أكدت موسكو عدم وجود أي أجندة خفية لها في سوريا وحثت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، على البدء بتقييم موضوعي للوضع في هذا البلد، بعيدا عن التوجهات الجيوسياسية الخاصة بها.
وجاء هذا التصريح على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في سياق تعليقها على انتقادات وجهها ديفيد ساترفيلد، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، إلى روسيا بشأن دورها في التحضير لعقد اجتماع حول تشكيل لجنة دستورية سورية في جنيف.
وكان ساترفيلد شكك في تصريحات أوردتها بعض وسائل الإعلام حول "استعداد روسيا إلى تنفيذ التزاماتها بشأن المساعدة على إحراز تقدم في غاية الأهمية في العملية السياسية بسوريا"، أي مساهمة روسيا في تشكيل اللجنة الدستورية.
ونشرت الخارجية الروسية إعلان المتحدثة باسمها بهذا الموضوع على موقعها الإلكتروني، حيث قالت: "بالنسبة لنا، تبدو هذه التصريحات غريبة ومدهشة، لأن روسيا بالذات كانت الجهة التي بادرت إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في يناير الماضي بمدينة سوتشي، والذي قرر تشكيل لجنة دستورية للعمل في جنيف".
كما ذكرت زاخاروفا بأن "ممثلين عن روسيا هم من قاموا فيما بعد باتصالات نشطة مع الحكومة والمعارضة السوريتين وشركائها ضمن صيغة أستانا والأمم المتحدة بغية تطبيق مقررات مؤتمر سوتشي".
واتهمت زاخاروفا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بمحاولة تقويض الجهود الرامية إلى تشكيل لجنة دستورية سورية، قائلة إن "العدوان الثلاثي ضد سوريا الذي نفذ بقيادة الولايات المتحدة يوم 14 أبريل الماضي، وتحت ذريعة مفتعلة بـ"استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، أفشل التقدم الديناميكي الذي شهدته عملية تشكيل اللجنة".
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن بلادها "تتبع بثبات واستمرار في المسار السوري نهجا بناء، حيث تسترشد دائما بمصالح التسوية السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 والقرارات التي خرجت بها اجتماعات أستانا وسوتشي ".
وأكدت زاخاروفا عزم موسكو على مواصلة "العمل النشط والمتعدد الأوجه على أساس القاعدة القانونية الدولية المتفق عليها سابقا لصالح تسوية الأزمة السورية".
وأعربت زاخاروفا عن أمل روسيا بأن يتبع جميع شركائها الغربيين المؤثرين، وكذلك الولايات المتحدة، نهجا مماثلا، مضيفة: "ونتوقع منها التخلي عن النظر إلى الوضع في سوريا عبر منظار التوجهات الجيوسياسية الخاصة بها".