لفت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمة له في مهرجان "شموخ وانتصار" إحياءً للذكرى السنوية الأولى لتحرير الجرود - الهرمل، إلى "أنّنا أحببنا أن يكون احياءنا للذكرى السنوية الاولى لتحرير الجرود في مدينة الشهداء الهرمل الّتي كان لها نصيب وافر من المخاطر والتهديدات والعدوان والقصف الصاروخي والسيارات المفخخة، لكنها لم تبدل تبديلا كما هي عادلتها"، مركّزًا على أنّ "الإستحقاق الحقيقي للنصر والغلبة هو في كيف نكون جنده. عندما نكون جنده سوف تجري علينا سنته وقانونه الإلهي الحاكم في هذا الوجود وان لجندنا هم الغالبون، وأبناءكم الذين قاتلوا في هذه المعركة هم من مصاديق جندنا لانهم قاتلوا في سبيل الله وكانوا اهل التضحية والجود والكرم بلا حدود، ولم يقاتلوا من أجل شيء من حطام هذه الدنيا".
وأكّد أنّ "هذا النصر صنعته المعادلة الذهبية الثلاثة وهي "الجيش والشعب والمقاومة""، مشيرًا إلى أنّ "اليوم، أعتقد بعد مضي كلّ هذه السنين، أصبحت الصورة أوضح للجميع، وأنا أدعو إلى طرح السؤال الآتي لأنّ ما حصل منذ أكثر من سبع سنوات خطير وعظيم جدًّا وأحداث مهولة لمن يحاول أن يسترجع إلى ذهنه كلّ الأحداث ويطرح على نفسه هذا السؤال "ماذا لو انتصر تنظيم "داعش" أو "جبهة النصرة" أوغيرهما في سوريا أو العراق، وما هو مصير المنطقة والخليج ولبنان كلّ لبنان؟ وما هو مصير كلّ الشعب اللبناني ومن كانوا يراهنون ويعلّقون الآمال على انتصار هذه الجماعات في سوريا؟ ألم نرى كيف تعاملت "داعش" مع اخوتها وحلفائها في العقيدة الواحدة؟ كذلك "جبهة النصرة"".
وتساءل السيد نصرالله "لو أنّ إمارة "داعش" تمدّدت إلى بعلبك والهرمل، ماذا كان سيكون حال الناس في هذه المناطق؟ بعض الذين راهنوا على "داعش" و"النصرة" هي تكفرهم وتسفك دماءهم. اليوم نحن أمام هذا العيد الّذي استطعنا فيه جميعًا أن نحرّر قرانا ومزارعنا وأرضنا من الإرهابين، والمناسبة هي للوقوف لأخذ العبر ممّا حصل". وأوضح أنّ "أوّلًا، سرعة اتخاذ القرار من قبل أهل المنطقة وأهل البقاع ومعهم المقاومة في التصدّي للإرهاب داخل الأراضي اللبنانية أو السورية، وذلك لأنّ الحكومة كانت مرتبكة آنذاك لأنّها لم تستطع أن تتّخذ قرارًا. لولا انتصارات الجيش السوري في سوريا لما تحقّق الإنتصار في الجرود".
وبيّن أنّ "ثانيًا، حجم استجابة الشباب اللبناني وبيئة المقاومة لهذه المعركة. قوّتنا هذه يجب أن نتّكئ عليها في مختلف المعارك، فعنصر الشباب وحضوره هو الأساس، حجم الإستجابة الكيبرة والاندفاع والحماسة الّتي كانت لديهم"، لافتًا إلى "أنّنا لم نحتج في يوم من الأيام أن نجمع اخواننا ونحرّكهم للذهاب إلى ساحات القتال. إذا أخذنا القرار بعمل جديد في سوريا سنجد العزيمة والإصرار عند الشباب مرّة أُخرى لقتال الإرهاب، وإذا أضفنا لذلك الوعي وحسن استخدام القدرات القتالية يكون ذلك أفضل".
وأشار نصرالله إلى أنّ "في المعراك الّتي كانت جزئين جزء مع "النصرة" وآخر مع "داعش"، كان يتواجد عدد من الشباب أكثر من حاجة المعركة، فسألنا القادة وقالوا إنّه لا يمكننا أن نمنع الشباب. هذا الجيل لديه من الإندفاعة والحماس والحضور ما شاء الله، لكن بالمقابل نرى لدى الإسرائيلي أنّ الأزمة الحقيقية للجيش الإسرائيلي هي في العنصر البشري، وهناك استقطاب شباب إلى الألوية القتالية"، منوّهًا إلى أنّ "الشباب الإسرائيلي يفضّل الذهاب إلى الوحدات غير القتالية، وهناك ازدياد حالات الأوضاع النفسية لدى جنود الجيش الإسرائيلي وهذا مؤشر خطر بالنسبة لإسرائيل"، مشيرًا إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي طوّر قدراته كثيرًا لكنّه منذ عام 2006 حتّى اليوم لا يستطيع تبديل روح الهزيمة لدى جنوده ولم يستطيع أن يجد القيادة التاريخية الّتي يجب أن تستنهضهم".
وركّز على أنّ "ثالثًا، التأييد الشعبي الكبير لهذا الخيار والاحتضان الشعبي لخيار محاربة الإرهاب. السفارة الأميركية قامت باستطلاعات لم تقم بنشرها، تبيّن أنّ الكثير من قواعد الأحزاب الّتي تكنّ لنا العداء كانت معنا في محاربة الإرهاب، أما في بيئة المقاومة فحدّث ولا حرج عن هذا الاحتضان القوي والكبير"، مركّزًا على أنّه "لم يصدر أي تعبير عن الملل والانزعاج بعد 8 سنوات من المعارك، بل مزيد من التأييد والاحتضان والاستعداد لزيادة المعركة. في أيام المعركة في الجرود كنت أشاهد أنّ بكثير من الضيع كان المواطنون يعدّون الطعام لإرساله الى المقاتلين، واليوم رغم كلّ العقوبات والحصار، نحن ما زلنا بخير وسنبقى".
وشدّد على أنّ "بعض وسائل الإعلام مارست التهويل على بيئتنا عبر إعلان الإحياء من مقاتلينا شهداء، لكنّ ذلك لم يدعهم يتراجعون، ونحن لا زلنا في موقع الحقّ ولا يمكن أن يتزلزل لنا قدم أو يهتز لنا قلب". وأوضح أنّ "رابعًا، التجربة الجديدة للجيش والشعب والمقاومة. البعض قال إنّ هذا الأمر انتهى بعد عام 2006، بالرغم من ارتباك الحكومة، لكن الجيش بالحدّ الأدنى أخذ الوضع الدفاعي وأثبت بطولة وحضورًا وتضحيات وقدّم شهداء، إلى أن تغيّر الوضع الرسمي وشُكّلت حكومة جديدة واجتمع مجلس الدفاع الأعلى واتّخذ القرار بتنفيذ عملية "فجر الجرود"، ودخل الجيش وأثبت أنّه قادر على إلحاق الهزيمة بالإرهابيين والتكفيريين".
ونوّه نصرالله إلى "أنّنا وصلنا إلى تحرير كامل حدودنا وجرودنا وتحقّق الأمن لشعبنا العزيز، ونحن نقول انطلاقًا من التحرير الثاني في البقاع والتحرير الأول في الجنوب، إنّ لا وجود لمحتلّ في لبنان أو غازٍ. نحن نتمسّك بالحرية والتحرير والسيادة والعزة والكرامة والسيادة الحقيقة دون أي تبعية لأحد في هذا العالم، وهذا الشعب يمكنه أن يحقّق ذلك وحده". وكشف أنّ "خامسًا، الرهانات على الأميركي. قبل عام عندما أخذ مجلس الدفاع الأعلى القرار بمعركة الجرود، طلب الأميركيون من الجيش اللبناني تأجيل المعركة مع "داعش". الأميركيون تدخّلوا وهدّدوا بقطع المساعدات، والولايات المتحدة الأميركية لم تراع أهل البقاع"، مركّزًا على أنّ "الأميركيين كانوا يلعبون لعبتهم في المنطقة، وعندما يقولون إنّهم ألحقوا الهزيمة بـ"داعش" فهم يكذبون، بل من هزم "داعش" هم الّذين قاتلوا "داعش" فعلًا، مبيّنًا أنّ "الأميركيين كانوا يدعمون "داعش" بالسلاح عبر مروحيّاتهم. أميركا لا تفكّر بمصالح أحد في المنطقة على الإطلاق، ومن يرهنون مصيرهم بأميركا عليهم مراجعة التاريخ: إبدؤا بفييتنام وصولًا للشاه، الّذي بلحظة عندما ضعف تخلّت عنه ولم تعطه فيزا للعلاج لديها".
وأشار إلى أنّ "في عام 2018، الجماعات المسلحة في جنوب سوريا كان يقودها ضباط أردنيون وأميركيون وسويديون بتعاون مع إسرائيل، وتمّ استنزافهم وتركوهم بعد هزيمتهم. أميركا تخلّت عن أدواتها، ولا يوجد حلفاء لأميركا في هذا العالم، وما حصل في الجنوب هو انّهم تخلّوا بدون مقابل أو بمقابل مفترض"، مركّزًا على أنّ "هذه أميركا الّتي ليس لديها قيم وأخلاق وما يحكمها هي المصالح والسيطرة والهيمنة". وأكّد أنّه "يجب أن نتعلّم من كلّ هذه التجارب وكلّ شعوب منطقتنا عليهم ذلك. في منطقة شرق الفرات هناك سيطرة كردية والأحزاب الكردية أخذت قرارًا بالتفاوض مع الحكومة السورية وهذا قرار صحيح لأنه لا يعلمون متى تبيعهم أميركا"، مذكّرًا بأنّ "السفير الأميركي في سوريا سابقًا قال إنّ العلاقة مع الأكراد هي علاقة غير أخلاقية أي انّهم يستنزفونكم. المعطيات تقول إنّ هناك فبركة قضية كيميائي جديدة لتحول بين الجيش السوري وتنظيم "القاعدة" الّذي تقول عنه التنظيم الأكثر إرهابا في العالم. هو يحضّر مسرحية كيميائية للعدوان على سوريا، ويسكت ولا يصدر حتّى بيان إدانة لمجازر اليمن الّتي يقوم بها التحالف العربي".
وفسّر نصرالله بـ"أنّنا كنّا نقول إنّ ما يحصل في المنطقة يعتمد على الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لكن ترامب شاعر بالخطر في الولايات المتحدة، وإذا سقط ترامب نعتبر إنّ ملفات نتانياهو ستفتح على مصراعيها، وبن سلمان لا يعرف نفسه أين يذهب ويذهب ببلده".
وأفاد بأنّ "في الداخل اللبناني، بعد الإنتخابات النيابية يقولون إنّ لبنان بات يحكمه "حزب الله" ولا يتّخذ أي قرار دون موافقة الحزب. طبعًا هذا كان يُقال في السابق وبعد الإنتخابات أصبح أقوى، لكنّهم يكذبون ويعلمون ذلك فهذا الكلام هدفه تحميل "حزب الله" مسؤوليّة كلّ الأوضاع القائمة في لبنان، وكلّ الوضع في البلد والفساد والترهل والتباطؤ والخلافات السيالسية لتشويه صورتنا أمام العالم وتيئيس شعبنا"، مشيرًا إلى "أنّنا أقلّ قوّة سياسية لديها نفوذ في الدولة. نحن بتواضع أكبر حزب سياسي نعم، ولكن أقلّ حزب سياسي يُمارس سلطة في لبنان ومستوى تدخّلنا في القضايا الّتي تتعلّق في الدولة اقلّ ممّا يكون"، منوّهًا إلى أنّ "منذ انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون رئيسًا يُقال إنّ رئيس الجمهورية ينفّذ سياسة "حزب الله" الّتي تُملى عليه، لكنّهم يكذبون ويعلمون إنّهم يكذبون وهذا الكلام لا أساس له، والعلاقة بين "حزب الله" والرئيس عون هي علاقة احترام متبادلة وعزة ولا أحد يُملي توجّهاته على الآخر وهذا الكلام من اجل استهداف الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" والقول إنّه يعمل لـ"حزب الله"".
وشدّد الأمين العام على أنّ "في مسألة تشكيل الحكومة، الوقت يضيق. البعض يقول إنّ حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي وحكومة رئيس الوزراء الأسبق تمام سلام أخذت سنة حتّى تشكّلت، لكن لا يمكن أن نقيس ونقول إنّ الحكومات السابقة أخذت سنة فلتأخذ هذه الحكومة سنة"، موضحًا "أنّنا لا نريد من أحد أن يضع عقبات جديدة أمام الحكومة، والحديث عن العلاقة مع سوريا والبيان الوزاري فلنؤجله إلى ما بعد تشكيل الحكومة"، جازمًا أنّ "مصلحة لبنان بعودة النازحين بكرامة وأمان. فلنأخذ قرارًا جديًّا ولنناقش بالآليات والضوابط، ولكن لا يوجد قرار جدّي حتّى الآن"، لافتًا إلى أنّ "الدول الأوروبية اليوم تتوسّط عبر لبنانيين لفتح علاقات مع الأجهزة الأمنية السورية".
وشرح أنّ "بعد الحرب في سوريا، الإستحقاق الّذي سيكبر هو الإستحقاق الأمني، ألا نحتاج للتنسيق الأمني؟ فلنجلس ونتناقش"، مبيّنًا أنّه "قيل في وسائل الإعلام وصدرت إشارات من جهات مسؤولة لم نعلّق عليه. بعض أوساط 14 آذار في مقالات أو مقابلات تقول إنّ السبب الحقيقي لتأجيل تشكيل الحكومة ليس الأحجام الّتي هي حجج لتأجيل التشكيل، بل السبب أنّ في أيلول المحكمة الدولية تريد أن تصدر قرارها وهناك وضع مستجدّ في البلد سيبنى عليه وسيكون هناك شيء دراماتيكي سيُبنى عليه"، مؤكّدًا أنّ "هذه المحكمة لا تعني لنا على الإطلاق وما يصدر عنها لا قيمة لها بالنسبة لنا ولا نعترف بها ولا نعتبرها جهة ذات صلة، وللذين يراهنون على ذلك، نقول: لا تلعبوا بالنار".
ولفت إلى أنّ "في ما يعني البقاع، من واجبي أن أجدّد الشكر لجميع أهل البقاع على موقفهم وتجديدهم الثقة بنا وبحلفائنا، وأؤكّد بعيد التحرير انّ كلّ ما وعدنا به في الإنتخابات نعمل عليه، وتأخير الحكومة مؤثّر جدًّا وعد التشريع"، منوّهًا إلى أنّ "بعد الإنتخابات النيابية بأوّل لقاء بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحدثّنا بمجموعة مواضيع ومن جملتها كانت المواضيع المرتبطة بالبقاع، واتّفقنا على أنّ الأولوية في المرحلة المقبلة ستكون للبقاع كلّ البقاع، واتفقنا أن نعطي الأولوية لمنطقة البقاع وأهلها. سيكون هناك مجلس إنماء بعلبك الهرمل أيّا كانت الموازنة لهذا المجلس، فمجرّد وجود مجلس إنماء بعلبك الهرمل فهذا يجرّ قروضًا وهبات وهدايا يمكن أن يقدّمها العالم لهذه المنطقة من خلال هذا المجلس". وركّز على "أنّنا اليوم بهذا التعاون مع الجميع وبالتعاون مع "حركة أمل"، نستطيع أن نفتح صفحة جديدة من التعاون. من جهتنا على مستوى "حزب الله" الداخلي على ضوء الخطوات الجديدة سنطوّر قدرتنا على المتابعة من خلال مسؤولينا لننتج أكثر للبقاع".
وأكّد نصرالله "أنّنا نحتاج إلى العمل الجاد والصبر والتحّمل والانتباه من أي شيء خصوصًا بعد تطوّرات المنطقة. الجماعة وصلوا إلى قناعة بأنّ حلًّا عسكريًّا مع "حزب الله" غير يمكن في الداخل، ولا أعتقد أنّ أحدًا يريد ذلك رغم أنّ كان هناك محاولة سبهانية"، موضحًا أنّ "إسرائيل تستهيب الحرب والأميركيين يقاتلون بالوكالة. بالإغتيالات قتلوا خيرة قادتنا ولكن دماء القادة أعطت قوة هائلة لـ"حزب الله"، ووصلوا إلى نتيجة أنّ الحل هو إسقاط "حزب الله" في بيئته، ولكن بيئة الحزب تثق بنظافته رغم الشائعات الّتي يلصقونها به". ونوّه إلى أنّ "من ثمّ قرّروا الضغط علينا مالًّيا حيث يظنّون انّنا نوزّع مالًا على كلّ الناس، وهم يتصوّرون انّنا إذا ضغطنا ماليًّا، فستبتعد البيئة عنه ظنًّا منهم أنّ عناصر "حزب الله" هم مرتزقة كجنودهم وعلمائهم"، مشدّدًاً على أنّ "هؤلاء الشباب مؤمنون مجاهدون حسينيون، لم يذهبوا إلى هذه الميادين من أجل راتب أو شيء آخر".
وركّز على أنّ "هم يظنّون انّ الضغط المالي يبعد بيئت الحزب عنه، والأخطر أن نحمّل الحزب مسؤولية الحرمان في البقاع ونشكّك الناس في "حزب الله". البعض يصفون مسؤولي "حزب الله" بالفاسدين، لكنّني قلت وأجدّد القول إنّ كلّ من اتهمنا لا نتعاطى معه بسلبية، بل نقول له إحضر أدلتك على هؤلاء الفاسدين"، لافتًا إلى أنّ "من فتحوا بيتهم في الأيام الأولى لشباب بيروت والجنوب ليجتمعوا وينظّموا وأقاموا معسكرات تدريب ومن أعطوا خيرة شبابهم للمقاومة، عندهم مسؤولية كبيرة تجاه "حزب الله"".
وأشار نصرالله إلى أنّ "هذه الساحة صنعت المعزات خلال 30 سنة، زمسؤولية الحفاظ عليها مسؤوليّتكم وأنتم الّذين قدّمتم خيرة ابنائكم شهداء، لا يجوز لما تقدّموه انتم بتضحياتكم، لا يجوز بعد صبركم أن تسمحوا لأحد بأن يغيّر قناتعاتكم"، مشدّدًا على أنّ "التآزر هو أهمّ ردّ على العقوبات الأميركية".
و أكد النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية» انّ اللبنانيين دفعوا أثماناً غالية، من دم واستشهاد رموز وشباب للوصول الى العدالة والحقيقة، ولا شك في انّ ذلك يزعج «حزب الله» فيحاول تجاوزه من خلال «تسخيف» المحكمة الدولية والقول إنها لا تعنيه، فإذا كانت فعلاً لا تعنيه فلمَ يتكلم عنها؟ هذه المحكمة تعني كل اللبنانيين والعرب والعالم، إذ للمرة الاولى في تاريخ المنطقة يحصل اغتيال سياسي وسنعرف من دبّر هذا الاغتيال ونفّذه وأداره. لقد دفعنا ثمن هذا الاغتيال غالياً، وهذا شأن سيبدّل الاوضاع حتماً في لبنان والمنطقة، ودعوة نصرالله الى عدم اللعب بالنار نعتبرها تهديداً مباشراً وهو لا يخيف احداً في لبنان».
واضاف سعيد: «عبثاً يحاول السيد نصرالله اليوم تصوير الأمر وكأنّ صورة الرئيس عون والدولة اللبنانية منفصلة عن صورته. فعون ونصرالله وجهان لعملة واحدة، وما لا يستطيع ان يفعله نصرالله شخصياً يفعله العماد عون دفاعاً عن «حزب الله». بمعنى آخر، السيّد نصرالله غير قادر على التوجّه الى الامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي او البنك الدولي، فيتوجه عون والدولة اللبنانية عنوة عنّا للدفاع عنه وعن مصالحه وعن سلاحه، والكل في دوائر القرار اللبناني والعربي والدولي يدرك انّ عون ونصرالله وجهان لعملة واحدة».
وتوقفت مصادر سياسية معارضة لسياسة «حزب الله»، عبر «الجمهورية»، عند «محاولات نصرالله الظهور بمظهر المعتدل، عندما لفت الى أنّ القول إنّ الحزب يحكم في لبنان «هو لتحميله مسؤولية المشاكل ولتشويه صورتنا وتيئيس الناس»، وقوله: «نحن بتواضع اكبر حزب سياسي، لكن أقل قوة سياسية تمارس نفوذاً في الدولة». وقالت المصادر: «في الحقيقة انّ الحزب يتحكّم بالقرار السياسي والامني والعسكري في البلد، ويسيطر عليه».
كذلك توقفت عند تأكيده بأنّ العلاقة القائمة بين الحزب وعون هي علاقة ثقة، وقوله ان «لا أحد منّا يُملي سياسته وتوجهاته على الآخر». وقالت: وكأننا في دولتين وليس كأنه حزب تابع للدولة، انه يتعاطى مع رئيس الجمهورية من الندّ الى الندّ وكأنّ به رئيس دولة مستقلة».
وتعليقاً على كلام نصرالله بأنّ المحكمة غير موجودة، وقراراتها لا تَعنينا، ولا تلعبوا بالنار، سألت المصادر: «هل يعني ذلك انه ممنوع على أهل الشهداء ان يرتضوا بقرار المحكمة عندما يصدر، فهل هم بذلك يلعبون بالنار؟ هل اننا نسمع بـ 7 أيار جديدة»؟
وقالت مصادر محايدة لـ«الجمهورية»: «في موازاة ملف المحكمة الذي أتى من خارج السياق لأنها مستمرة بقرارات دولية ولا احد يمكنه إيقافها، أبرزَ نصرالله ملفين ساخنين هما ملف الحكومة وملف العلاقات اللبنانية ـ السورية بعدما شكّلت مسألة التطبيع في الاسابيع المنصرمة ملفاً ساخناً، بدليل انّ قوى 8 آذار تركز يومياً على اهمية التطبيع، وجاء ردّ الحريري بسقف عال وتأكيده ان لا حكومة اذا كان هناك اتجاه للتطبيع. فذهب نصرالله باتجاه ترحيل هذا الملف الى ما بعد التشكيل، اي انه في الترجمة العملية يريد إزالة العوائق من امام التشكيل، وطبعاً هو يدرك أنّ هذا الموضوع لن يمرّ، حيث ان توازن القوى السياسية لا يسمح لأي طرف بأن يحقق مبتغاه. عملياً لقد وجّه رسالة الى القوى السياسية التي تدور في فلك 8 آذار، طالباً منها وقف النقاش بهذا الموضوع وترحيله الى ما بعد تأليف الحكومة وحصر التركيز على الملف الحكومي. وثانياً الملف الآخر هو ملف الحكومة، لم يقل مثلاً انه يؤيّد مطالب حليفه الوزير باسيل، بل ترك لحليفه ان يدير العقد القائمة منفرداً من دون ان يوحي بأنّ هناك اي دعم منه بل ان الثنائية الشيعية هي على الحياد».
إقرأ أيضا : هل سيكون شهر أيلول حاسماً ؟
عربيا وإقليميا :
أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد الجمهورية الإسلامية على تطوير التعاون مع جميع دول المنطقة بما فيها السعودية والإمارات والبحرين.
وأشاد عميد الدبلوماسية الإيرانية اليوم، في حديث للتلفزيون، بكثافة الزيارات المتبادلة بين بلاده ودولة قطر، معربا عن أسفه إزاء عزم الإمارات والسعودية والبحرين على "إثارة التوتر".
وتابع قائلا: "لكننا بطبيعة الحال نرحب بتغيير نهجهم، فهم أنفسهم خرجوا بنتيجة مؤداها أنهم لا يستطيعون التعويل كثيرا على الولايات المتحدة وعليهم أن يفتحوا حسابهم مع المنطقة، ومن هنا فإن أيدينا جاهزة لأن تشد على اليد الممدودة إلينا من أي بلد حتى السعودية".
وذكر ظريف أن طهران تتطلع إلى أن تكون المنطقة قوية، وسياساتها تستند إلى التعاون مع الجيران والحوار الإقليمي، وأوضح أن لدى الجمهورية الإسلامية اليوم أفضل العلاقات مع أذربيجان وتركيا وأرمينيا والعراق وعُمان وباكستان وأفغانستان، مضيفا أن العلاقات الجيدة لا تعني طبعا غياب الخلافات.
و أكد رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم أن "الذين يحاولون تهديد تركيا يتلقون دائما بدل الصاع صاعين".
وفي كلمة له خلال فعالية بولاية بتليس لإحياء ذكرى معركة ملاذكرد أوضح يلدريم أن "الذين يسعون لتشتيت وحدة صف الشعب التركي، عليهم أن يلعموا أنهم لن يصلوا إلى مبتغاهم أبدا".
وشدد على أن "الانقلابات الاقتصادية ضد تركيا لم ولن تثمر عن أي نتائج، كما لم تثمر المحاولة الانقلابية في 2016 عن نتائج".
وأكد ضرورة "تخلي جميع الجهات التي تحاور تركيا عن مواقف تبنتها منذ مدة ولا معنى لها"، مشيراً الى "أنني أنصحهم بتبني نهج جديد لتطبيع العلاقات بيننا".
إقرأ أيضا : الرئيس روحاني مُهدّد بالإغتيال!
دوليا :
أكد الرئيس البرازيلي ميشيل تامر أن "البرازيل لن تفرض قيودا على دخول اللاجئين الهاربين من الاضطرابات في فنزويلا".
وأشار تامر، في تصريح له، الى أن "اغلاق الحدود سيكون عملا غير انساني ضد أولئك الذين يلتمسون اللجوء"، منوهاً الى أنه "لا ينبغي أن نتحدث عن حدود عندما يتعلق الأمر باستقبال الناس".
وتابع تامر بالقول ان "البرازيل تبذل كل جهد وستستمر في القيام بذلك لاستقبال اللاجئين بشكل جيد".
وتجدر الاشارة الى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعيد فتح الحدود في ولاية رورايما البرازيلية بعد أن ظلت مغلقة لمدة 17 ساعة بناء على أوامر قاضٍ كان حكمه يتعلق بالفنزويليين فقط، مما منع أكثر من 200 فنزويلي من العبور إلى البرازيل.
و علق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على نبأ وفاة عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية أريزونا السناتور جون ماكين، قائلا: "أنا وجون ماكين ننتمي لأجيال مختلفة، ولكل منا مرجعيته الخاصة، التي تختلف عن الآخر، وتنافسنا في قمة الهرم السياسي، لكن لدينا قاسما مشتركا وهو الإخلاص لشيئ أسمى وهو المثل العليا، التي حارب من أجلها أجيال من الأميركيين".
وأضاف: "القليل منا سلك طريق جون ماكين، الذي تميز بالجرأة والشجاعة، وتقديم مصلحة العامة عن المصالحة الشخصية".
وعانى ماكين، طوال عام من سرطان الدماغ، وأعلن أقاربه، يوم الجمعة الماضي، أنه توقف عن العلاج.