أطلّ الأمين العام لحزب الله منذ أيام مسترقاً الأضواء و في ظل عدم إكتراث الكثيرين من الذين كانوا يتابعوه بالماضي بسبب إختلاف الأولويات.
وكأنه ذكّرنا سماحته بالحرب التي كان قد ترأسها جمال عبد الناصر و عندما بدأ الاسرائيلي بالاقتراب من مصر و ابان هزيمة الجيش المصري حينها تحولت الهزيمة ربما بقصد او عن غير قصد الى انتصار وهمي حيث اصدرت إذاعات الاخبار( الراديو ) خبراً يفيد أن الجيش المصري يتصدى للعدو و يحقّق كثير من الأهداف وان طريق القدس صار قريباً و تحريرها متاح . إذ أنهم عكسوا الحكاية والهدف من ذلك هو للدعم المعنوي آنذاك.
و قتها إنهزم الجيش المصري و جاءت الدبابات الإسرائيلية معلنة هزيمة عبد الناصر.
واليوم قرّر سماحته أن يلقي كلمة في عيد بات لا يُعيّد به إلا هو نفسه و الذين من حوله. فأراد السيد هذا العام أن يُعيد ذكرى انتصار تموز العظيم في عام ٢٠٠٦ و يجمعه بذكرى الهزيمة الأعظم في سوريا ٢٠١٧ و التي نفّذ فيها المشروع الأمريكي الذي قضى باستنزافه ثمان سنوات. فكيف يجمع بين نصر تموز الذي حفظ بالذاكرة و كان الأمر الوحيد الذي أجمع العرب و العالم عليه ؟!
في ذلك الحين وضعت صور لسماحته في كل بيت عربي في الخليج و الأردن و سوريا و أصبح الجمهور السني في العالم يحب نصرالله و يعتبره القائد الذي تهمّه فلسطين على عكس القادة العرب.
و لكن بعد كل هذا العزّ أتى لينفّذ مشروع دام لثمان سنوات كان من أبرز ما نتج عنه هزيمة موصوفة و بلاء لا تُحمد عقباه في زواريب حلب و حمص و درعا و كفريا و الفوعة .
ها هو اليوم يُكابر و يُكابر فسماحة السيد يُكرّر نفسه و لا يزال يعتبر نفسه ذاك المنتصر المفدّى نعم و للإنصاف يحقّ له أن يكون كذلك لما حقّقه من إنجازات في قيادة المقاومة وصولاً الى حرب ٢٠٠٦ . حينها كان نصر الله عندما مشى على خطى موثوقة بحرب مليئة بالإخلاص و العقيدة و الشهادة كان من المفلحين اذ كان يسمع لغيره و يشاورهم الرأي أي يشاركهم في عقولهم و الآن بات كالملوك الذين يسبّهم و يشتمهم ليل نهار.
غيره يُطالعنا في كل خطاب عن إنتصار جديد لا نفهمها و كان الحياة توقفت عنده بإنتصارات وهمية من نسج الخيال.
إن سماحة السيد يُدرك أن الخطر يحدق بالشعب اللبناني و اذا ما انفجرت حروب مع الخارج فحتماً سينفجر لبنان من الداخل و هذا أمر موثوق نتيجة فساد حزب الله المفرط في إدارة شؤون المواطنين.
صرنا بزمن الأيديولجيا الفاسدة التي غطّت أعيننا و يطالعنا شيخ من آل بركات ليقول على الملأ أن على الشيعة في لبنان تحديداً الانتباه إذا ما كانت قضايا الفساد ستعكّر صفوة وحدة الشيعة فهو بذلك يختار و يفضّل الفساد على الإضرار بوحدة الشيعة.
وهل يسمى هذا إنتصار على الفساد؟ فأين جهاز الفساد الذي تحدّث عنه نصر في الإنتخابات النيابية الأخيرة ؟
أهذه هي شاكلة إنتصاراتكم ؟ لماذا عندما يقف أمامكم مارد يُخوّن و يُتّهم لأنّه واجهكم في فسادكم ؟؟
ولكي لا ننسى، أين الانتصار في سوريا و العراق و اليمن؟ أهي مجرّد إحتفالات وهمية فاشستية وجوائز ترضية ؟
و لكي لا نغوص أكثر، من منكم لا يعلم أن حرب سوريا التي ذهب فيها أكثر من ٢٠٠٠ شهيد شيعي من لبنان لم يذهب بهذا العدد طوال فترة الحرب مع إسرائيل و لا يزال يُطالعنا سماحته بالإنتصار ؟!
عن أي إنتصار يتحدّث ؟ و عن وحدة الشيعة في لبنان الذي نخر بها رؤوسنا ، أيعلم أن الشيعة و لأول مرّة اتحدّوا من أجل حقوقهم عندما رأوا فساد حزب الله على وجه الخصوص؟ لماذا يخافون وتبدأ حرب الإتهامات بالسفارات و بمقالات لا تكتبها إلا المرتزقة منكم فجريدة الأخبار المدفوع ثمنها مسبقاً تُعِّد في كل يوم مقالاً تُخوّن المعارضة الشيعية و تعمل على إفشالها . أليس هذا بسبب الخوف و الهلع ضد الفساد المستشري نتيجة تولي الثنائية إدارة شؤون الشيعة؟ و هو يقول أنه يعمل من أجل مصالحهم ، وهو اليوم يعتبر نفسه أنه غيّر قواعد الإشتباك لمصلحته.
سماحته حوّل حزب الله إلى حزب نصرالله أي روّض الناس لتكون على شاكلة علي عمار لا ترى الملكوت إلا بعد لعق حذائه أو يريد للناس أن يكونوا عبيداً كالذي رشّحه عن مقعد جبيل في الإنتخابات و الذي كانت أولى وعوده للوصول للبرمان الكلام المؤرّخ الذي قال فيه " أنا عبد من عبيد حسن نصرالله. "
هذه هي الحال اليوم صارت إنتصارات نصر الله و لم تعد إنتصارات المقاومة و حزب الله الذي عهدناه حتى عام ٢٠٠٦ البطل المقدام الذي آمن و صمّم على إسترجاع فلسطين.
اليوم يُدرك سماحته أنه ربما قليلون الذي يفكّرون كعلي عمار وحسين زعيتر ولكن تحقيق الكرامة لا يكون بهذا الشكل أن سماحة السيد يُدرك أيضا أن إنتصار تموز لا يُجمع بهزيمة سوريا الأسد ، إن إنتصار تموز ٢٠٠٦ حفظ بالذاكرة فبعد ثمان سنوات ملّت الناس من كثرة الإنتصارات اليومية التي كانت لا تعرضها إلا شاشة المنار و بعض الشاشات المباركة.
فبماذا يجيب الناس اليوم و الناس بدأت بالسؤال عن أي إنتصار يتحدث ؟
لننتصر بالداخل و من ثم نعود للخارج فإنفجار الداخل صعب أصعب من الخارج يا سماحة الأمين ...