توجّه " تجمع عوائل شهداء المقاومة الإسلامية في البقاع " برسالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جاء فيه:
"كما تريد سماحة السيد ...
سماحة السيد حسن نصر الله سمح لنا مشكوراً في خطابه الاخير بتوجيه النقد لحزب الله، وهذا قد يجنبنا الملاحقة القضائية في المرحلة المقبلة بالحد الادنى.
لذا نرى أن من واجبنا الاضاءة على بعض ما ادركته عقولنا الضعيفة من ملاحظات حول خطابه المبارك، لعله يطلع عليها بتواضعه المعهود، ونحن هنا نقوم بتكليفنا الشرعي والقانوني ...
أولاً : اذا قايسنا نتيجة الحرب السورية حتى اللحظة بميزان الربح والخسارة فسنرى جليا ان كل الجهود والتضحيات التي بُذلت من قبل محور المقاومة صبت في مصلحة العدو الصهيوني الذي تمكن بالاتفاق مع الروسي من ابعاد ايران وجماعتها عن الحدود مع اسرائيل لمسافة ٨٥كلم، وحوّل الجيش السوري الى حرس لحدوده (بخلاف كل العنتريات الاعلامية) وجعل من القوات الايرانية والتابعة لها لقمة سائغة لسلاح الجو الاسرائيلي يقصفها متى وأنى شاء من دون قدرة هذه القوات المكبلة على الرد.
فأي انتصار على اسرائيل هو هذا الذي يتحدث عنه سماحته؟!!!
ثانياً: قال السيد أن ايران بعد الحصار هي اقوى مما قبله وهذا ما تدحضه كل الوقائع، اذ ان قيمة العملة الايرانية وصلت الى ادنى مستوياتها امام الدولار، وكلنا نعلم ان الوضع الاقتصادي في ايران بات على شفير الانهيار باعتراف المسؤولين الايرانيين الذين حذروا من ثورة شعبية تطيح بالجميع، ومن أبرز هؤلاء آية الله "جوادي آملي" الذي دعا الى عدم التعامل مع الشعب بسطوة امنية حتى لا يرمي الحكام في البحر.
ثالثا: سماحة السيد ابدى انزعاجه من وسائل التواصل الاجتماعي وابدى حنينه لايام الابيض والاسود، وهذا يدل على استعداء حالة الوعي الشعبي المستجد في الطائفة الشيعية، هذا الوعي -ولو بحدوده الدنيا- بات يحرج الثنائية ويضعها امام واقع جديد لم تعتد عليه، فكان من الضروري امام العجز في التبرير اعتماد اسلوب التهويل بالفتنة وشق الصف واتهام المنتقدين بالتماهي مع اجندات خارجية.
رابعاً: ثلاثون سنة مرت على دخول الحزب الى الندوة البرلمانية ولم تتبلور لديه رؤية لمحاربة الفساد، وقد يحتاج الى ثلاثين سنة اخرى لتحقيق ذلك، ونحن هنا لا ننكر انهماك المقاومة في مواجهة التحديات الخارجية، ولكن قدر لبنان ان يبقى في مهب الحروب والصراعات الاقليمية والدولية، فهل نقف متفرجين ونحن نرى انهيار البلاد وهلاك العباد؟!
خامساً: ليتكم تعترفون بالتقصير بدل المكابرة وتتخلون عن شعار وحدة الطائفة الذي ترتكب تحته كل انواع الفساد، مع اننا لم نرَ حرصكم على وحدة الطائفة في موارد اخرى، ولا على وحدة المسلمين عامة، ولتكن لكم في علي اسوة حسنة وهو الذي خاض الجمل وصفين وغيرها ضد المفسدين لا تأخذه في الله لومة لائم ولم يسكت على الفساد تحت اي حجة.
سادساً: نحن في هذه الصفحة مجموعة من ابناء الشهداء دأبنا على كشف بعض ما نعلم من فساد داخل الحزب علكم تتابعون ما نكشف وهو حتما معروف لديكم، فتحاسبون المفسدين، باعتبار ان من نصّب نفسه للناس اماما فعليه ان يبدأ من نفسه، الا جيش حزبك الالكتروني والفاسدون المستهدفون اتهمونا بالعمالة للسفارات، بل انهم ادعوا على الصفحة لمقاضاتنا واسكات صوتنا الحر، وهذا ديدنهم مع كل صاحب رأي مخالف.
وأخيراً نقول لسماحته أننا سنكون أقوى من اسرائيل فعليا حين نحصن بيتنا الداخلي من الفاسدين الذين اساؤوا لمسيرة الشهداء، ولن تفيدنا الصواريخ طالما ان جسمنا بدأ بالترهل.
واسرائيل الضعيفة هذه تحاكم اكبر مسؤوليها بسبب رشوة قد لا تصل الى عشر معشار الرشاوى التي يتلقاها بعض مسؤولي الحزب والدولة (اولمرت مثالا).
كما نأمل منكم توجيه جماعة الاعلام والحرب النفسية في الحزب الذي اثبتوا فشلا ذريعا في ادارتها الى أن يكفوا عن حملاتهم الغبية تجاه الرأي الآخر لان اعتبار المنتقدين موجهين من الخارج لا يصب في مصلحتكم، فهو يدل على ان الخارج بات في بيئتكم اقوى منكم بكثير.
شكرا لتفهمكم والسلام على من اتبع الهدى ...
تجمع عوائل شهداء المقاومة الاسلامية في البقاع".