"لماذا لا يستعجل «حزب الله» حليفه (التيار الوطني الحر) إزالة عراقيل التأليف، على رغم دعوته إلى تسريع إنجاز الحكومة؟" سؤالٌ طرحته صحيفة "الحياة"، على إعتبارها أن "الحزب يترك المشكلة تتفاعل لأنها مع خصومه".
وفي سياق الأجوبة عن هذا السؤال، وضعت الصحيفة 3 أسباب رئيسية وهي:
أولاً: لفتت الأوساط المتابعة، لمواقف الحزب، حسب الصحيفة، إلى أن "الحزب يتدخل بحدود معينة من أجل «دوزنة» المواقف، فأمينه العام وقف ضد تلويح باسيل بالشارع قبل أسبوعين، وحضه على الحوار مع الفرقاء الآخرين، ونصحه بأن يبادر إلى زيارة رئيس البرلمان نبيه بري".
كما أن "تحذيرات الرئيس بري من مغالاة البعض في «تكتل لبنان القوي» في الدعوة إلى سحب تكليف الأكثرية النيابية للرئيس الحريري تأليف الحكومة، لقيت صداها عند الحزب، باعتبار أن سحب التكليف غير وارد دستورياً، فضلاً عن أن الحزب أبلغ من يعنيهم الأمر عدم تحبيذه فكرة حكومة الأكثرية، لأنه متعذر نتيجة موقف الحريري المصر على حكومة الوفاق الوطني الائتلافية".
وتوافق أوساط دولية مهتمة بمتابعة الشأن اللبناني الداخلي على هذا التفسير "لعدم قبول الحزب حكومة الأكثرية على رغم أن باستطاعته أن يضمن حصولها على تأييد أكثرية نيابية لها في البرلمان بالتحالف مع التيار الحر".
وتضيف الأوساط المتابعة أنه "لهذا السبب يرسل الحزب تطمينات إما علنية أو ضمنية للفرقاء المتخاصمين مع حليفه «التيار الحر» تحفظ له مسافة عن باسيل، لكن من دون الدخول في سجال علني مع الأخير".
ثانياً: الحزب آثر الصمت في الأسابيع الماضية لأن "الفرقاء الذين دخل باسيل في اشتباك معهم حول الحصص هم خصوم للحزب على المستوى الاستراتيجي والإقليمي، أي «تيار المستقبل»، «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي»" على حد قول مصدر بارز للصحيفة.
ويضيف المصدر ذاته "إن قيادة الحزب تتفرج وتراقب وتنتقد سلوك هذا أو ذاك بالتلميح والتصريح، في توزيع للأدوار بين رموزها، وتارة تتهم السعودية بأنها وراء العرقلة، ثم يقول الأمين العام للحزب إن السبب ليس خارجياً، لكن هذه القيادة تحاذر حشر نفسها في مشكلة هي بين فرقاء آخرين، وحتى لا يقال لها لماذا تتدخلون في الخلاف بين فرقاء مسيحيين، أي بين «التيار الحر» و «القوات اللبنانية»".
وتسائلت مصادر الصحيفة "لماذا يحشر الحزب أنفه في الخلاف المسيحي- المسيحي، في وقت حصل على حقوقه التوزيرية من اتصالاته مع الحريري عبر الرئيس بري وغيره؟".
ثالثاً: رهن الحكومة بالصراع الإقليمي، حيث يرى وزير فاعل، نقلاً عن الصحيفة أن "الحزب ليس مستعجلاً لأسباب تتعدى الوضع الداخلي، لأن الصراع الذي يخوضه بالاشتراك مع (إيران) ضد السياسة الأميركية في المنطقة يتطلب الإمساك بأوراقه إلى صدره في انتظار اتضاح الأمور على الصعيد الإقليمي، وعلى رغم أن الحزب و(إيران) يعتدان بنفوذهما في لبنان، فإنهما لا يزالان يتعاملان مع البلد على أن النفوذ الأميركي والغربي والخليجي فيه كبير، وأن العقد أمام الحكومة تصيب السعي الغربي لإضعاف الحزب" على حد قوله.