تفتح عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الليلة الماضية، إلى بيروت الباب امام نقل الاتصالات إلى العاصمة، لمعاودة تذليل العقد التي تراكمت في الأشهر الثلاثة الماضية، سواء في ما يتعلق بالاحجام أو نوعية الحقائب أو حصرية التمثيل الطائفي.
ولئن كان الرئيس المكلف سيرعى قبل ظهر اليوم الحفل السنوي لتوزيع منح متفوقي الثانوية العامة، فإنه سيقيم عند الساعة السابعة من مساء اليوم، في بيت الوسط، عشاءً تكريمياً على شرف الرئيس السويسري آلان بيرسيه الذي يصل اليوم إلى بيروت، تلبية لدعوة من الرئيس ميشال عون.
ولم يشأ مصدر مقرّب الكشف عمّا إذا كان في جدول أعمال الرئيس المكلف زيارة قريبة إلى بعبدا أم لا، لكنه استدرك ان الجهد لتأليف الحكومة سيستأنف بقوة، انطلاقاً من رغبة سائر الأطراف التغلب على الصعوبات، وان بدا المشهد غير قابل لحلحلة سريعة، مع تأكيد الحزب التقدمي الاشتراكي عدم التراجع عن حصة الوزراء الدروز الثلاثة، مع رفض مسبق، على لسان مصدر فيه تحميله مسؤولية تأخير أو تعطيل التأليف، في حين وصف النائب طلال أرسلان النائب السابق وليد جنبلاط بأن لديه أزمة نفسية متسائلا:ً إلى أين يجر جنبلاط الدروز؟
وطرأت على الموقف مستجدات تحتاج إلى توضيح سواء ما كتبه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، تحت عنوان مهلة تشكيل الحكومة، أو ما أعلنه النائب إلياس أبو صعب عضو «تكتل لبنان القوي» من ان الرئيس ميشال عون سيلجأ إلى بحث تأخير التأليف، ابتداءً من الأوّل من أيلول.
وكان من الملفت للإنتباه ما نعتت به قناة «المستقبل» في مقدمة النشرة المسائية الدراسة التي نسبت إلى الوزير جريصاتي «قصقص مواد عملهن دراسة»، ونسبت ذلك إلى أحد الخبراء الدستوريين، والقانونيين، من دون ان تسميه..
وحذرت جهات قيادية في تيّار المستقبل من ان سحب التكليف من الرئيس الحريري سيفتح الباب على نار أزمة دستورية مفتوحة، بما هي خطوة تتجاوز الأعراف والتفاهمات وحتى الدستور نفسه.
إلا أن مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية لم تشأ اضافة اي تفاصيل على ما ذكر بشأن أهمية ان يشهد الملف الحكومي تحريكا في مطلع ايلول المقبل.
الى ذلك توقعت مصادر وزارية ان ينشغل المسؤولون اللبنانيون بزياره الرئيس السويسري الان بيرسيه الذي اعد له برنامج حافل في لبنان.
وفي المجال الحكومي، اوضحت مصادر مستقبلية لـ«اللواء» ان اي موقف يصدر من الرئيس المكلف سعد الحريري بعد اجتماع كتلة المستقبل متروك له. وقال نائب الكتلة محمد الحجار لـ«اللواء» ان التعثر في الملف الحكومي سببه رفع سقف المطالب ومن اراد الاستعجال في هذا الملف عليه ان يلاقي الرئيس الحريري وتقديم التنازلات وخفض المطالب.
ولفت الى ان الدستور واضح في ما خص التكليف ويجب الا يفكر احد بخلق اعراف الى جانب الدستور. واذ لاحظ ان العراقيل لا تزال على حالها، اعتبر ان من يوحي ان القصة خارجية فذاك انه يستخدم الامر خدمة لمخططات لديه.
ولما سئل عن المقصود بموقف الرئيس عون تحريك الملف، اجاب: الرئيس عون شريك دستوري في تأليف الحكومة واي جهد مبذول منه للمساعدة هو موقف مقدر. واعاد التأكيد على ما ذكره الرئيس المكلف انه يمكن ان تشكل الحكومة في غضون ساعة اذا ذللت العقبات.
وإذ، ابقى السيّد حسن نصر الله الباب مفتوحا امام الحوار الداخلي، كرهان، مستدركاً ان الوقت بات يضيق، ولا ينبغي طرح عقد جديدة في مسألة التشكيل، قفزت فجأة إلى الواجهة المحكمة الدولية، وهذه المرة على لسان السيّد نصر الله، الذي قال في خطاب له في «عيد التحرير الثاني» في الهرمل، بعض أوساط 14 آذار تقول ان السبب الحقيقي لتأجيل تشكيل الحكومة ان المحكمة في أيلول ستصدر قرارها»، مؤكدا ان هذه المحكمة الدولية لا تعني شيئا لحزب الله، وما يصدر عنها ليس له أي قيمة سواء كان إدانة أو تبرئة»، واضاف: «لمن يراهنون على المحكمة الدولية نقول لا تعلبوا النار».. وكررها ثلاث مرات.
ورأت أوساط قريبة من «المستقبل» ان عبارة «لا تلعبوا بالنار» تحمل تهديداً، وهي لا تتفق مع موقف الحزب من المحكمة، ولا تتفق ايضا مع مسار التهدئة.
وعلمت «اللواء» من مصدر واسع الاطلاع ان حكم المحكمة متأخر، ربما إلى نهاية السنة، وما سيحصل هو ان المدعي العام، سيقدم في الفترة بين 3 و12ايلول أدلة «لا يرقى إليها الشك» (والوصف لمصادر قضائية) حول المتورطين في جريمة الاغتيال.
ووصف المصدر ارتفاع لهجة السيّد نصر الله بأنه محاولة لرفع المعنويات.
وعشية عودة الوزير جبران باسيل إلى بيروت، نفى مصدر دبلوماسي روسي لـ «اللواء» ما ذكرته صحيفة «الانباء» الكويتية من ان القوات الروسية طلبت الدخول 20 كلم داخل الأراضي اللبنانية، وأكّد المصدر ان التعليمات تقضي بالتزام الحدود السورية وعدم تخطيها، لا إلى لبنان، ولا إلى غيره من دول الجوار.
وفي السياق قالت مصادر دبلوماسية لــ «اللواء» ان موسكو أبلغت الجانب اللبناني ان الولايات المتحدة ليست في وارد تقديم أية مساهمات مالية لعودة النازحين السوريين، الأمر الذي أرجأ تشكيل لجنة التنسيق اللبنانية مع الجانب الروسي.