بين العقد الداخلية والخارجية، تتأرجح عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، منذ عيد الفطر حتى عيد الأضحى المقبل، ولاشك أن "العُقد الخارجية بدأت تظهر بشكل أوضح، خصوصاً تلك المرتبطة بفرض تطبيع العلاقات مع (النظام السوري) كشرطٍ مسبق لتسهيل ولادة الحكومة، وهو ما كشف جانباً منه، أول من أمس، الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي جزم بأن «فرض أي شرط للتطبيع مع الأسد، يعني أن الحكومة لن تتشكّل»" وفق ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط".
وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أنه "رغم وضوح معالم العُقد الخارجية، لا يقلل تيّار «المستقبل» من صعوبة العوامل الداخلية التي تُعيق تشكيل الحكومة، عبر رفع سقوف الحصص ونوعية الحقائب".
وفي هذا السياق، إعتبر قيادي في «القوات اللبنانية»، أن "العُقد الأبرز التي تعيق تشكيل الحكومة لا تزال داخلية"، ورأى أن "الأمور لا تزال في نفس المربع الذي يَحول دون تشكيل الحكومة، وعالقة عند عُقد جبران باسيل الذي يحاول جاهداً استهداف حقّ (القوات اللبنانية) والحزب الاشتراكي في التمثيل داخل الحكومة".
وفيما يخص أزمة التطبيع، أوضح للصحيفة "أن تحذيرات الحريري من التطبيع مع (النظام السوري) جاءت رداً على سؤال يتعلّق بإمكانية تضمين البيان الوزاري تطبيع العلاقة من (سوريا)".
مؤكداً أن "الحريري وجّه رسالة قوية ووضع خطوطاً حمراء وتحذيراً مسبقاً لكل القوى السياسية، بأن تلتزم حدودها وتعود إلى تطبيق سياسة النأي بالنفس".
وأضاف ، "الحريري لوّح برفع البطاقة الحمراء، أيْ استقالة الحكومة، في وجه من يحاول إحياء العلاقات اللبنانية السورية".
وفيما يخص كلام الأمين العام لـ (حزب الله)، قال القيادي ذاته: أن "الأمين العام لم يقل: نحن نريد التطبيع مع سوريا، بل قال: لا تستعجلوا اتخاذ المواقف وانتظروا التطورات، ولو قال (نصر الله): نريد التطبيع مع النظام السوري، كنّا دخلنا في اشتباك سياسي".
وبدوره، أوضح عضو المكتب السياسي في «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، نقلاً عن الصحيفة، أن "التيار الوطني الحر يسعى للحصول على 11 وزيراً، ليقول لقد استعدت حقوق المسيحيين وسأكون أنا الآمر الناهي في لبنان، وتحاول (القوات اللبنانية) نيل خمسة وزراء مع حقيبة سيادية ليكون وضعها أفضل من السابق، فيما يسعى الحزب التقدمي الاشتراكي إلى الاحتفاظ بالحقائب الدرزية الثلاث، وكذلك تيّار (المستقبل) الذي يصرّ على إثبات قوته وفاعليته داخل الحكومة".