بكل أسف وحسرة وحزن وكل عبارات الشجون والرفض، يمكن أن تساق في مجال مقاربة الأحداث التي وصلنا إليها بالمنطقة حيث أن المشهد الحقيقي هو معاكس تماماً لما جاء بخطاب " النصر " بالأمس .
فصفقة القرن تسير على قدمٍ وساق بدءاً من إعلان القدس عاصمة إسرائيل مروراً بقانون القومية عن الكنيست، وصولاً إلى تأمين حدود الكيان الغاصب برعاية روسية معلنة .
قال السيد حسن نصر الله بالأمس أن المشروع الأميركي فشل بالمنطقة لأنه كان يهدف بعد إحتلال العراق الوصول إلى الحدود السورية، متناسياً أن القواعد الأميركية الآن هي في قلب سوريا الأسد! في حين أن النقاش الدائر هو عن عدد الكيلومترات التي يجب أن يتراجع إليها الإيراني وتشكيلته المتنوّعة ومنها طبعاً حزب الله، مع إصرار إسرائيلي بالخروج كلياً من الجغرافيا السورية وهذا ما سوف يحققه لها الحليف الروسي .
لم يُخفِ الإسرائيلي سروره وغبطته من إنتشار جيش الأسد على حدوده بمؤازرة روسية وهو الحامي للحدود ( بحسب تعبير نتنياهو ) منذ أكثر من أربعين سنة .
أما حدوده الشمالية مع لبنان، وبالرغم من أن " إنتصار " 2006 وهدوئها التام طيلة 12 عام، إلا أن العدو الغاشم قد لا يكتفي بما هو موجود بل يطمح للأكثر من ذلك على عادته، وفكرة انتشار قوات روسية في جنوب لبنان لا أظنّها مجرد أفكار بل أعتقد جازماً أنّها مطالب إسرائيلية لن يتردد بوتين عن تلبيتها وتحقيقها حرصاً على إرضاء حليفه الإسرائيلي .
لم يذكر السيد حسن بكلمته بالأمس إطلاقاً روسيا ودورها ووجودها، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على الهوّة العميقة بين المشروعين الإيراني والروسي بالمنطقة، وهذا ما أشارت إليه صحيفة الوطن الإيرانية المقرّبة من الحرس الثوري منذ أيام، واصفة بوتين بالخائن الذي باع إيران في سوريا .
إن المطلب الإسرائيلي بانتشار القوات الروسية في جنوب لبنان يندرج من ضمن التسوية الشاملة في المنطقة وإنهاء النفوذ الإيراني فيها، وهذا يعني أن الرغبة الإسرائيلية سوف تشهد النور قريباً، ليبقى السؤال الوحيد في هذا السياق هو عن الطريقة التي ستسبق هذا الإنتشار؟ وهل سينتشر الروسي في جنوبنا الحبيب على الطريقة السورية وفوق أنقاض البيوت وعلى أرض محروقة ( ولا فرق هنا بنوعية الطائرة التي سوف تمهد الطريق هل هي أف 35 أو سوخوي )، أو أن الإنتشار يأتي على سجادة 1701 وبطلب أممي ؟؟؟