ركزت معظم خطب ورسائل عيد الأضحى في لبنان على وجوب الإسراع بتشكيل حكومة جديدة للتصدي لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
بدوره، ألقى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، خطبة عيد الأضحى المبارك في جامع محمد الأمين، في وسط بيروت، لوجود مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وأم المصلين في حضور ممثل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الوزير جمال الجراح، وشدد على أن «العمل الصالح المقترن بالإيمان هو الضمانة للنهوض، وهو الذي تتحقق به السعادة الحقيقية، والعمل الصالح لا ينحصر في العبادات فقط، بل ينسحب إلى كل ميادين الحياة في السياسة والاقتصاد والفكر والتربية والحياة الاجتماعية».
من جهة أخرى أضاف في خطبته: «في كل هذه المحاور، إن أصلحنا العمل وأتقناه، وقدمنا فيه المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وغلفناه بالأخلاق والخير، تغيرت عندها منظومة الحياة المتعثرة، وتطورت وسارت على إيقاع من الهدوء والصفاء والنجاح. في المقابل، إذا فقد العمل الصالح، فقدت الحياة رونقها وصفاءها. هناك العمل الصالح، وهناك الإفساد في الأرض، وواجبنا أن نحيي العمل الصالح، وندعو له ونسوقه، وأن نطلق فن النصيحة. هكذا تبنى الحضارات، وهكذا تبنى الأوطان، لا بالأحقاد ولا بالطمع ولا بالكراهية، ولا بموالاة الظالم على حساب المظلوم، ولا بتقديم المنفعة الخاصة على المنفعة العامة».
من جهته، طالب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في رسالة عيد الأضحى نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط"، بـ «توطيد العلاقات اللبنانية - السورية، وتفعيل اتفاقات التعاون المشترك»، وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: «اتعظوا من التجارب، وافتحوا صفحة جديدة تعزز عيشكم المشترك وتكرس وفاقكم، ولتكن حكومة الوفاق الوطني نتاج تفاهم اللبنانيين، بعيداً من الإملاءات والضغوطات الأجنبية، فالإسراع في تشكيلها ضرورة وطنية لحفظ لبنان، والنهوض باقتصاده، وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي لشعبه».
أما مفتي صيدا وأقضيتها، الشيخ سليم سوسان، الذي أدى صلاة العيد في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في المدينة الجنوبية، فقال في خطبته: «نحن أمام بلد بلا حكومة، فمتى تتألف وكيف تتألف؟ اللبناني يريد أن ينعم ببلده بالأمن والأمان والسلم الأهلي والعزة والنهوض والاستقرار في وطن سيد حر عربي مستقل، وفي ظل دولة قوية عادلة يحكمها القانون والدستور، لا المزاج ولا الهوى، سلطتها تمتد على كل مرافقها وعلى كل أراضيها».
وأمّ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الصلاة في مقام الأمير عبد الله التنوخي في عبيه، بحضور عدد من الفاعليات الروحية والاجتماعية والأهلية، وألقى خطبة العيد التي قال فيها: «إن صلاح النفوس هو المقدمة الضرورية لصلاح الحال، وكلما تربع المرء فوق سدة المسؤولية، في الشأن العام خصوصاً، كان مطالباً بالإصلاح في ذمته وبضميره أمام الذات وأمام الناس، والأخطر من كل هذا أمام الله الحكيم العادل».
بالمقابل، عبّر رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، عن أمله في أن ينعم لبنان في العيد «بالازدهار والبحبوحة، في ظل حكومة جديدة تعبر عن إرادة الشعب وتطلعاته، بالحفاظ على السيادة والحرية، وانطلاق عجلة إعادة بناء المؤسسات، عبر حسن إدارتها ومحاربة الفساد المستشري فيها»، كما تمنى أن تعيش «المنطقة العربية سلماً وسلاماً، مع انتهاء الأزمات الدموية التي نشهدها اليوم في عدد من البلدان العربية».
وكان لافتاً إقامة صلاة وخطبة عيد الأضحى في سجن رومية، أول أيام العيد، برعاية هيئة رعاية السجناء وأسرهم، التابعة لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، وبتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.