سماحة السيد تحية وسلاماً، وبعد ...
بعد أن ألقيت كل ما لدي من حجج وانقطعت بي السبل عمدت بالأمس الى نشر مقال حول سجون الحزب التي كنت أحد ضحاياها وما فيها من انتهاكات لحقوق الحيوان فضلا عن الانسان، فأيدني البعض، وأبدى البعض الآخر صدمته، فيما شتمني جمهور الحزب (مدمن السذاجة وعدو الوعي) كعادته واتهمني بالتلفيق والكذب والعمالة وغيرها من المصطلحات التي -للأسف- لا يفقهون سواها.
سماحة السيد ...
أنا لم ألجأ الى الكتابة والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي الا بعدما أُقفلت في وجهي كل أبواب حزبك ونوافذه، سيما أبواب الجهات القضائية التي يفترض أنها معنية عن تحصيل حقوق المظلومين.
وأنا مذ خرجت من سجن الحزب لم أترك وسيلة تنظيمية لايصال صوتي طالبا انصافي معنويا بالحد الأدنى بعد اتهامي في بيئتي بأنني تاجر مخدرات تارة وتاجر سلاح تارة اخرى، وغيرها من التهم الجاهزة لكل من خالف جماعتك او انتقد فسادهم.
أنا يا سماحة السيد لجأت بعد خروجي من السجن الى كثير من مسؤولي الحزب طالبا انصافي، كان ابرزهم الوزير حسين الحاج حسن، إلا أنني لم اصل الى اي نتيجة، بل كنت اتعرض للتهديد والتخوين والابتزاز.
كما أن بعض مسؤولي حزبك عرضوا علي المال مقابل السكوت ولكني أبيت لأن كرامتي لا يوازيها مال الدنيا كلها.
إقرأ أيضاً: إنها المهزلة ... فلتُغلق سجون حزب الله في لبنان
كما أنني لجأت الى المكتب التنظيمي (الشيخ عبد الرؤوف يزبك) الذي طلب مني مراجعة القضاء الشرعي، فطرقت باب قاضي بيروت السيد يوسف ارزوني الا انه رفض مقابلتي، وحين طلبت منه تحديد موعد آخر لم يوافق، فكتبت مقالا عما اعرفه من فساد هذا الرجل ولست نادما على ذلك.
واليوم قررت أن أراسلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي علّ في حزبك بقية ممن يخافون الله ويحرصون على مصلحة الحزب فيوصلون صوتي.
سماحة السيد، اليك قصتي ...
في أحد الايام كان صديقي متوجها الى الاراضي السورية فدعاني لمرافقته فوافقت علّي أتفسح وأحظى بزيارة المراقد المقدسة، وكنت أحمل مسدساً شخصياً غير مرخص.
وحين وصلنا الى احد الحواجز السورية تم تفتيش السيارة كاجراء روتيني فتبين ان صديقي كان يحمل كمية من حشيشة الكيف وهو أمر لم اكن اعلم به حتما، كما ضبطوا مسدسي، فتم توقيفنا ونقلنا الى احد المخافر.
وحتى لا اطيل، فقد تعرضت -طبعا- لدى السوريين للتعذيب بكل الوسائل كان ارحمها الكهرباء، الى أن تبين لديهم بعد مدة أن لا علاقة لي بموضوع الحشيش، فتمت ادانتي بحيازة سلاح غير مرخص، ولو أنه ثبت للسوريين تورطي بموضوع المخدرات أو تجارة السلاح لمكثت في سجونهم الى يوم يبعثون.
وبعد أشهر من توقيفي قاموا بتسليمي لحزبك فيما بقي صديقي موقوفا لديهم.
وهنا أؤكد أن احدا من الحزب لم يتدخل رسميا باعتبار أنني ابن شهيد قائد لاطلاقي من سجون السوريين، الا قلة من معارفنا الذين تدخلوا بصفة شخصية.
وفي سجن الحزب بدأت مسيرة المعاناة.
نقلني جلاوزة الأمن الحزبي الى احد السجون في بئر العبد، وفي اليوم الاول بقيت مكبل اليدين من الخلف ملفوفا بغطاء سميك ملصق الفم لمدة تزيد عن ٢٤ ساعة كنت خلالها اتعرض للضرب باستمرار من اشخاص اعرف وجوههم واسماءهم.
إقرأ أيضاً: الوجه الآخر لحزب الله : سجون وزنازين انفرادية وإذلال وتعذيب!!
ولا اخفيك انني بعد اطلاقي بحثت عنهم كثيرا ولكنني لم اعثر عليهم حتى اللحظة وما زال البحث مستمرا.
تسعة أشهر من التعذيب بشتى الوسائل كنت امكث خلالها في منفردة صغيرة لا ارى فيها الشمس، وكانت تتعرض خلالها والدتي لكافة انواع الاذلال لكي يسمحوا لها بزيارتي، وكانوا احيانا يمنعونها من رؤيتي لمدة شهرين متتاليين.
وبعد ضغوطات من عائلتي تم اطلاق سراحي، فلجأت كما قلت سابقا الى الجهات المعنية لانصافي ولكن لم احصل على حقي، وبدأت بالكتابة عن كثير مما اعلمه من فساد مسؤولي حزبك باعتبار أنني كنت لمدة طويلة منظما في صفوفه، لذا تعرضت من همج الحزب لحملة تسقيطية فاتهموني بتجارة المخدرات والسلاح وغيرها من التهم السخيفة حتى وصلت بهم الامور الى اتهامي بالعمالة!!!
سماحة السيد ...
ها انا اراسلك والقي الحجة مجددا لعلك تقرأ هذه السطور فتحق الحق وتأمر بمحاسبة من يسيئون للحزب ويضعونه على حافة الانهيار، وكل مطلبي هو أن يصدر عن الحزب بيان توضيحي حول ما حصل معي وبذلك يخرس الجمهور الغبي ويكف عن اطلاق الاتهامات بحقي وهتك حرمتي وانتهاك كرامتي.
كما اطالب المسؤولين الذين رفضوا مقابلة والدتي حين كنت في السجن واغلقوا ابوابهم في وجهها بتقديم الاعتذار لها.
وأقول لكم أنه لم يعد لدي ما اخسره، وان هذه الروح أمانة الله يأخذها أنى وحيث شاء، وما كان لمخلوق أن يخالف قضاء الله وقدره، والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والسلام على من انصف مظلوما وحاسب فاسدا ...