي كفاتح عربي جديد واستقبل استقبال الأبطال في عواصم العالم ولا أحد ينسى استقبال الرئيس الفرنسي للمقاوم نبيه بري على درج قصر الإليزيه مخالفاً في ذلك الأعراف والتقاليد التي تأذن باستقبال رئيس لرئيس أم من له صفة رسمية في الدولة آنذاك كانت صفة الرئيس بري مقاوم لبناني عربي وفي مقاومة بري تأييد لبناني كامل ولا انقسام بين اللبنانيين على موضوع المقاومة لا في السلطة ولا في الشارع وكان وزيراً للمقاومة وللجنوب في أصعب الصيغ الحكومية ولا من رافض للمقاومة من المشرق الى المغرب العربي ولا من مندد بالمقاومة في أغلب بلدان العالم حتى التشكيلات الدولية بمن فيهم مجلس الأمن كان يقرّ بحق بري في المقاومة.