أكد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في خطبة وصلاة عيد الأضحى ان "رسالة عيد الاضحى تختزن معاني الامتثال والاخلاص لله تعالى التي تجعل العبد في موضع التكريم الالهي الذي يشتمل على كل معاني الخير والبركة والصلاح والعطاء، وعيد الأضحى دعوة لإدخال السرور على قلوب المؤمنين، وهو فرصة لتآلف القلوب وتقاربها فلننتهزها في طاعة الله ورضوانه، فنكون محبين للخير داعين للسلام متسامحين بعيدين عن كل ما يضر بالإنسان وبكرامته. من هنا فاننا نطالب قادة العرب والمسلمين بوقفة ضمير، والامتثال لامر الله في الوحدة والانصاف والتعاون على البر والتقوى، ونبذ الخلافات والمبادرة الى التشاور لحل الازمات في بلادنا ووقف نزيف الدم تمهيداً لانتاج حلول سياسية تحقن الدماء وتعيد الامن والاستقرار الى اليمن وسوريا والعراق والبحرين وتعيد تصويب البوصلة باتجاه نصرة فلسطين ودعم شعبها وانقاذ مقدساتها، مما يحتم على الجميع ان يعملوا على بناء الجسور في ما بينهم كي نكون جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا في مسيرة الإصلاح والمصالحة، رحمة بشعوبنا المنكوبة بفعل المجازر والتشريد، ووفاء لفلسطين الجريحة التي يسطر اهلها اسمى البطولات لحفظ هويتها وانقاذها من براثن التهويد".
ووجه قبلان خطابه الى اللبنانيين بالقول: "اتعظوا من التجارب وافتحوا صفحة جديدة تعزز عيشكم المشترك وتكرس وفاقكم ،ولتكن حكومة الوفاق الوطني نتاج تفاهم اللبنانين بعيداً عن الاملاءات والضغوطات الاجنبية، فالاسراع في تشكيلها ضروة وطنية لحفظ لبنان والنهوض باقتصاده وتحقيق الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي لشعبه، فاللبنانيون تواقون لتشكيل حكومة ترعى مصالحهم وتسهر على امنهم واستقرارهم فتقوم بواجباتها تجاه المواطنين في تأمين الكهرباء دون تقنين وتوفير الاستشفاء لكل مريض والتعليم لكل تلميذ وقروض السكن لكل محتاج، ونحن اذ نشدد على ضرورة النهوض الانمائي لكل مناطق لبنان فاننا نرى الواجب الوطني يستدعي الاسراع في تشكيل مجلس انمائي لمناطق عكار والبقاع يتولى مهام انماء هذه المناطق المحرومة".
وطالب قبلان السياسيين بان "تكون مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارت، فهذه المصلحة ترتكز الى الثوابت التي حمت لبنان وحفظت استقراره، وفي طليعتها التمسك بوحدة الشعب والجيش والمقاومة، وعلى المسؤولين ان يرتقوا الى تضحيات الجيش اللبناني والقوى الامنية والمقاومة الذين حفظوا امن الوطن والمواطن بدحرهم الارهاب التكفيري عن ربوع وطننا وتحرير ارضنا من رجس الاحتلال الصهيوني، ونحن اذ نوجه تحية الاجلال والتقدير الى شهداء الجيش والمقاومة والجرحى الذين يسجل الفضل الاول لهم بانقاذ لبنان من شر الارهاب، فاننا نطالب السياسيين ان يتجاوزوا كل العقد التي تسقط امام المخاطر الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تهدد اللبنانيين في استقرارهم، وعلى الجميع ان يعملوا لتفعيل دور لبنان في اعادة اعمار سوريا وتسهيل صادراته عبر معابرها وعودة النازحين السوريين الى ديارهم، لذلك نطالب بتوطيد العلاقات اللبنانية السورية وتفعيل اتفاقيات التعاون المشترك التي تحقق مصلحة لبنان وشعبه وتعود بالنفع الى الشعبين والدولتين الشقيقتين".