قال باحثون من الولايات المتحدة إنهم عثروا ولأول مرة على دليل مباشر على وجود مياه متجمدة فوق سطح القمر.
وأوضح الباحثون أن هذا الجليد يستتر من ضوء الشمس فوق أرضية حفر مظلمة منذ الأزل موجودة في ثنايا القمر. وقال الباحثون تحت إشراف شوأي لي من جامعة هاواي في دراستهم التي نشرت في العدد الأخير من مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم إن دراسات سابقة خلصت لهذه الحقيقة ولكنهم نجحوا وللمرة الأولى في قياس بصمة جزيئات المياه (H2O).
وحسب الدراسة فإن الجليد المائي فوق سطح القمر يمتزج بقوة مع صخور القمر.
قام الباحثون خلال الدراسة بتحليل نتائج بيانات تم رصدها باستخدام جهاز رصد المعادن المحمول على مسبار «شاندرايان 1» الفضائي الهندي.
ويقيس هذا الجهاز الإشعاع الموجود في نطاق الأشعة تحت الحمراء.
تبتلع جزيئات الماء هذه الأشعة في وجود موجات أشعة خاصة، وهو ما ينحفر وكأنه نوع من البصمة في طيف الإشعاع. هذه البصمة المميزة هي بالضبط التي رصدها الباحثون.
وقال الباحثون إن دراسات سابقة لم تستطع التمييز بين الهيدروجين (H) والهيدروكسيل (OH) والماء (H2O).
وحسب الدراسة الجديدة، فإن الجليد المائي لا يوجد سوى في نحو 5.3 في المائة من الحفر المظلمة منذ الأبد. وأشار الباحثون إلى أن هذا الجليد ممزوج مع ما يعرف بالبطانة الصخرية للقمر، ولا تكون أكثر من 30 في المائة من كتلة هذا المزيج.
وبذلك تتميز هذه الكميات المتواضعة وربما شديدة القدم من المياه الموجودة على سطح القمر عن تلك الموجودة على كوكب عطارد أو كوكب سيريس القزمي على سبيل المثال، وهما الكوكبان اللذان كشفت دراسات سابقة عن وجود كميات أكبر من المياه النقية تقريبا على سطحهما.
وقال الباحثون إن ذلك يدل على أن جليد القمر تراكم بشكل يختلف عن الجليد الذي تجمع في تجمعات المياه الباردة على سطح الكوكبين الآخرين.
وأوضح الباحثون أن فهم سلوك المواد الطيارة مثل المياه على سطح الأجرام السماوية للنظام الشمسي من الداخل يحتاج دراسات أدق.