يبدو أنَّ الكثيرين الذين اصطادوا من حركة الإمام موسى الصدر بعد أن كانوا على خصومةٍ حادةٍ ادَّت بهم إلى التفسيق السياسي لحركة الصدر، وبعضهم من أصحاب الصولجانات والعمائم الذين وصل بهم الأمر إلى حد التفسيق الفقهي والديني، فقذفوه بشتى أنواع الخبث الفقهي الذين اشتهر به جماعات الدعوة، والكثيرين من فقهاء تقليديين وزعماء صوريين ومنهم أصحاب جبب وعمائم بألوان مزركشة من وزغ ووسخ الشياطين الذاهبين باتجاه الوصول بغية الوظائف ولو على حساب الدين وهتك العرض...
عذراً موسى الصدر، لقد استفاق أعدائك متأخرين وحاولوا الإندماج والتواصل والإتصال بمواقفك الجريئة وبخطابك التاريخي عندما أعلنت عن إنطلاقة حركة أفواج المقاومة اللبنانية أمل لحماية كيان الدولة وأن لبنان وطنٌ نهائي لجميع أبنائه.. فالبعض منهم حوَّلوا حركة المحرومين إلى مسؤولين حارمين الكثيرين من أبنائك وأبناء أمل المضحين والعاملين في سبيل مقارعة الحرمان والفقر، إلاَّ أنهم تمركزوا تحت شعار أمل وعملوا على إبعاد محبينك سيدي موسى الصدر وقرَّبوا الذين حاربوا نهجك وأملك ووضعوهم في مراكز الإفتاء والقضاء وبعضهم في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي بنيته لكل أبناء الطائفة من المحرومين ومظلة لكل اللبنانين...
اقرا ايضا : لصوص المجلس !
عذراً موسى الصدر: لقد ولد هؤلاء ولادة هجينة إن على الصعيد السياسي او الثقافي او الأخلاقي محاولين إكتساب ما فاتهم طيلة إصطيادهم في شوارع المحرومين والطيبين والمخلصين وحولوا كل قدراتهم واستغلالهم إلى تجارةٍ باسمك وباسم المحرومين لتكسبهم جوازات سفر عابرة لكل الحدود وحتى حدود الله، ومن تجارةٍ تكسبهم ثروات ووظائف لم تشهدها قديماً قوافل الحجيج إلى مكة ولا تجارة التوابل وخطوط خيوط الحرير، وعباءات فضفاضة حريرية يرتديها بعضهم ليتمكنوا من خداع الناس المحرومين في حركتك حركة أمل..
عذراً سيدي وقائدي موسى الصدر، ونحن على أبواب ذكراك، لهي ذكرى استثنائية لرجل مثلك، رجل استثنائي ما زال فكرك يحكم في الأمة الإسلامية والعربية، وما زال يسيطر على مرحلةٍ كاملة في الحياة السياسية والفكرية، وما زلنا نعتقد سيدي بأنَّ حملة الأمانة هم في طليعة المدافعين عن اللاءات التي كتبتها على مداخل أبواب الوطنية والعروبة، لا لبقاء محرومٍ في أرضه إنطلاقاً من قسمك بأن لا تترك محروماً واحداً، حتى لا تكبر حركة الحرمان وتتسع طائفة المحرومين، ولا لدولة المزارع، ولا لجنوبٍ يبقى متاعاً ودول ضاحكة مستبشرة..
في ذكراك موسى الصدر سيطل موجك وفوجك مع حامل أمانتك دولة الرئيس نبيه بري حاملين عباءتك وقسمك ولكنتك القريبة من كل قلب لبناني ومن قلوب المحرومين، والسجان يبقى في نعش الشعوب المحرومة والمستضعفة في هذه الأمة... عذراً سيدي موسى الصدر...