دخلت البلاد في فترة جمود وشلل اضافية ستمتد الى نهاية الاسبوع المقبل واقعيا اي الى ما بعد عطلة عيد الأضحى التي تبدأ رسميا ودينيا الثلثاء المقبل وتستمر ثلاثة ايام اي الى الجمعة المقبل، وهو الامر الذي يعني انعدام اي تحرك سياسي مهم وبارز قبل عودة التحركات الرسمية والسياسية بعد الأضحى.
واذ غادر الرئيس المكلف سعد الحريري بيروت بعد ظهر امس الى الخارج لتمضية عيد الأضحى في اجازة عائلية استبعدت اوساط معنية بالمشاورات والاتصالات الخاصة بمأزق تشكيل الحكومة ان تطرأ اي تطورات ايجابية في شأن حلحلة العقد الخفية والمعلنة التي تعترض عملية التأليف في افق قريب منظور وحتى في ما تبقى حتى نهاية آب الحالي. وقالت هذه الاوساط انها تتخوف من ان يكون عامل استهلاك الوقت او حرقه الذي اشار اليه اول من امس رئيس مجلس النواب نبيه بري قد صار ورقة توظيف ضاغطة او سلاح ابتزاز يرفع في وجه الرئيس المكلف تحديدا وليس العكس ابدا لان لا مصلحة الحريري ولا مصلحة العهد ايضا بطبيعة الحال هي في استزاف رصيد كل منهما وأظهار هما عاجزين عن ادارة استحقاق تشكيل الحكومة . واشارت الى ان ما يثير المخاوف من ان تكون لعبة حرق الوقت ماضية ضمنا هو الجفاف الشامل الذي يشهده الواقع الداخلي اذ افتقدت في الفترة الاخيرة حركة اللقاءات والمشاورات المباشرة بين المعنيين كما لو ان احدا لم يعد يرغب في حرق أصابعه في زمن الانتظار المجاني الذي يسرق الوقت من الجميع . ولكن الاوساط شددت على استبعادها تجاوز الازمة خطوطا غير عادية من مثل ترجمة المواقف النافرة التي أطلقها بعض حلفاء النظام السوري اخيرا والتي لم تلق اي استجابة من قوى سياسية نافذة ضمن تحالف قوى 8 آذار الامر الذي يسقط الغطاء السياسي عن اي مواقف مماثلة لا تحظى بالواقعية اللازمة .
وقالت ان الحريري يبدو كمن وقع بين مطرقة الضغوط التي يتعرض لها لتطويع مهمته كرئيس مكلف وإرغامه على السير بمطالب ذات طابع خارجي بلباس داخلي وسندان الضغوط الطبيعية للناس عشية أيلول المدارس والجامعات . وهذا الامر يجعل الاستحقاق الحكومي يدخل مرحلة شديدة الحساسية بل مصيرية لجهة تخليص الاستحقاق والبلاد من استحضار تجارب جربت عهد الرئيس أميل لحود وسرعان ما برز عقمها . وقالت ان هذه المهمة ستواكب التطلعات الى استحقاقات اخرى لا تقل خطورة واهمية وأبرزها انعقاد الجلسات الحاسمة للمحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري اعتبارا من العاشر من أيلول لبت ملف الأدلة المقدمة من كل الاطراف والتي تلعب دورا حاسما في تكوين الحكم النهائي في هذه القضية الذي سيصدر في وقت لم يعد بعيدا .
ولعل هذا العامل المهم يشكل بدوره احد العناصر الخفية في الضغوط والتعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة بسرعة بعدما بدأ استحقاقها يتحول الى ازمة فعلية.