المخاض الحكومي!
إجهاض التكليف، أم نزع العقبات امام ولادة للحكومة، طبيعية، وهذا مستبعد أم ولادة قيصرية، أم خيارات اخرى: مريرة، أو صعبة؟.
جملة من الأسئلة ذات الطابع، غير المستند إلى معلومات، بل إلى خيارات، تستعد لها بعبدا، ومعها فريق 8 آذار، في ما خص: اجراء مراجعة ومصالحة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، حول ما يمكن استخلاصه من مشاورات الأشهر الأربعة حول الحصص، والمسودات، وكيفية تدوير الزوايا وما يترتب فعله، لكسر حلقة عدم التأليف..
ومع عودة الرئيس الحريري غداً الأحد إلى بيروت، يصبح بالإمكان، تلمس خيارات الشهر المقبل، بمعزل عن إجراءات بعبدا، سواء عبر مصارحة الرأي العام برسالة مباشرة أو توجيه رسالة إلى المجلس النيابي، تحذر من عواقب تأليف الحكومة..
ويشارك الرئيس الحريري في اللقاء مع الرئيس السويسري الاثنين.
وقال مصدر مطلع ان موقفاً سيعلنه الرئيس المكلف، خلال اجتماع كتلة المستقبل النيابية بعد ظهر الثلاثاء المقبل.
ووصف المصدر الموقف، بغير القابل للمساومة، والمتمسك بصلاحيات رئيس الحكومة، مع التأكيد على بذل الجهود وعدم توقف الاتصالات والمشاورات الرامية إلى كسر حلقة التأليف بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر مطلعة على موقف الرئيس ميشال عون لـ«اللواء» ان ما نقله عون بشأن موعد الاول من ايلول انما يعني ان هذا الموعد هو مفصلي لجهة تحريك الملف الحكومي من جديد وكسر الجمود الحاصل وبالتالي إنطلاق مرحلة جديدة بعدما باتت الحاجة ضرورية لأن تبصر الحكومة النور قبل المؤتمرات التي يشارك فيها الرئيس عون في كل من البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ والجمعية العامه للامم المتحدة في نيويورك في الشهر المقبل. واوضحت ان ما يتردد عن خيار الرئيس عون في مصارحة اللبنانيين هو خيار وارد في ذهنه لان من حق الناس معرفة سبب عدم تشكيل الحكومة.
 واكدت ان ما اشار اليه رئيس الجمهورية حول الحركة الحكومية الجديدة تكون بالتنسيق مع رئيس الحكومة المكلف.
 وأسفت المصادر لما ينقل من تحليلات وتكهنات عن موقف الرئيس عون الاخير مشيرة الى ان حفلة تسالي بإطلاق كلام يمينا وشمالا لا صحة له لا سيما في ما خص سحب التكليف وتحديد المهل.
 ورأت ان هناك هامشا للرئيس في التحرك يقوم به ضمن الاطر الدستورية ومن دون بطولات ولا اي اجراء عن خرق الدستور لو غيره.
واكدت انه يحترم الدستور ولا يمكن ان يخرقه وهو من اكثر الذين يؤمنون به اي بالدستور. اما الكلام عن لجوئه الى مجلس النواب فهو وفق المصادر من ضمن الخيارات لكنه ليس بقرار.
 الى ذلك لفتت الى ان مقاربة موضوع معبر نصيب تتم انطلاقا من مصلحة الناس.
واكدت ان ما من انقطاع في التواصل بين بعبدا وبيت الوسط وقد سجلت اتصالات بين عون والحريري قبل العيد وفي خلاله وبعده.
ويجري الرئيس عون محادثات قبل ظهر بعد غد الاثنين مع الرئيس السويسري الان بيرسيه تتركز على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها ومواضيع ذات اهتمام مشترك وملفات تتصل بالنازحين ومكافحة الارهاب والهجرة. ويعقبها مؤتمر صحافي مشترك. ومعلوم ان سويسرا لطالما دعمت لبنان لا سيما في القرارين 425 و1701وقضايا الاسرى في السجون الإسرائيلية.
وكان الرئيس عون اعترف امام وفد من المنتشرين اللبنانيين في دول الخليج العربي اننا «نواجه بعض الصعوبات في تشكيل الحكومة الا انها عابرة».
وإذ أشار إلى المعاناة الناجمة عن التناقضات القائمة بين الدول العربية، أكّد بالمقابل، اننا «نعتمد سياسة النأي بالنفس، فلا ننحاز في أي صراع إلى أي دولة شقيقة ضد مصلحة دولة شقيقة أخرى.. وجميع الدول الشقيقة اشقاء لنا».
وفي حين كثرت التقديرات والتحليلات والاستنتاجات حول الخطوة المرتقبة للرئيس عون في حال تأخر الحريري، ذكرت مصادر نيابية في «تكتل لبنان القوي» لـ«اللواء» ان لا صلاحيات دستورية لرئيس الجمهورية ولا لمجلس النواب وليس هناك من تدبير دستوري اوقانوني او عرف يقضي بسحب التكليف، كما ان الحديث عن اللجوء الى الشارع لفرض حكومة بصيغة او بأخرى امر غير وارد في ذهن التكتل والتيار الوطني الحر وذلك حفظا منا للاستقرار الداخلي.
لكن المصادر اكدت ان المقصود من كل الكلام الذي قيل هو حثّ الرئيس المكلف ضمن مهلة قريبة على حسم خياراته واتخاذ قراره وتقديم تشكيلة حكومية، ليجري البحث بها بين الرئيسين حسب الاصول ولمعرفة مواقف القوى السياسية منها، وساعتها لكل حادث حديث، خاصة ان شهر ايلول يشهد عادة استحقاقات كثيرة على الصعد التربوية والاقتصادية والاجتماعية.
وبانتظار عودة الرئيس الحريري، يرتقب ايضا عودة رئيس التيار الوطني الحر الوزيرجبران باسيل من إجازته في فرنسا، فيما غاب اي موقف عن الحزب التقدمي الاشتراكي بينما استعر السجال بين التيار وبين «القوات اللبنانية» بعد مقابلة الدكتور سميرجعجع لمحطة «ام تي في» قبل يومين والتي اعتبر فيها ان لا فصل في الحكومة بين حصتي رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر»، وان التمثيل المسيحي الصحيح في الحكومة المقبلة «هو 8 وزراء لتكتل العهد و5 للقوّات ووزير لحزب الكتائب واخر لتيار المردة»، ودعا الرئيس سعد الحريري لتقديم مسودة تشكيلة للرئيس عون في حال استمرار الأمور على ما هي عليه إلا انه قال: أعتقد أنه لن يتم الموافقة عليها من قبل رئيس الجمهورية عدا كلامه عن صفقة بواخر الكهرباء.
 واستنفر كلام جعجع معظم نواب ووزراء التيار الحر وتكتل لبنان القوي، في ردود مباشرة عليه واتهموه «بوضع العصي في الدواليب».
اعتراف شيعي بفيتو سوري
وسط هذه الترقبات، اعترف قيادي في الثنائي الشيعي (أمل - حزب الله) ان هناك «فيتو» سوري وراء عرقلة بعض القوى تشكيل الحكومة، من باب رفض مشاركة قيادات وجهات لبنانية في إعادة اعمار سوريا وضمن الترتيب ذاته، فإن ما يقال عن تدخلات خارجية في مسألة التـشكيل هو صحيح مئة في المئة ولكن ليس بسبب حزب الله إنما بسبب إصرار دمشق أيضاً على عدم السماح لأية دولة شاركت في الحرب الكونية عليها من المشاركة في إعادة الاعمار، حسب هذا القيادي.
 
وعليه، أكّد القيادي على ضرورة تأليف الحكومة في مهلة اقصاها أواخر أيلول، وإلا فإن امامنا خيارين لا ثالث لهما: اما اعلان الرئيس عون عن تشكيل حكومة «الامر الواقع» على شاكلة مسودة ٣٠ وزيرا التي قدمها الحريري في بداية مشاورات التأليف، او الضغط عليه للسير بحكومة اكثرية تسقط عنه تهمة التباطؤ في التأليف على وقع ضغوطات خارجية ومعوقات داخلية.
النواب السنّة
وفي السياق الحكومي، أيضا توقف لقاء النواب السنّة الستة، من المعارضة، القريبة من 8 آذار، في اجتماع لهم في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي في بيروت، عند ما اسموه تغييب كامل للعقدة السنية، التي هي عقدة حقيقية، معتبرة ان الرئيس المكلف ليس من بين همومه، وهو «يعمل على اقصاء فئة من طائفته». رافضا «اي مس بصلاحيات رئيس الحكومة ايا كان، ويطالبون الرئيس المكلف عدم الخضوع لأي ضغوط، ان كانت داخلية أو خارجية.
وقال من دون تمثيلنا في الحكومة نكون امام تمثيل حكومة ائتلافية أو حكومة كربون».
التحرّك الأميركي
دبلوماسياً، حظي التحرّك الأميركي الذي قاده مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت ستوري كاريم باهتمام رسمي وحزبي لبناني، ودبلوماسي ايضا، لجهة التوقيت أو المواقف المعلنة.
وهو زار لهذه الغاية الرئيس عون ونبيه برّي، فضلا عن قيادات حزبية والمشاركة في مناورة عسكرية للجيش اللبناني في اللقلوق حضرها قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وثمن كاريم «التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والاميركي»، مؤكدا «استمرار الشراكة بينهما؛ منوها «بالانجازات التي احرزها الجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ومكافحة الارهاب».
في نيويورك، علقت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، على زيارة اجراها وفد حوثي إلى لبنان التقى خلالها بالامين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
وقالت هايلي عبر حسابها على «تويتر»: «ان لقاء قيادة حزب الله مع الحوثيين يظهر طبيعة التهديد الارهابي الإقليمي، ويشكل وكلاء إيران في لبنان واليمن مخاطر كبيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله.
وتابعت: «يجب ان ينتبه المجتمع الدولي إلى هذا الأمر وان يكون مهتما للغاية».
وتطوّر السجال السياسي بين «حزب القوات» والتيار الوطني الحر، إلى سجال كهربائي بين الوزير غسّان حاصباني والوزير رائد خوري.
وقال خوري في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر»: «ايها الآتي من عالم التنظير والنظريات، الشعب بحاجة إلى إجراءات واقعية وعملية تعفيهم من فاتورة مولدات الكهرباء الخيالية وجشع اصحابها. فالربط بين البواخر والعدّادات، وبين تأمين الكهرباء من قبل الدولة ٢٤/٢٤ هو ربط سخيف».
رد حاصباني
ولم يتأخّر ردّ حاصباني على زميله خوري، فتوجّه اليه عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «كما نتمنى الإبقاء على لغة محترمة في التخاطب، فبالنسبة الى نعتنا بالمنظرين، نترك الموضوع لكم بعدما امضيتم سنة كاملة في وزارة الاقتصاد ثم قررتم الاستعانة باستشاري (منظر كما اخترتم التسمية) بالملايين ليقدم دراسة عن بعض القطاعات الاقتصادية واسميتموها خطة اقتصادية».
إحباط مخطط تخريبي - داعشي
احبط عناصر فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مخططاً «داعشياً» لاستهداف حاجز للجيش اللبناني وإحدى الكنائس في عملية انغماسية.
فقد قامت قوة خاصة من فرع المعلومات بتنفيذ عملية نوعية خاطفة في محلة جبل البداوي، حيث أوقفت (هــ.س) الذي اعترف بانتمائه للتنظيم ورغبته بالذهاب إلى سوريا الا ان قريبه طلب منه البقاء في لبنان لاستهداف الجيش اللبناني في الشمال وعدد من الكنائس فوافق وانتظر حتى يرسل له قريبه الأسلحة والحزام الناسف الا انه تمّ توقيفه قبل وصولها، كما تمّ توقيف (ا.س) في محلة نحلة الذي أبدى موافقته على مرافقة (هـ.س) إلى سوريا للقتال مع «داعش» لكنه رفض استهداف حواجز الجيش وإحدى الكنائس.