وقبل حوالي 3.9 مليار سنة، بعد فترة قصيرة من اصطدام كوكب Theia بالأرض التي كانت عرضة لوابل من الشهب حينذاك، ظهر السلف الأول لجميع الكائنات الحية.
واستخدم العلماء، تقليديا، السجل الأحفوري لتتبع أصول الحياة على الأرض، ولكن، كلما عادوا إلى الوراء في تاريخ الكوكب، أصبحت الدراسة أصعب وأشد تعقيدا.
وأوضحت طالبة الدكتوراه، هولي بيتس، المعدة الرئيسية للدراسة من جامعة بريستول، بالقول إن "مشكلة السجل الأحفوري المبكر للحياة، هي أنه محدود للغاية ويصعب تفسيره، فقد أظهرت إعادة التحليل الدقيق لبعض الأحافير القديمة أنها بلورات، وليست أحافير على الإطلاق".
واستخدمت بيتس وزملاؤها في الدراسة المنشورة في مجلة Nature Ecology and Evolution، مجموعة من البيانات الأحفورية والوراثية لتتبع ما يسمى بـ"Luca"، آخر سلف عالمي مشترك.
وقال المعد المشارك، البروفيسور فيليب دونوخو، إن "الأحافير لا تمثل خط الدليل الوحيد لفهم الماضي، حيث يوجد سجل آخر للحياة، محفوظ في جينات جميع الكائنات الحية".
ومن خلال الجمع بين البيانات من جميع المصادر المتاحة، يستطيع العلماء بناء "الساعات الجزيئية"، استنادا إلى فكرة أن عدد الاختلافات في الشفرة الوراثية بين الأنواع المختلفة، يتناسب مع الوقت منذ أن تشاركت سلفا مشتركا.
وباستخدام المعلومات الموجودة على 29 جينا من مجموع 102 كائن حي، جمع العلماء جدولا زمنيا مع تواريخ ظهور جميع المجموعات الرئيسية لأشكال الحياة، مثل البكتيريا.
وخلص العلماء إلى أن "Luca" الافتراضي كان متواجدا قبل "القصف الثقيل المتأخر"، عندما تحطمت نيازك متعددة على الأرض. وهذا التاريخ يسبق أقدم دليل أحفوري على الحياة، والذي لا يتجاوز عمره 3.8 مليار سنة.
وفي حين ما تزال هناك شكوك، وجد العلماء أن الحياة على الأرض لا يمكن أن تمتد إلى أبعد من 4.5 مليار سنة، عندما اصطدم Theia بالكوكب الوليد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث لم يؤد إلى تناثر قطع من الأرض، شكلت القمر في نهاية المطاف، بل ساهم في "تعقيم" الكوكب وقتل أي حياة موجودة بالفعل على سطحه.
وبما أن الحياة الأولى تتألف من خلايا مجهرية صغيرة، فإنه نادرا ما يتم العثور على الحفريات المتبقية، خاصة تلك التي شكلت مصدرا للكثير من الجدل.