سرد الإعلامي قاسم قصير مسيرته المهنية طوال 40 عاما , عبر بوست نشره على حسابه في الفايسبوك .
وجاء في البوست ما يلي :
" اربعون عاما من العمل في الاعلام والتوثيق والصحافة والعلاقات العامة:التعلم المستمر في ظل تغير الظروف والحياة
في العام 1978 قررت الدخول الى كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية لدراسة تخصص التوثيق بناء لنصيحة من الصديق الاخ الدكتور عباس مزنر ( وكان انذاك طالبا في الكلية) ، وكنا زملاء في الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين ، وقد نصحني بدراسة التوثيق وعلم المعلومات نظرا للحاجة الى ذلك ، ولان من يتعلم التوثيق والارشيف يمكن ان يعمل في الاعلام، واما من يدرس الاعلام فمن الصعب ان يكون موثقا نظرا لان علم التوثيق يحتاج لدراسات خاصة، وفي الوقت نفسه تقدمت الى كلية ادارة الاعمال في الجامعة نفسها ، كما حاولت الدخول الى عدة جامعات واختصاصات اخرى ( جامعة بيروت العربية، الجامعة اليسوعية، كلية العلوم ) ، ولكن والحمد لله نجحت في امتحان الدخول للاعلام وادارة الاعمال ، وبدأت الدراسة فيهما ، لكنني بعد عام ونصف ، لم استسغ الاستمرار في الادارة والمحاسبة وامور المال ، وقررت التفرغ لدراسة التوثيق والعمل في مجالات التوثيق والاعلام، مع العلم انني كنت انوي السفر الى ايطاليا لدرسة الزراعة والعودة للعمل في جنوب لبنان ، ودرست اللغة الايطالية، وحصلت على قبول من جامعة باري جنوب ايطاليا، لكن الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978 دفعني للتخلي عن هذا الخيار والبقاء في لبنان والانتساب الى مناصري حركة فتح بدعم من ابن خالتي الحبيب حسن قشور وتلقي دورات تدريب من اجل المساهمة في المقاومة ، وان كنت لم اتابع هذا الخيار لاسباب عديدة.
واما حبي للاعلام فقد بدأ مبكرا في حياتي وخاصة خلال الحرب الاهلية عام 1975 فقد كنت احب مطالعة الصحف والمجلات وارسلت بعض نصوصي الى جريدة النداء الشيوعية ومجلة الجمهور ، وكنت مواظبا على قراءة مجلة الانباء التي يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي وكنت معجبا بنصوص ومقالات رئيس الحزب الاستاذ كمال جنبلاط وحاولت الانتساب الى الحزب فلم يقبل طلبي ، وكنت احفظ بعض ما ينشرها فيها من نصوص ، كما ساهمت في لوحات الحائط في ثانوية طريق الجديدة وفي العمل الاعلامي في الكشاف المسلم ، وقد برزت خلال ذلك موهبتي بحب الاعلام والكتابة، ونشرت نصوصا ادبية وساسية. وعملت ايضا في صوت لبنان العربي ( المرابطون) باشراف الزميل علي صفا وقدمت برنامجا اذاعيا لكنني لم استمر.
واما بداية عملي الاعلامي والتوثيقي فكانت من خلال الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين وبتشجيع من احد المشرفين عليّ (الحاج محمد رعد) وكان مسؤول الاعلام في الاتحاد واليوم هو رئيس كتلة الوفاء المقاومة) ، اضافة لتشجيع من بقية المسؤولين في الاتحاد والذين لا يمكن ذكرهم جميعا حاليا ، وبتوجيه غير مباشر من العلامة الشيخ علي كوراني والذي كان انذاك يشرف على حزب الدعوة الاسلامية ومؤسساته في لبنان.
وقد عملت في الاتحاد في اصدار مجلة البيان التربوية ومجلة المنطلق الفكرية السياسية ، لكن عملي الاعلامي الاهم كان في مجلة الامان السياسية والتي كانت تصدرها الجماعة الاسلامية في لبنان ( احد فروع الاخوان المسلمين في لبنان) وكانت برئاسة الاستاذ ابراهيم المصري والذي تعلمت على يديه بدايات العمل الاعلامي التطبيقي من حوارات ومقابلات وتقارير.
ومنذ ذلك الوقت انطلقت في العمل الاعلامي وكانت من اجمل التجارب الاعلامية اصدار نشرة اهل الثغور خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 1982 بالتعاون مع عدد من الاخوة في اللجان الاسلامية ، كما كنت مواكبا لكل الاصدارات الاعلامية في الساحة الاسلامية من مجلة الوحدة التي كان يشرف عليها الدكتور عبد الحسن الامين ، الى مجلة العرفان برئاسة فؤاد الزين ، وصوت الشبيبة الاسلامية ومجلة الحكمة وغيرها من المجلات والصحف الاسلامية.
واضافة لانجاز الحصول على شهادة الليسانس في التوثيق ، عدت ودرست الاعلام والصحافة واخذت شهادة ليسانس اخرى ، وكان يفترض ان انال شهادة الماجيستر في الاعلام الاسلامي من كلية الامام الاوزاعي للدراسات الاسلامية لكنني للاسف لم اتابع الداراسة لظروف خاصة.
كما تعرفت انذاك على عدد كبير من علماء ومفكري لبنان وابرزهم المرجع السيد محمد حسين فضل الله والامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والعلامة الشيخ فيصل المولوي والعلامة الشيخ سعيد شعبان والمفكر الدكتور فتحي يكن وغيرهم ، وعملت بشكل خاص مع العلامة السيد فضل الله على الصعيد الاعلامي وذلك بشكل استشاري.
ومن ثم عملت في السفارة الايرانية في بيروت عدة سنوات ، وخلال ذلك كنا نعمل في مجلة الوحدة الاسلامية التي اصدرها تجمع العلماء المسلمين ، كما اقمت مؤسسة اعلامية خاصة لاصدار التقارير السياسية المتنوعة ، وساهمت في بدايات العمل الاعلامي والسياسي لحزب الله وان كنت لم ارغب في الاستمرار في العمل الحزبي والتنظيمي فاستقلت من المجلس السياسي الاول للحزب وفضّلت العمل الاعلامي الحر.
وكانت ثانية تجربة اعلامية مهمة في الاعلام السياسي بعد مجلة الامان ( والتي توقفت لفترة من الزمن في الثمانينات ومن ثم عادت في التسعينات) العمل في مجلة العالم التي كانت تصدر في لندن ويرأس تحريرها الدكتور سعيد الشهابي ومدير التحرير الاستاذ عادل الاحمر ( احد اوائل الاعلاميين في الساحة الاسلامية) ، وكان مراسلها في لبنان الصديق الاستاذ كامل فاعور والذي طلب مني مساعدته في العمل في مكتب بيروت ، ومن ثم ونظرا لعمله في مجلة الموقف العربي فقد استلمت لوحدي مكتب بيروت ، وكان العمل في مجلة العالم من اهم تجاربي الاعلامية لانها كانت مجلة سياسية ووحدوية ويعمل فيها شخصيات متنوعة وهامة وعدد كبير منهم اصبحوا وزراء وشخصيات فاعلة.
وعملي في مجلة العالم لم يمنعني من العمل في تجارب اعلامية اخرى وخصوصا في اجواء الساحة الاسلامية وساهمت وعملت في معظم المؤسسات التي اقيمت ومنها جريدة العهد واذاعة النور وتلفزيون المنار ، وجريدة القرار واذاعة الايمان ومجلة الوحدة الاسلامية ، واقمت بالتعاون مع الزملاء النائب الدكتور حسن فضل الله والدكتور خضر الموسوي والزميل علي الامين مؤسسة افق للخدمات الاعلامية ، وشاركت في العديد من الدورات التدريبية للاعلاميين في الساحة الاسلامية وفي مجلس التخطيط الاعلامي الاسلامي ، ولم ارغب في تولي مسؤولية الاعلام في حزب الله لظروف خاصة وكي ابقى اعمل بشكل حر ، وان كنت تعاونت مع كل الذين تولوا مسؤوليات اعلامية في الساحة الاسلامية.
وقد عادت مجلة الامان للصدور في العام1994 وعدنا للعمل فيها ، في حين توقفت مجلة العالم عن الصدور في العام 1997 تقريبا ، وكنت اعمل خلال ذلك في عدة مؤسسات اسلامية ومنها هيئة دعم المقاومة الاسلامية وجمعية المبرات الخيرية وجمعية العطاء الخيرية.
وبعد ان كنت ساهمت في تأسيس تلفزيون المنار ولم اتابع العمل فيه لفترة من الوقت ، عدت للعمل فيه مرتين ، الاولى في رئاسة تحرير القسم المحلي ، والثانية في تقديم برنامج "بدون احراج " والذي برز انذاك (في العمل 1996) كأحد البرامج المميزة والحوارية في الاعلام الاسلامي ، وتلقيت دعما كبيرا من المشرفين على التلفزيون والاعلام في حزب الله ومنهم الاخ محمد عفيف والشيخ علي ضاهر والشيخ ناصر اخضر والحاج نايف كريم ، لكن للاسف وبسبب نشري مقالا نقديا لحزب الله وادائه في الانتخابات النيابية عام 1996 فقد تم ايقاف برنامجي في تلفزيون المنار وابتعادي عن اجواء التواصل مع اعلام الحزب ، لكنني بقيت اعمل لفترة في عمل هيئة دعم المقاومة الاسلامية برعاية وتوجيه من رئيسها انذاك الشيخ حسين كوراني ، اضافة الى انني بدأت اكتب مقالات في جريدتي السفير والنهار بدعم من الصحافي الراحل جوزيف سماحة والاستاذ جهاد الزين ، وقد نشرت العديد من المقالات المهمة انذاك حول الحركات الاسلامية. وقد اصدرت في تلك الفترة كتيبا صغيرا من وحي الاجواء الصعبة التي عشتها بعد ايقافي عملي في تلفزيون المنار اسميته : "ضد الصمت" عن دار الصفوة ، وهو ذو طابع ادبي انساني رغم بعض ملامحه السياسية.
كما تعاونت في تلك الفترة مع الامين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي في بعض الاعمال السياسية والاعلامية والثقافية، لكنني لم اتابع هذا العمل لاسباب عديدة ، كما بدأت بتوثيق علاقاتي مع العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية كالمجلس الثقافي للبنان الجنوبي والحركة الثقافية في انطلياس ودار الندوة ومركز دراسات الوحدة العربية ومركز ناجي علي الثقافي وغيرها من المؤسسات الثقافية.
لكن التطور الاهم والجديد في عملي الصحافي كان الدخول الى جريدة المستقبل والتي كان الرئيس رفيق الحريري قد قرر اصدارها ، وكلف المهندس فضل شلق والاستاذ فؤاد نعيم والاستاذ عبد الستار اللاز الاشراف على التأسيس ، لكن الزميل والصديق المرحوم نصير الاسعد هو الذي ساعدني للدخول الى الجريدة ، بعد ان تعرفت عليه عن طريق الزميل علي الامين ، ونشأت مع الاستاذ نصير صداقة وزمالة رائعة، ومن خلال هذه الزمالة وبسبب اهتمامي بحزب الله والحركات الاسلامية ، فقد نسجنا انا والاستاذ نصير علاقات مميزة مع معظم العلماء والحركات الاسلامية واصبحت جريدة المستقبل تنشر المقالات والتحقيقات المهمة عن الحزب والحركات الاسلامية، واصبح الاستاذ نصير صديقا لكل قادة الحزب وبعض الحركات الاسلامية كالجماعة الاسلامية وحركة حماس.
وقد ساعدني العمل في جريدة المستقبل في اقامة علاقات متنوعة مع الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاعلامية ودخلت الى نقابة المحررين واصبحت معروفا في الاوساط الاعلامية والدبلوماسية بكوني احد المتخصصين في الحركات الاسلامية.
وفي الوقت نفسه تعاونت مع الزميل علي الامين والدكتور عبد الحسن الامين في مجلة النور الصادرة في لندن ، كما عملنا مع الزميلين علي الامين وفيصل عبد الساتر وزملاء اخرين في تأسيس ملتقى الثلثاء الثقافي في بئر العبد ومن ثم منتدى الحوار في برج البراجنة .كما عملت مع دار الحدائق ومجلة احمد للاطفال . كما كنا نشارك في لقاء اسلامي خاص باسم جلسة الثلثاء بدعم من المرجع السيد محمد حسين فضل الله وبالتعاون مع بعض الاخوة ولايزال هذا اللقاء مستمرا بشكل اسبوعي باسم منتدى الحوار الثقافي.
وفي العام 1998 انتخبت عضوا في بلدية ديرقانون النهر وعملت خلالها في العمل الاعلامي والاجتماعي وكانت تجربة جميلة.
ولاحقا وبالتعاون مع الزميلين علي الامين وفيصل عبد الساتر انشأنا مجلة شؤون جنوبية والتي كانت تجربة مهمة في العمل الصحافي المناطقي وشكلت مساحة مهمة لمساعدة لزملاء الشباب للعمل ، كما اسسنا مع الزميلة مارلين خليفة وزملاء اخرين جمعية ميديا للتدريب الاعلامي ، واسسنا بعدها موقع شؤون جنوبية ، لكن للاسف لم تستمر هذه التجربة على الاسس نفسها التي بدأنا فيها مما ادى لابتعاد الزميل عبد الساتر عنها اولا ، ومن ثم قررت ايضا الانفصال النهائي عن هذه التجربة وتخليت عن كل مسؤولياتي فيها ، وان كنت حرصت على اجواء الصداقة مع الزميل علي الامين والزملاء في المجلة والموقع رغم الاختلافات السياسية.
وفي العام 2006 وبعد عمل استمر 7 سنوات في جريدة المستقبل وبسبب اجواء حرب تموز والخلافات السياسية التي سادت انذاك قررت ترك الجريدة وكان يفترض ان انتقل الى جريدة السفير ، لكن ظروف خاصة ادت الى عدم الذهاب الى السفير رغم توقيع عقد اولي ، وجرت محاولة لاعادتي الى جريدة المستقبل بدعم من رئيس تحرير الجريدة الاستاذ هاني حمود والرئيس سعد الحريري ، وعدت لاشهر قليلة ، لكنني لم استمر وحصلت على عرض عمل في جريدة العرب القطرية بدعم ومساعدة من الزميل والصديق غسان بن جدو وكانت برئاسة الصديق الاستاذ عبد العزيز ال محمود ، وكان مدير التحرير الصديق الصحافي المميز الاستاذ ابراهيم عوض.
وكانت تجربة العمل في جريدة العرب لمدة سنة ، من اجمل التجارب الصحافية وتعلمت منها الكثير لكن ظروف الحياة لي بعيدا عن الاهل كانت صعبة ، اضافة الى انني لم اعتد العمل في دولة خليجية ، واحب عيشة الحرية والتواصل والعلاقات العامة، ولذلك قررت العودة الى لبنان وكتبت عن هذه التجربة الجميلة في كتيب صغير اسمه "بوح الكلام" وساعدني في اصداره الاخ الحبيب حسن سويدان.
ومن ثم عدت الى بيروت وعملت في العديد من المؤسسات الاعلامية والفكرية والثقافية ومنها العمل مع تلفزيون المستقبل والكتابة في جريدة السفير بتشجيع من الصديق الرائع الاستاذ حسين ايوب ، وفي جريدة النهار بدعم من الزميل والاستاذ المميز والصديق جهاد الزين وفي جريدة الحياة بدعم من الزميل حازم الامين وفي موقع ناو ليبانون بدعم من الزميلين عقاب صقر وبسام النونو وفي جريدة الشرق الاوسط بدعم من الزميل ثائر عباس وفي مجلة الشراع بتشجيع من الزميل الصديق زين حمود وفي موقع اية الله السيد حسين الصدر بدعم وتسهيل من الزميل امين قمورية بعد ان ساعدت في انجاز كتاب عن سماحته ، كما عملت في مؤسسة الفكر الاسلامي المعاصر باشراف الصديق والاخ المميز الدكتور نجيب نور الدين ومن ثم في مؤسسة الامام الحكيم بمساعدة الحاج جهاد عبد الله وباشراف العلامة السيد علي الحكيم ، ولاحقا ولا زلت في مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي مع سماحة العلامة الرائع الشيخ محمد زراقط والعلامة المميز الشيخ محمد تقي سبحاني .كما كتبت في مجلة فلسطين المسلمة وجريدة الشعب المصرية وجريدة السبيل الاردنية وصحف ومجلات ومواقع اخرى قد لا استطيع تذكرها كلها .كما عملت مع الدكتور وجيه كوثراتي في مجلة منبر الحوار وتم التعاون مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ورئيسه الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في متابعة بعض المؤتمرات واصدار كتاب سماحته حول خيارات الأمة وضرورات الأنظمة وكان ذلك بالتعاون مع الزميل علي الامين ومؤسسة أفق.
وجرت محاولة للدخول في جريدة الاخبار لكنها لم تنجح مع انني كتبت فيها بعض النصوص بطلب من رئيس تحريرها الاستاذ ابراهيم الامين بعد كان رحل مؤسسها الاستاذ جوزيف سماحة.
وفي الوقت نفسه كتبت العديد من الدراسات والابحاث وشاركت في العديد من المؤتمرات وقدمت خدمات اعلامية لمؤسسات وشخصيات متنوعة كالمجمع الثقافي الجعفري والعلامة الشيخ محمد حسين الحاج وشاركت في تأسيس ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار برئاسة العلامة السيد علي فضل الله وبالتعاون مع العلامة الشيخ حسين شحادة وعدد من العلماء والاصدقاء ، ثم ساهمت بتأسيس شبكة الامان للسلم الاهلي برئاسة المحامي المميز الاستاذ عمر زين ، وقدمت عدة برامج رائعة في قناة الايمان. وساهمت بتأسيس لقاء تعارفوا بالتعاون مع شخصيات من طرابلس وجنوب لبنان وجبل لبنان.
لكن الانجاز المهم بعد عودتي من قطر هو الانتساب الى معهد الدراسات الاسلامية – المسيحية في الجامعة اليسوعية وبدء الاهتمام بالحوار الاسلامي – المسيحي وبعد ثمانية سنوات من الدراسة انجزت رسالة الماستر وكانت تحت عنوان " خطاب حزب الله بين الثابت والمتغير" وقد طبعت في كتاب بتشجيع من صاحب دار سائر المشرق الاستاذ انطوان سعد ، ولقيت اهتماما خاصا ، كما انني اصبحت أطل عبر بعض الوسائل الاعلامية المحلية والعربية والاجنبية ككاتب وصحافي ومحلل مختص بالحركات الاسلامية ، وتسجلت من ثم في قسم الدكتوراة في الجامعة اليسوعية لاعداد رسالة الدكتوراة حول العنف الديني ، واصبحت مهتما بالمؤسسات المعنية بالحوار الديني كمؤسسة اديان والفريق العربي الاسلامي – المسيحي ومؤسسة قرطبة في جنيف ومؤسسة الحوار في العراق ، وشاركت في تأسيس ملتقى الجمعيات الانسانية بدعم من مؤسسة قرطبة والسفارة السويسرية، وكنت انضممت ايضا الى المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي والمنتدى القومي في لبنان والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وتعاونت مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات.
كما انجزت وبالتعاون مع زميلي الرائع الاستاذ احمد ياسين كتابا توثيقيا عن العلامة الراحل الدكتور محمد بحر العلوم تشجيع من حفيده العلامة السيد علي الحكيم وبطلب ودعم من نجله معالي الوزير الدكتور ابراهيم بحر العلوم وقد صدر الكتاب في ايار من العام الحالي 2018.
وبدأت الكتابة ايضا لموقع عربي 21 منذ عدة سنوات وهو احد المواقع العربية المهمة ولا تزال التجربة مستمرة ، كما نشرت بعض المقالات في موقع لبنان الجديد باشراف الشيخ عباس الجوهري وكتبت في موقع النور الجديد باشراف الصديق المثقف والمتواضع الدكتور عبد الحسن الامين.
وفي العام 2017 بدأنا مع بعض الزملاء والزميلات بتأسيس منتدى التكامل الاقليمي وهي تجربة لا تزال في بداياتها وان كانت قطعت شوقا مهما من التأسيس الى اليوم ولا يزال امامها مراحل عديدة.
ولم اكن استطيع القيام بكل هذه الاعمال والانجازات لولا دعم زوجتي الرائعة والمحبة مريم ولولا وقوف عائلتي الى جانبي وخصوصا والدي رحمه الله ووالدتي ادام الله بحياتها واخوتي واخواتي ، ودعم العديد من الاصدقاء والصديقات في كل المواقع والذين لا يمكن ذكرهم جميعا .
اما مجلة الامان ففي كل تلك الظروف كنت اواصل العمل فيها باستثناء مرحلة السفر الى قطر ، وفي الفترة التي توقفت فيها عن الصدور. وكانت الصداقة والاخوة مع رئيس تحريرها الاستاذ والاخ الرائع ابراهيم المصري مستمرة رغم بعض الخلافات والتباينات حول بعض التطورات السياسية ولا سيما بعد الاحداث في سوريا.
واليوم ومع انتقال مجلة الامان من الطباعة الورقية الى الاعلام الاكتروني أطوي صفحة رائعة من حياتي ، مع ان المجلة ستستمر الكترونيا ، لكننا سنفتقد منبرا مكتوبا وبهذه المناسبة لا بد من توجيه التحية الخاصة للاخ الكبير ورئيس تحريرها الاستاذ ابراهيم المصري ولكل الاخوة والاخوات الذين تعاونت معهم ولا ازال.
والخلاصة الأهم بعد هذه المسيرة الطويلة والمستمرة ان العمل في الاعلام والتوثيق والعلاقات العامة والصحافة والبحث والتحليل هو مسيرة مستمرة من العلم والتعلم ولا بد دائما من مواكبة التطورات السياسية والثقافية والعلمية والالكترونية والا تسبقنا الاحداث.
وانا لا زلت اعتبر انني بحاجة لتعلم الكثير الكثير ولا ادري اذا كانت الحياة ستسمح لي بذلك والله اعلم؟.
قاسم قصير- 16-8- 2018".