توقّع خبراء في الأسواق المالية أنه بحلول نهاية عام 2018 الجاري سوف تهبط الليرة التركية لتكسر حاجز الـ 9 ليرات لكل دولار، مقارنة مع 5.75 ليرات أمس.
إرتفعت الليرة التركية 3% متجاهلة تعليقات أميركية تستبعد إلغاء رسوم واردات الصلب من تركيا حتى إذا أطلقت أنقرة سراح القس الأميركي. وتلقّت الليرة بعض الدعم من إعلان قطر تعهدها باستثمار 15 مليار دولار في تركيا.
وصعدت الليرة، التي انخفضت 34% مقابل الدولار هذا العام، إلى 5.7500 للدولار بالمقارنة مع مستوى إغلاق سابق عند 5.95 ليرات.
ويعكس هبوط الليرة التركية الدراماتيكي في الفترة الاخيرة الحالة التي يعيشها الاقتصاد التركي، فبعد أن استمرت في الصعود لسنوات عدة، أصبحت الآن تعاني هبوطا حادا وعمليات هروب واسعة لرؤوس الأموال الأجنبية. بالإضافة إلى البيع الذي لا يكاد يتوقف للعملة التي تعتبر المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد التركي الذي يحتل المرتبة الـ 17 على المستوى العالمي.
وقبل العام 2003 كان الاقتصاد التركي يحتل مرتبة متواضعة، لكنه استطاع في العام 2017 أن ينمو بنسبة 7.4%، ليتفوّق على عدة دول من مجموعة العشرين، مثل الهند والصين وإندونيسيا.
ورغم معدلات الهبوط الحادة التي تعيشها الليرة التركية الآن، إلا أن لها تاريخا مشرّفا أمام الدولار الأميركي والعديد من العملات الأجنبية الأخرى. ففي العام 2007 كان الدولار يساوي 1.16 ليرة، وهو من أعلى المستويات التي تم تحقيقها.
وبدأ هبوط الليرة التركية في السنوات الماضية، عندما بدأت في التراجع بشكل تدريجي. ففي 2013 انخفضت إلى ليرتين لكل دولار، وتراجعت مرة أخرى لتساوي 3 ليرات لكل دولار خلال شهر ايلول المنصرم، ثم هبطت مرة أخرى ووصلت إلى 4.7 ليرات لكل دولار، مستمرة في التراجع حتى الاسبوع الماضي لتصل إلى 7.2 ليرات لكل دولار.
ويتوقع خبراء أنه بحلول نهاية عام 2018 الجاري سوف تهبط الليرة لتكسر حاجز الـ 9 ليرات لكل الدولار. وهناك العديد من الأسباب التي تدعم هذه التوقعات منها السياسي ومنها الاقتصادي، حيث أنّ حجم الديون التركية الخارجية بالدولار يبلغ نحو 53% من إجمالي الناتج المحلي التركي. كما أنّ ودائع القطاع غير المصرفي بالدولار أقل من الديون. بالإضافة إلى أنّ 200 مليار دولار هي مقدار الفرق بين ودائع القطاع غير المصرفي وبين القروض والالتزامات.
وخلال الـ 12 شهراً المقبلين سيتطلّب من القطاع المالي والبنوك سداد نحو 76 مليار دولار، ذلك بالإضافة إلى أنه من المفترض أن يقوم القطاع الخاص غير المالي بإعادة تمويل قروض أو تسديد ديون تصل إلى 66 مليار دولار. ونحو 67% من إجمالي الديون التركية هي ديون خارجية، ما سوف يرفع الطلب على الدولار الأميركي وغيره من العملات الأجنبية.
وبحسب بيانات البنك الدولي للتسويات، يبلغ حجم ديون تركيا للبنوك الأجنبية 224 مليار دولار.
ويرى المستثمرون أنّ الاقتصاد التركي، البالغ حجمه 900 مليار دولار، كان يتجه نحو الهاوية، حتى قبل قرار الرئيس الأميركي بمضاعفة الرسوم على صادرات تركية. فسياسة «النمو بأي ثمن» التي كانت تتبعها تركيا، جعلت شركات البلد مُثقلة بديون بلغت مئات المليارات من الدولارات، وزادت معدل التضخم إلى 15%، وسجلت عجزاً في الحساب الجاري تمّت تغطيته برفع حجم الاستدانة.
أسواق العملات
ارتفع اليورو امس من أدنى مستوى له منذ حزيران 2017، في حين تراجع الدولار بعد أنباء توجّه وفد صيني إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات تجارية، حيث أقبل المستثمرون على شراء العملات التي تضررت بشدة بفِعل موجة البيع في الآونة الأخيرة. وصعد أيضاً العديد من عملات الأسواق الناشئة لتعوّض بعض خسائر يوم الأربعاء بفضل انحسار المخاوف فيما يتعلق بتأثير تراجع الليرة التركية. وصعد اليورو 0.3 بالمئة إلى 1.1373 دولار مُبتعداً عن أدنى مستوى لمعاملات الأربعاء 1.1301 دولار. وتراجع الدولار يوم الأربعاء بعد موجة مكاسب قوية. ونزل مؤشر العملة الأميركية 0.2 بالمئة إلى 96.554. وارتفع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية 0.8 بالمئة مقابل الدولار إلى 6.8945 يوانات.
بورصة بيروت
جرى امس تداول 122148 سهماً في البورصة المحلية قيمتها 0.99 مليون دولار مع غلبة الاتجاه الارتفاعي لاسعار الاسهم المتداولة، وذلك من خلال 50 عملية بيع وشراء لـ7 انواع من الاسهم. وارتفعت 3 اسهم وتراجع سهمان واستقر سهمان آخران. وفي الختام ارتفعت قيمة البورصة السوقية 0.05% الى 10.095 دولارات اميركية.
1) اسهم شهادات بنك بلوم التي تراجعت 0.61% الى 9.64 دولارات مع تبادل 53539 سهماً.
2) اسهم شهادات بنك عودة التي استقرت على 5.20 دولارات مع تبادل 20000 سهم.
3) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي ارتفعت 6.75% الى 6.75 دولارات مع تبادل 16679 سهماً.
4) اسهم شركة سوليدير الفئة ب التي ارتفعت 0.89% الى 6.74 دولارات مع تبادل 13930 سهماً.
5) اسهم بنك بلوم التي استقرت على 9.85 دولارات مع تبادل 12000 سهم.
الاسهم العالمية
إنتعشت الأسهم الأوروبية امس بعد أن قالت بكين إنها ستجري محادثات تجارة مع الولايات المتحدة في واشنطن هذا الشهر، ما حسّن شهيّة المستثمرين للمخاطرة على أمل حدوث انفراجة في الحرب التجارية. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 بالمئة ليعوّض بعض خسائر الجلسة السابقة التي هبطت به إلى أدنى مستوياته في 6 أسابيع مع دخول الأسواق الناشئة في نطاق المراهنة على انخفاض الأسعار. وتصدّر قطاع التعدين المكاسب وزاد مؤشره 1.2 بالمئة بعد أن شهد يوم الأربعاء أسوأ يوم له منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بفعل انحدار أسعار المعادن.
وأغلق مؤشر نيكي الياباني منخفضاً امس، لكنه قلّص خسائره المبكرة إثر أنباء عن محادثات جديدة بين الصين والولايات المتحدة أثارت الآمال بانفراجة محتملة في حربهما التجارية وأضعفت الين.
الذهب
إرتفع الذهب من أدنى مستوى في 19 شهراً امس مدعوماً بتغطية مراكز مُدينة. وكان السعر الفوري للذهب مرتفعاً 0.1 بالمئة إلى 1175.07 دولاراً للأونصة. لكنّ عقود الذهب الأميركية الآجلة نزلت 0.2 بالمئة إلى 1182.1 دولاراً. وارتفعت الفضة 0.7 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 14.52 دولاراً للأونصة بعد أن سجلت في وقت سابق أقل سعر لها منذ شباط 2016 عند 14.30 دولاراً. وزاد البلاتين 1.8 بالمئة إلى 776.50 دولاراً. وارتفع البلاديوم 1.8 بالمئة إلى 857.22 دولاراً للأونصة بعد أن نزل إلى أقل سعر في 13 شهراً عند 832 دولاراً.
النفط
عوّضت أسواق النفط أمس بعض خسائر الجلسة السابقة، بعد أن قالت بكين إنها سترسل وفداً إلى واشنطن لمحاولة حل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي يثير قلق الأسواق العالمية. وكانت العقود الآجلة لخام برنت عند 71.11 دولاراً للبرميل مرتفعة 0.35 بالمئة بما يعادل 0.5 بالمئة عن إغلاقها السابق. وزادت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 15 سنتاً أو 0.2 بالمئة إلى 65.17 دولاراً للبرميل، حيث كبحها بعض الشيء ارتفاع مستويات إنتاج الخام الأميركي والمخزونات. وفقد كلا الخامين القياسيين أكثر من 2 بالمئة في تداولات اليوم السابق.