واستهل جعجع كلمته بالقول: "عندما نجتمع تعود روح القضية إلينا وندرك ما قيمة الذي يجري حولنا. فمجرد أن نلقي نظرة إلى الصالة ونرى كيف تجمع أفرادا من المناطق كافة ندرك ان ما يجمعنا هو القضية التي هي روح تاريخية متجذرة في هذه الأرض منذ أيام أجدادنا. يقولون إننا حزب سياسي، إلا أن الحقيقة هي أننا حزب القضية، فنحن نعمل في السياسة من أجل القضية وليس العكس، كالذي يسود في هذه الأيام. صحيح أننا تعرضنا لظلم كبير منذ عشرات السنوات حتى اليوم ولم يتركوا أي نقطة سوداء إلا وحاولوا رميها علينا، إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح".
وأضاف: "ما تحملناه لا يمكن لاحد أن يتحمله، فقد بدأ تشويه صورتنا بشكل ممنهج منذ أيام الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل، حيث كان يشترط على أي سياسي يحاول التقرب من النظام السوري أن يكون ضد "القوات" من أجل كسب ودهم، إلا أننا بقينا نثابر إلى حين تمكنا من أن نتمثل بأربعة وزراء في الحكومة، ساهموا إلى جانب نوابنا في محو الصورة البشعة التي حاولوا إلصاقها بنا، لذلك لا يصح إلا الصحيح، وإن استمر الفرد بالمثابرة فهو لا بد واصل إلى أهدافه".
ولفت جعجع إلى أن "هذه السنة بدأت بشكل جيد مع أداء وزرائنا في الحكومة، إلا أنها ما لبثت أن تحسنت وأصبحت جيدة جدا مع الإنتخابات النيابية حيث كنا نخوض المعركة وحدنا. وبالرغم من كل التكتلات التي واجهتنا وحاولت إضعافنا فقد أتت النتائج مخالفة لكل التوقعات، لذا أعتقد أنه خلال هذه السنة استعادت "القوات" جزءا من حقها، فيما جل ما يحاولون القيام به اليوم هو التهرب من نتائج الإنتخابات عبر تأليف الحكومة التي لا تتشكل لأن البعض لا يريدونها أن تنبثق على أساس نتائج الإنتخابات النيابية".
وتطرق جعجع إلى "تفاهم معراب"، مشددا على "أننا لن نتخلى عنه وسنعود إليه في كل مرة، فهو إتفاق من 4 صفحات في السياسة والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع تشكيل الحكومة. فنحن قد اتفقنا على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيرا يكون للرئيس 3 وزراء فيها فيما البقية تنقسم على "التيار" وحلفائه من جهة و"القوات" وحلفائها من جهة أخرى. كما اتفقنا على أن يتم تشكيل لجنة نيابية مشتركة بعد الإنتخابات يتم عبرها تحديد سياسات العهد، لذلك نحن متمسكون بـ"تفاهم معراب" الذي لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه لا يمكن اعتبارها سوى انقلاب لأحد الفريقين على الإتفاق".
وتابع جعجع: "يضع البعض كل جهد ممكن من أجل خفض حصة "القوات" قدر الإمكان لكبح جموح تقدمها الشعبي. فنحن إنطلقنا في العمل من كعب الوادي وتمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه كما تمكنا من تحقيق هذه النتائج بفضل جهدكم وعملكم وعمل رفاقكم، لذلك يحاولون عرقلة "القوات" من أجل اللحاق بها بدلا من العمل بشكل إيجابي وبجهد أكبر من أجل مواكبتها في التقدم ومحاولة التقدم عليها".
وشدد على أن "هذه المرة الأولى نلتقي ولسنا فقط فرحين في محافظتنا على أنفسنا وتاريخنا وإنما فقد أصبحنا اليوم نؤثر على مسار الأمور في البلاد".
وأوضح أنه "يجب ألا نعتبر أن الوضع في البلاد ميؤوس منه. صحيح أنه يتطلب الكثير من العمل من أجل أن يستقيم، إلا أنه بمجرد توافر الحد الأدنى من النية السياسية للنهوض بالأوضاع، فنحن قادرون على قلب المسار الإنحداري إلى مسار تصاعدي بفترة قصيرة لا تزيد عن أشهر عدة".
وختم جعجع: "أؤكد لكم أننا سنحصل على حصة وازنة في الحكومة وسيكون لنا إمكان أكبر للتأثير في مجريات الأحداث بالرغم من أن تنين الشر سيقاوم حتى آخر رمق وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان".