يسجل لزعيم المختار قدرته الفائقة على التموضع دائما بالمكان الذي يحفظ له قدرته على ان يكون لاعب اساسي يصعب على الاخرين تجاوزه او تهميشه وفي ظل الانقسام الحاد بين الفريقين الاقوى , تتحول التلة الوسط التي يقف عليها البيك هي الحد الفاصل التي تُرتسم من خلال انضمامها الى احدهما طبيعة المسار الذي يتخذه البلد ومن هنا فلم تعد المسؤولية الملقاة على اكتاف جنبلاط تُختصر بالحفاظ على دوره بل تعدته الى رسم مستقبل البلد بشكل عام وهذا غير خافي طبعا على لاعب ابرز على الساحة اللبنانية كحزب الله ومن هنا فانا لا اعتقد ان الحضور الدائم للحج وفيق صفا في اللقاءات " السياسية " الثنائية التي تجمع بين قيادتي حزب الله ورئيس التقدمي وتسلم صفا ملف العلاقة معه على خلاف طبيعة التواصل مع سائر القوى السياسية الا كرسالة دائمة لما تحمل شخصية صفا من ابعاد امنية يراد من خلال حضورها التذكير المستمر بواقعة 7 ايار وما نتج عنها , وصولا الى " تبني " جنبلاط لحكومة ميقاتي تحت مبرر الحفاظ على السلم الاهلي وعدم الانجرار الى الفتنة وما كانت هذه الحكومة لتبصر النور لولا جرعة الحياة التي منحها اياها بفضل وضع اصوات تكتله النيابي الى جانبها , الا ان فشلها الذريع ان على مستوى الانماء او على مستوى سبب مبرر وجودها بدفع غيمة الفتنة عن سماء الوطن وهذا ما اجمع عليه كل المراقبين فضلا عن افرقاء الحكومة نفسها بفضل ادائها واداء القيمين عليها فلم تتراجع هذه الاجواء المقيتة ولو خطوة واحدة بل اكثر من ذلك فان الاحداث المتنقلة من طرابلس مرورا بخندق الغميق وصيدا وصولا الى سعدنايل وحاصبيا تخبر ان الخطوات صوب الفتنة تزايدت هرولة ان لم نقل اننا الان في عين العاصفة السوداء مما يعني ان حسابات جنبلاط وانحيازه لم تستطع ان تفرمل السقوط في المحظور وبالتالي ما كان مقبول من مبرر لانحيازه منذ عامين لم يعد له اي معنى ومن هنا ينبري السؤال الكبير الان هل هذه الوسطية التي تُحمّل اصحابها عبء تقرير مصير الوطن ستترجم مواقف على مستوى التصدي للتهديدات تكون بحجم المخاطر القادمة والمحدقة هذه المرة باسس وجودية يمكن ان تقضي على ما تبقى من البلد من خلال صدمة جنبلاطية بحجم المخاطر بدأت ارهاصاتها الوطنية بالظهور من خلال الفيتو على وزراء عونيين لتشكل بعد ذلك مقدمة تاريخية لقرار يفضي بالتخلص اخيرا من الرضوخ لاملاءات وفيق صفا ؟؟؟