"إنّه يجعل من يتنشقه يشعر بقوة خارقة"، و"بعد تنشق بودرة "غبار القرد"، بريطانيون يأكلون وجوه الناس وينتحرون بالقفز من أمكنة مرتفعة"، "بريطانيون يتصرفون كأنهم موتى- أحياء ("زومبي"): يأكلون لحوم البشر وينتحرون"... بتلك العبارات وما يشبهها، تحدثت وسائل الاعلام العالمية، خصوصاً البريطانية كصحيفة "ميرور"، بتقارير مقلقة عن عقار هلوسة جديد اسمه "غبار القرد" Monkey Dust الذي يعتبر الأحدث في سلسلة العقاقير التي تروّج في أوساط الشبيبة، خصوصاً هواة الموسيقى الإلكترونية، سعياً للوصول إلى مستويات عالية من النشوة والشعور بالسيطرة والتفوق.
كذلك اشتُهِر العقار البريطاني الجديد بأسماء كـ"غبار الزومبي" و"غبار أكلة لحوم البشر" و"العقار الجديد لتفكيك الشخصيّة" وغيرها.
يجدر وضع بعض الحقائق الأساسيّة عن ذلك العقار الذي يشبه كثيراً عقارات كالـ"أمفيتامين" و"آل أس دي" و"سالفيا" و"الحوت الأزرق" وسواها.
وتحدث تقرير الـ"ميرور" عن تأثيرات شتّى لعقار "غبار القرد". ويشمل ذلك أنه يُدخل من يتناوله في حال فصاميّة تشبه الشيزوفرينيا، مع هلوسات بصرية (رؤية أشياء غير موجودة تكون مبهجة ومنتشية، أو محزنة ومحبطة ومُحَطِّمة)، وأفكار غير واقعية كوهم امتلاك قوة جسدية فائضة تجعل السيطرة عليهم عند العلاج صعبة تماماً وغيرها. ولعل الأسوأ هو ذلك الشعور الفائض بالاضطهاد وأوهام عن وجود من يحاول القضاء عليهم، ما يدفعهم الى الانتحار وغيرها.
حقائق رئيسية عن "غبار القرد"
وإضافة إلى ذلك، يجدر التنبّه الى الحقائق الخمس التالية عن "غبار القرد":
1- الاسم العلمي لذلك العقار هو "آم دي بي في" MDPV، ويأتي على شكل غبار بلون بني فاتح، مع قليل من الرائحة.
2- يجري تناوله عن طريق التنشق، وأحياناً عبر التدخين. وهناك من يدخله إلى جسمه عن طريق الفم أو الشرج أو حتى حقناً في الوريد. وتترافق الطرق الأخيرة مع مخاطر الإصابة بالإيدز أو فيروس التهاب الكبد. ويظهر مفعوله خلال نصف ساعة، ويصل ذروته خلال ساعة، ثم يخبو خلال 4 ساعات.
3- تبدأ الجرعة الفعّالة من "غبار القرد" بقرابة 3 ملليغرامات، والجرعة السائدة بين متناوليه تتراوح بين 5 و10 ملليغرامات. وتأتي البودرة التي تحتوي 5 ملليغرامات على هيئة بودرة بحجم رأس عود ثقاب!
4- من غير المعروف حتى الآن إن كان عقار "غبار القرد" يوصل الى الإدمان أم لا. ويفتح ذلك باباً للأمل بسرعة التخلص منه وعدم العودة إليه.
5- العقار ممنوع من الاستخدام والتداول في الدول الأوروبية كلها، وكذلك الحال في الولايات المتحدة، بل هو موضوع في لائحة المواد المحظورة مع تشديد العقوبات في التناول والتداول.