أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال عناية عزالدين، في كلمة لها خلال رعايتها الاحتفال التكريمي للخريجين والطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية في بلدة انصار الذي اقامته حركة امل وكشافة الرسالة الاسلامية، "أنني نحتفي في انصار هذه البلدة العزيزة التي تختصر المعادلات الوطنية والمقاومة بكل ابعادها"، مشيرةً الى أنه "في انصار حاصر المعتقلون العدو وكانوا احرارا اكثر من المحتل، وتحول المعتقل الى مدرسة تخرج افواج المقاومين الذين صنعوا في 25 ايار الانجاز الذي بدا لكثيرين انه في خانة المستحيل".
ولفتت عزي الدين الى ان "طلابنا المتخرجين والناجحين اليوم هم ابناء اولئك المبدعين مقاومة واستشهادا ونصرا، انهم صلة الوصل مع الاباء الذين اكدوا بالفعل والتجربة والانجاز والابداع ان الاحتلال لم يمر في قرانا ومدننا وارضنا ووطننا واي احتلال اسرائيلي كان او ارهابي لن يمر طالما قرانا وبلداتنا هي انصار ومعركة وقانا والنبطية وصور وبنت جبيل وعيتا وهذا هو دأب جبل عامل في الجد والمثابرة والمضي في درب الجهاد والتقدم والتطور والعلم المعرفة"، منوهةً الى أنه "هو الجبل الذي عرف تاريخه بالعلماء والمكتبات والدواوين الثقافية والادبية وبالمخترعين والمبدعين المقيمين والمهاجرين وهو الجبل لذي ما انكسر يوما امام الغزاة ما انحنى له رأس وما انخفض له جناح فجمع العلم والعنفوان والحكمة والمقاومةوالمعرفة والصمود".
وذكرت ان "لقائنا اليوم ميزة لا بد من التوقف عندها، نحن نكرم طلابا شبابا وشابات برعاية حركة امل وكشافة الرسالة وبلدية انصار، والحق يقال ان الشراكة بين هذه المستويات هي الوصفة الافضل لتحقيق التقدم في اي مجتمع من المجتمعات ولتطوير مختلف نواحي الحياة فيه"، لافتةً الى ان "حركة امل هي حركة اللبنانيين نحو الافضل وحركة مقاومة الحرمان كما عبر الامام موسى الصدر وكشافة الرسالة هي خط الخط كما اطلق عليها مؤخرا رئيس مجلس النواب نبيه بري مع ما لهذه التسمية من مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الكشفيين اما البلديات فهي سلطة الدولة الاولى امام المواطن وخط الاحتكاك الاول بين المواطنين ودولتهم . وما يجمع هذه المؤسسات الثلاثة عنوان اساسي وجوهري ومؤثر هو هو خدمة الناس والقرب من الناس والتواضع لهم والسعي في خدمتهم والعمل على تامين متطلبات التنمية ثقافيا وتربويا واجتماعيا واقتصاديا".
وتابعت بالقوا انه "اذا تضافرت جهود الاحزاب السياسية والبلديات والجمعيات الكشفية يمكن القول اننا نحقق قفزة نوعية على مستوى الحضور بين الناس سياسيا واجتماعيا وثقافيا خاصة اذا كان الشباب والخريجون والناشطون هم عصب هذه العملية التشاركية والتكاملية، هذه هو نهج الامام المغيب السيد موسى الصدر وفي هذه الايام نستذكره وهو الملهم القائد الذي اتى الينا في غفلة من زمننا كنسمة حياة"، منوهةً الى "اننا كنا نعاني التهميش والحرمان والاهمال والاحتلال فبعث فينا الامل واحيى في روحنا رسالة الايمان فخرجنا كشعاع ضوء في ليال حالكة، نقسم معه ان نواجه ونقاوم حتى نحفظ الجنوب ولبنان ونحرر الارض والانسان ولا يبقى محروم واحد ".
وتابعت بالقول ان "اليوم نتوجه اليه ونقول له، لا زلت امامنا تلهمنا رغم طول الغياب، قامتك وصوتك ونظرتك وحتى الصمت، صورك على درب الجنوب والبقاع وبيروت وكل لبنان، ايقونة ناطقة فينا ويتردد صداها ان لا تهدأوا ولا تقفوا واكملوا الطريق"، مؤكدةً ان "شعارنا هذا العام عقيدة وثبات لكي يعلم القاصي والداني اننا لازلنا هنا حيث ارادنا الامام الى جنب الناس وقضاياهم والامهم وشؤونهم والشجون، لذلك قرارنا السياسي واضح، ان خلاص لبنان لا يكون الا بدولة قوية قادرة تدرك مصالحها الوطنية وترسم لمستقبل مواطنيها برعاية ومسؤولية وهذا لا يكون في دولة طائفية في التفكير والممارسة، فئوية في المحاصصة، تفوض شؤونها لاصحاب المصالح الخاصة وتتعايش مع الفساد".
كما اشارت عز الدين الى ان" سلوك الدولة بهذه الطريقة مؤداه الطبيعي هو تراكم الازمات الحالية والمعاناة التي تتفاقم يوما بعد يوم دون افاق جدية للعلاج والحلول، وفوق كل ذلك يمعن بعض الساسة في تعميق المشكلات واضاعة الفرص وقتل الامل عند الناس بتعطيل تشكيل الحكومة وهي الحد الادنى المطلوب ليكون لنا اداة تنفيذية للمعالجة وتسيير شؤون الدولة"، موضحاً اننا "نعلم انه لن يكون هناك حكومة سحرية لكن وجودها يؤمن على الاقل استقرار عمل الدولة ومؤسساتها ويصبح لدينا عنوان واضح نطرق بابه ونسائله في خدمة الناس ومعالجة امورهم، هذه الحكومة هي ابسط حقوق المواطن الذي شارك في الانتخابات والذي تلقى وعودا بالعمل والجهد من اجل خدمته وتحسين حياته واذا بالاطراف السياسية تتقاتل على الحصص والاحجام والمواطن هو الغائب الاكبر".
واعتبر انه "تعالت في الفترة الاخيرة الكثير من الاصوات ومن مختلف الجهات تنادي بضرورة تشكيل هذه الحكومة وكأن الجميع بات يشعر بخطورة المراوحة الحالية في ظل استحقاقات داخلية واقليمية داهمة، فالحفاظ على الاستقرار الداخلي الامني والاقتصادي ومتابعة مؤتمرات الدعم الدولية ومواكبة ما يحدث من تطورات في محيطنا خصوصا في سوريا اضافة الى ملفات واعدة كاستخراج النفط كلها على محك انتظار تشكيل هذه الحكومة المرتقبة"، متسائلةً "فهل يسمع المعنيون صوت الناس وتحذير الحكماء وفي مقدمتهم بري الذي لا يأل جهدا من اجل تسهيل هذا التشكيل، وهل يلاقيه الاخرون في منتصف الطريق ام ان البعض متعنت في اخذ البلاد الى مأزق يؤدي الى اغراقها مجددا بوضعية من عدم الاستقراران الايام القليلة المقبلة حاسمة في هذا الاتجاه ونأمل ان يفهم المعنيون خطورة عدم تسهيل ولادة الحكومة.
وتابعت مضيفة " وفي الانتظار نحن في موقفنا مع الاخوة في حزب الله مصممون على التصدي لمعالجة شؤون الناس بفاعلية مشتركة وحيوية لاننا لا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الايدي امام هذا الوضع المؤلم الذي وصلنا اليه وسنتحرك في كافة المجالات لتأمين افضل ما يمكن سواء ذلك على مستوى البيئة وخاصة موضوع الليطاني او ملف النفايات او على المستوى الصحي وغيرها من القضايا . في الحقيقة نحن نتواصل بشكل مستمر مع الوزارات المعنية ومؤسسات الدولة ذات العلاقة لتحميلها المسؤولية ولدفعها باتجاه القيام بواجباتها تجاه المواطن على امل تخفيف وطأة هذه الازمات عن الناس"، ذاكرةً أن "الناس الذين لا يزالون في ميدان العطاء يبذلون جهودهم لتعليم ابنائهم وعيننا وعينهم على ذلك الجيل القادم لعله سيكون في وعيه وحكمته وعلمه ومعارفه، املنا بمستقبل افضل وغد اجمل . هذا تطلعنا اليكم ايها الطلاب الاعزاء المكرمين ودعوتنا واملنا ان لا تخيبوا ظنوننا وان تكونوا على قدر المسؤولية. اكملوا مشوار العطاء واستمروا في الترقي والتحصيل فالعلم اساس التنمية والازدهار . مبارك لكم النجاح والى المزيد من المراتب والتفوق".