أدى غرق مركب في ولاية نهر النيل في شمال السودان إلى مقتل 22 طالباً وطبيبة ونجاة 9 آخرين، عندما كانوا في طريقهم إلى مدرستهم بالضفة الأخرى للنيل، في وقت ضربت أمطار غزيرة وسيول ولاية الخرطوم بمعدلات فاقت التوقع، ما تسبب في انهيار منازل وشل حركة الحياة بالعاصمة.
وقال محافظ منطقة البحيرة بولاية نهر النيل عبد الرحمن محمد خير في مؤتمر صحافي أمس، إن 22 طالباً في مرحلة الأساس لقوا مصرعهم غرقاً فيما نجا 9 بعدما اصطدم قارب كان يقلهم بشجرة في نهر النيل»، ما أدى إلى توقف ماكينة القارب، مشيراً إلى أن تيار المياه كان شديداً.
وأضاف أن الطلاب كانوا في طريقهم من قريتهم إلى منطقة كبنة في الضفة الأخرى لنهر النيل حيث المدرسة التي يدرسون فيها، مشيراً إلى أن طبيبة كانت على متن المركب بعد زيارة ذويها في المنطقة، لقيت مصرعها في الحادث.
وأشار إلى أن السلطات المحلية وفِرق الإنقاذ تحركت من محلية أبو حمد إلى محلية البُحيرة لانتشال جثث الضحايا. وأصدر الدفاع المدني بولاية نهر النيل الأسبوع الماضي قراراً بوقف عمل المراكب على النيل طيلة فترة الخريف الذي ينتهي في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
في غضون ذلك، ضربت أمطار غزيرة وسيول ولاية الخرطوم أمس بمعدلات فاقت التوقعات، ما تسبب في انهيار منازل مواطنين في أحياء متفرقة بالعاصمة، فيما تعطلت حركة السير واختفت حافلات الركاب واضطرت مدارس الخرطوم لإغلاق أبوابها بسبب صعوبة الوصول إلى المدارس، كما حالت الأمطار دون وصول أعداد كبيرة من العاملين وموظفي الحكومة إلى أماكن عملهم.
وأصدر وزير التربية والتعليم في ولاية الخرطوم فرح مصطفى قراراً بتعليق الدراسة بمدارس الولاية إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى المبارك. وحذرت هيئة الدفاع المدني المواطنين بأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر من عواقب خريف العام الحالي والفيضانات للقاطنين قرب النيل. وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أمطاراً في غالبية ولايات السودان، بما فيها الخرطوم، بمعدلات عالية وغير معتادة.
ويشهد السودان العام الحالي أمطاراً غزيرة في غالبية ولاياته، مع تغيير في المناخ زاد من معدلات الأمطار في السنوات الأخيرة.
وأثرت الأمطار والسيول على مناطق متفرقة من السودان، بينها النهود بولاية غرب كردفان، وولاية كسلا، ومناطق متفرقة من الولاية الشمالية.
وتعاني ولاية الخرطوم من عدم التصريف لمياه الأمطار، ويتخوف البعض من أن يؤدي ركود المياه إلى انتشار الأمراض وتردي البيئة، مع تعطل حركة المرور.