أشار رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع إلى أنّ "عاد بي الزمن إلى 22 آب 1982 يوم انتخاب الشيخ بشير حيث كان الحلم كبيراً إلا أنه لم يكن مبنياً على لا شيء ولو لم تتدخل يد الغدر والإجرام، التي تحاول قتل أي شخص جيّد في لبنان، واغتالت الشيخ بشير لكنّا اليوم في مسار آخر".
وأضاف جعجع في مقابلة عبر تلفزيون الـ"أم تي في": "البذور التي زرعها الشيخ بشير لا تزال مستمرة اليوم إلى حين أن تزهر وما نقوم به اليوم يأتي بهذا الإطار حيث لا بُدّ أن تكبر بقعة الزيت التي شكلناها لتطال جميع أنحاء الدولة".
وأكّد أنّه "لسنا من معرقلي تأليف الحكومة. البعض يطرحون نظريات أن هناك تدخلات أجنبيّة وإقليميّة تعمل لعرقلة التأليف فيما المشكلة هي قضيّة "دكنجيّة" قوامها حصةالقوّات اللبنانيّة وحصة الحزب التقدمي الإشتراكي، ولست على علم بأي عقد أخرى".
وقال جعجع: "العقد التي نشهدها اليوم أسهل من العقد التي كانت تشهدها سابقاً تأليفات الحكومات والقضيّة محليّة تتمحور حول وجود "القوّات" و"الإشتراكي" في الحكومة".
وتابع: "بالنسبة لعقدة القوات فمن جهة لدينا تفاهم معراب الذي يقضي بحصولنا مع حلفائنا على 6 مقاعد إلا أن هناك من لم يرد الالتزام به من جهة أخرى هناك حجمنا وهو 31 بالمئة بحسب الوزير باسيل، وهذا ما يعني أن حصتنا يجب أن تكون 5 وزراء إلا أن باسيل لا يرضى بهذا الأمر ويعرقل التأليف".
ورأى جعجع أنّه "بالنسبة لعدد النواب تكتل لبنان القوي وهو تكتل العهد والتي خيضت الإنتخابات على أساس أن هذه لوائح العهد، وفي حال كل 4 نواب وزير عندها تكتل العهد يحصل على 7 وزراء ونحن نحصل على 4 ويتم تقسيم البقيّة إلا أنهم يريدون تطبيق هذه المعادلة على القوّات فقط".
واعتبر أنّ "أنا نصحت الرئيس سعد الحريري لرفع مسودة لرئيس الجمهوريّة إلا أنه رفض ذلك قبل التفاهم مع الرئيس، وهذا ما يدل على طريقة تعاطي الرئيس الحريري مع مسألة التأليف وأثمن له طول باله ولو كنت مكانه لما فعلت ما يفعل ولكنت قدّمت مسودة تشكيلة للرئيس".
ودعا جعجع الرئيس المكلف سعد الحريري إلى "تقديم مسودة تشكيلة للرئيس في حال استمرار الأمور على ما هي عليه، إلا أنني أعتقد أنه لن يتم الموافقة عليها من قبل رئيس الجمهورية".
ورفض الكلام "عن التضييق على صلاحيات الرئيس المكلف إلا أنه في مكان ما هناك من يحاول أن يكون ملكاً أكثر من الملك وعلى سبيل المثال نحن نشارك "التيار الوطني الحر" بمسألة اللاجئين إلا أنه لا يجوز لوزير بحكومة تصريف أعمال القيام بكل ما يقوم به من مبادرات متخطيا رئيس الحكومة".
وأوضح جعجع أنّه "بحصة من 4 وزراء يجب أن يكون ضمنها وزير دولة إلا أن الرئيس الحريري عرض علينا أن يكون لنا 4 حقائب كبيرة ونحن قبلنا من أجل تسهيل التأليف إلا أنهم لم يقبلوا ذلك، ونحن نتماهى مع رئيس الجمهورية في كل السياسات الوطنيّة العريضة، والرئيس هو غير رئيس التيار الوطني الحر، لكن هم يقومون بتقويضه ليكون رئيس حزب صغير بدل أن يكون رئيس بلد كبيروندعو للتفاهم بين الجميع إلا أن رئيس الدولة هو رئيس الدولة ورئيس "التيار" هو رئيس "التيار" ويجب عدم الخلط بين الإثنين".
واعتبر أنّ "لا مشكلة لدى حزب الله في أن تحصل القوّات على حقيبة سياديّة والأمر منوط باتفاق الرئيس المكلف مع رئيس الجمهوريّة، فهم شاهدوا أداء وزراء القوّات كرجال دولة وإن كان هناك وزير خارجيّة قواتي فهو سيمشي بتوجه الحكومة بالتأكيد ولماذا يقوم الوزير جبران باسيل باغلاق الطريق أمامنا من أجل منعنا من الوصول إلى حقيبة سياديّة ونحن صحتنا هو ثلث الحصة المسيحيّة أو ما يوازيها؟"
وأعلن جعجع عن أنّ "تأليف الحكومة من غير القوّات اللبنانية ليس وارداً لأن أغلبيّة الفرقاء السياسيين اللبنانيين يقولون اليوم إن حكومة من دون "القوّات" لا يمكن أن تُألّف وهذا ليس لأننا أبطال وإنما بسبب أدائنا في الحكومة، كما ان الدول المانحة في سيدر يطمئنها وجود القوّات".
وأضاف: " القول إننا كنا نصوّب على أداء وزراء التيار غير صحيح ونحن صوّبنا على أداء وزير واحد في مسألة واحدة وأذكر بأن الوزير سيزار أبي خليل قد أقرّ مراسيم النفط في الحكومة ولم نعترض، إلّا أنّ البواخر فلم ولن تمر ونحن لسنا الوحيدين المعترضين عليها".