أكد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، أمس، «أننا سنحصل على حصّة وازنة في الحكومة، وستكون لنا إمكانيّة أكبر للتأثير في مجريات الأحداث، رغم أن تنين الشر سيقاوم حتى آخر رمق وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان»، وسط المراوحة في تشكيل الحكومة.
بالمقابل، أمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أن تتكلل الجهود والمساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة بالنجاح في أقرب فرصة، تعبّر عن تطلعات اللبنانيين وتحقق أمانيهم بانطلاق عجلة الدولة والنهوض بالوطن نحو الأفضل.
من جهة أخرى، عاد الحديث أمس، عن «حصة الرئيس عون» في الحكومة المزمع تأليفها، إذ أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب شامل روكز، أن «حصة رئيس الجمهورية في الحكومة تختلف عن حصة التيار الوطني الحر، وكل الحصص تتوقف على حجم الحكومة المقبلة ووفق نتائج الانتخابات النيابية».
هذا الملف، حضر أيضاً في تصريح جعجع الذي أكد أن حصة الرئيس تم الاتفاق عليها في «اتفاق معراب»، حيث يكون للرئيس ثلاثة وزراء في حكومة ثلاثينية، فيما يتساوى وزراء «التيار» و«القوات» في الحكومة. وفي معرض حديثه عن الاتفاق، قال جعجع نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط": «لن نتخلى عنه وسنعود إليه في كل مرّة، فهو اتفاق من 4 صفحات في السياسة، والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع تشكيل الحكومة»، لافتاً إلى أن «القوات» اتفقت مع «التيار الوطني الحر» في «اتفاق معراب» على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيراً يكون للرئيس 3 وزراء فيها، فيما البقية تنقسم على «التيار» وحلفائه من جهة، و«القوّات» وحلفائها من جهة أخرى. كما اتفقنا على أن يتم تشكيل لجنة نيابيّة مشتركة بعد الانتخابات يتم عبرها تحديد سياسات العهد، لذلك نحن متمسكون بـ«تفاهم معراب» الذي لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه، ومحاولة أحدهما التملص منه لا يمكن اعتباره سوى انقلاب لأحد الفريقين على الاتفاق.
بدوره، أضاف جعجع، أن «البعض يضع كل جهد ممكن من أجل تخفيض حصة (القوّات) قدر الإمكان من أجل كبح جموح تقدمها الشعبي، فنحن انطلقنا في العمل من كعب الوادي، وتمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه، كما تمكنا من تحقيق هذه النتائج بفضل جهدكم وعملكم وعمل رفاقكم، لذلك يحاولون عرقلة (القوّات) من أجل اللحاق بها، بدلاً من العمل بشكل إيجابي، وبجهد أكبر، من أجل مواكبتها في التقدم ومحاولة التقدم عليها»، وأوضح أنه «يجب ألا نعتبر أن الوضع في البلاد ميؤوس منه، فصحيح أنه يتطلب الكثير من العمل من أجل أن يستقيم إلا أنه بمجرد توافر الحد الأدنى من النية السياسية بالنهوض في الأوضاع، فإننا قادرون على قلب المسار الانحداري إلى مسار تصاعدي بفترة قصيرة لا تزيد عن أشهر عدّة».
من جهته، قال جعحع إن «المشكلة في لبنان تكمن في ذهنيّة سائدة تقوم على عرقلة من يحرز أي تقدم، بدل من وضع الجهد ومحاولة القيام بما يقوم به هو من أجل اللحاق به والتقدم عليه»، مشيراً إلى أن «هدف الحملة التي يتعرض لها وزير الصحة غسان حاصباني هو محاولة إثبات أنهم ليسوا وحدهم الفاسدين، وإنما الجميع كذلك إلا أنهم في نهاية المطاف لن يصلوا إلى أي نتيجة في هذه الحملة، لأن الحقيقة ساطعة كالشمس، فالفاسد فاسد ومن هو غير فاسد هو غير فاسد».