ليست هي المرة الاولى التي يحكى فيها عن سجون حزب الله، ولم يكن الموضوع محل جدال او نقاش اصلا، فمنذ فترة سمعنا وقرأنا كثيرا من المقالات كتبت عن احد مشايخ حزب الله ( الشيخ محمد كوثراني ) اتهمه الحزب بعملية اختلاس مالي وانه مكث لاشهر طويلة في احد سجون حزب الله، حتى ان زوجة الشيخ توجهت برسالة عبر الاعلام الى امين عام حزب الله طالبته وناشدته فيه الافراج عن زوجها
لم يستنكر احد يومها ولم ينف الحزب هذه الواقعة، ومر مرور الكرام حتى عند خصوم الحزب باعتبار ان وجود سجون في مناطق نفوذ الحزب هو امر اكثر من مسلّم به، تماما كوجود قضاء شرعي خاص به يلجأ اليه المتخاصمون، او وجود شبكة اتصالات خاصة، او ترسانة عسكرية او مدارس ومستشفيات او ما الى هنالك
لم افهم كما كثيرين، حملة النفي الموجهة التي أطلقها الحزب مستعينا حتى بريبورتاج ( كوميدي ) عبر قناة الجديد لم يكن موفقا البتة، ولعله اكد ما جاء بمقالة علي مظلوم ابن الشهيد علاء مظلوم وليس العكس، مع حملة طويلة عريضة عبر السوشل ميديا لمحاولة نفي الخبر باستثناء ما جاء على لسان منشد الحزبعلي بركات، حيث اكد الخبرية ولو بطريقة غير مباشرة عندما اعتبر أن الحزب قد خدم ابن الشهيد عندما استحضره من السجون السورية ليكمل " محكوميته " في سجون الحزب !!!!
فالى وقت ليس ببعيد، كنا نقرأ بيانات صادرة عن الحزب نفسه، تتبنى رواية ان " جهاز امن المقاومة " اعتقل احد الارهابيين، او احد المشتبه به بالعمالة مع العدو الاسرائيلي وانه بعد التحقيق معه سوف يسلم ( اذا ارتأ اصحاب الشأن ذلك ) للاجهزة الامنية الرسمية ومن هؤلاء المعتقل جوزيف صادر الذي اعتقل على طريق المطار قبل سنوات ولم يعرف مصيره حتى اللحظة
وبالعودة الى مقالة ابن الشهيد علي مظلوم، فالجديد الوحيد فيها انما كان تحديد اماكن هذه السجون في الضاحية الجنوبية، وليس نفس وجودها، ولعل هذا تحديدا ما اثار حفيظة الحزب وإعلامه، لما قد يشكل هذا الامر من احراج امني واجتماعي للحزب، ومن هنا فقط يمكن ان نفهم ردة الفعل، ليس الا، ختاما لا بد من التذكير هنا ان كل دول العالم حتى الراقية منها يوجد فيها سجون وهذا لا يعتبر عيبا !!